«القومى للسينما» يخلد مسيرة عطيات الأبنودى فى فيلم تسجيلى
عطيات الأبنودى أثناء إخراج أحد أفلامها
صاحبة رؤية استثنائية مبدعة، وكاميرا حساسة خلدت البشر وحكاياتهم بشاعرية مفرطة فى شريط خام، يعود تاريخه إلى سبعينات القرن الماضى، تمردت على المجتمع وتجرأت على مشكلاته، وانحازت للبسطاء فى أفلامها التى تقترب من الـ25 فيلماً، تستحق عنها بجدارة لقب «سفيرة السينما التسجيلية»، ولكل ما سبق وغيره قرر الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس المركز القومى للسينما، إنتاج فيلم تخليداً لذكرى المخرجة الراحلة عطيات الأبنودى، يتولى المخرج على الغزولى إخراجه، إضافة إلى ترميم أفلامها وعرضها ضمن احتفالية خاصة فى شهر أغسطس، فى تونس.
"أسماء": أشرفت على تحويل أفلامها من خام إلى ديجيتال.. ومشروع لطرحها على "يوتيوب"
المخرج على الغزولى يكشف أن إسناد إخراج فيلم «الأبنودى» فى حفل تكريمها، ضمن فعاليات الدورة السابقة من مهرجان الإسماعيلية السينمائى، كان مفاجأة لم يتم التخطيط لها إطلاقاً، وهو لم يكن على علم بالأمر حتى أعلن «عبدالجليل» أمام الحضور نية المركز فى إنتاج فيلم عنها.. «تفاجأت بالأمر، لكنى سعيد بهذا التكليف، عطيات تعتبر زميلة قديمة، نعرف بعضنا بشكل جيد من فترة طويلة، أتذكر أول عرض لفيلمى (صيد العصارى)، فى كلية فنون تطبيقية، حرصت على الحضور وتهنئتى على الفيلم، وقدرت لها تلك اللفتة الجميلة»، وتابع الغزولى لـ«الوطن»: «اهتمام المركز بتقديم فيلم عن مخرجة تسجيلية لفتة جيدة، فهناك عدد كبير من النجوم والشخصيات البارزة فى حياتنا الأدبية والفنية يستحق تقديم أفلام عنهم، وبشكل عام يجب أن تهتم الدولة بذلك لأن السينما التسجيلية ليس لها عائد مادى بالشكل المعروف بالنسبة للسينما الروائية، ولكن لها دور مهم فيما يتعلق بتنمية المجتمع، ولا يوجد سوى الدولة للقيام بهذا الدور، ومن الضروى أن تكون هناك أرشفة مستمرة للأفلام المصرية، حفاظاً على تاريخنا وعلى الهوية المصرية، إضافة إلى الاهتمام بترميم الأفلام التى وصلت حالتها لمرحلة سيئة»، وأوضح «الغزولى» أن هذه هى المرة الأولى التى يخرج فيها فيلماً عن شخصية يعرفها معرفة شخصية، وهو ما يجعلها تجربة مختلفة بالنسبة له «قدمت من قبل بورتريهات سينمائية لشخصيات عادية، منها (حكيم سانت كاترين)، الرجل البدوى الذى يجمع الأعشاب من بين الجبال والصحراء، ويستخدمها فى علاج بعض الأمراض، وبالتالى الفيلم تجربة أولى بعيدة عن التجارب المعتادة لى، وهو عن زميلة أعتز بها»، وذكر «الغزولى» أنه لم يحدد موعداً لبدء العمل على الفيلم «من المقرر أن تجمعنى جلسة مع الدكتور خالد عبدالجليل، للوقوف على التفاصيل الخاصة بالعمل، أما بالنسبة لمحتوى الفيلم فلم تتضح بالنسبة لى نقطة البداية، يجب أن أدرس الشخصية، وأشاهد أفلامها وأحللها، إضافة إلى قراءة التقييم النقدى لأعمالها، حتى تتبلور الفكرة الرئيسية التى سيبنى عليها العمل، ففى مهرجان الإسماعيلية كانت المرة الأولى التى أشاهد فيلمها (الساندويتش)، انبهرت به فهو فيلم راق، ويتضمن فكرة عبقرية على مدار ما يقرب من 12 دقيقة، حيث يعتبر نموذجاً للفيلم التسجيلى رفيع المستوى الذى تكتمل فيه عناصر العمل الجيد».
"الغزولى": إسناد الفيلم لى كان مفاجأة.. وأعمال "الأبنودى" نموذج للفيلم التسجيلى رفيع المستوى
ومن جانبها، قالت أسماء يحيى الطاهر عبدالله، ربيبة المخرجة الراحلة، إن عطيات الأبنودى كانت مهتمة بالتوثيق لدرجة كبيرة، حيث حولت أفلامها من خام إلى ديجيتال، وأشرفت على تلك العملية خلال حياتها، وأفلامها الـ25 موجودة بالفعل، وهناك مشروع الفترة المقبلة لإنشاء قناة «يوتيوب» يتم طرح الأفلام عبرها لتكون متاحة للجميع.
الاحتفاء بـ"عطيات" فى احتفالية خاصة بتونس تتضمن عرض أفلامها
وتابعت أسماء أن «إنتاج فيلم عنها لم يكن مطروحاً قبل ندوة تكريمها فى المهرجان، الفكرة وليدة الشهادات، واللحظات المشحونة عواطف من أصدقائها وزملائها، ودُعى المخرج على الغزولى من قبل المخرج محمد شلهوب إلى مهرجان قلتة التونسى، الذى حصدت فيه الأبنودى أولى جوائزها عن فيلمها (حصان الطين)، ولتسجيل شهادات مع المخرجين والسينمائيين التوانسة، حيث احتفظت بعلاقة خاصة مع تونس»، وأشارت «عبدالله» إلى أن هناك عدداً من العوامل لم تعط «الأبنودى» الشهرة والمكانة التى تستحقها، موضحة: «الأمر له شقان، الأول متعلق بطبيعة السينما التسجيلية، التى لا تحظى باهتمام كبير يوازى الاهتمام بالسينما الروائية، والجزء الثانى متعلق بطبيعة الأعمال التى كانت تقدمها، فلم تكن تفضل الأفلام المتعلقة بالإنجازات بقدر تقديم أعمال عن المهمشين والكادحين الذين تحتفى بإنجازاتهم الصغيرة فى الحياة، ولم يكن هذا النوع هو المفضل من جانب الجهات الرسمية التى تتصدى للإنتاج».