تشارلز أولبرايت
يبدو أن بعض الميول التي لم يتمكن الكثيرون من تحقيقها، قد تؤدي بهم إلى الجنون في بعض الأحيان، وذلك مثلما حدث مع "جامع مُقل العيون"، تشارلز أولبرايت، أحد أبناء ولاية تكساس الأمريكية.
ووفقًا لموقع "true crime" الأمريكي، يعتبر "أولبرايت" واحدًا من أشهر سفاحي أمريكا في تسعينات القرن الماضي، حيث بدأت الأحداث عندما تم اكتشاف جثة امرأة "عاهرة" شبه عارية، تدعى "ماري لوبرات"، في الـ 13 من ديسمبر عام 1990، مقتولة برصاصة في الجزء الخلفي من رأسها، وشبه عارية، وتم اقتلاع عينيها باحتراف، كأن الجاني الذي انتزع مقلة العين بتلك الطريقة طبيب جراح.
كانت تلك هي الجريمة الأولى لذلك السفاح، لتتوالى الجرائم بعد ذلك، ففي 10 فبراير عام 1991، عثر على جثة عاهرة أخرى تدعى "سوزان بيث"، بمدينة دالاس الأمريكية، وكانت عارية تماما، وتم سرقة مقلتي عينيها أيضًا بنفس الطريقة السابقة.
وبعدها بشهر واحد، عثر على عاهرة أخرى من أصل أفريقي تدعى "شيرلي وليامز"، ملقاة بأحد الطرق، وموجودة دون عينيها أيضًا، ليتوالى اكتشاف الجرائم بالطريقة نفسها بعد ذلك.
ليبدأ المحققون رحلتهم في أخذ شهادات المومسات بتلك المدينة، حيث أجمعن جميعهن بأنهن رأوا رجل خمسيني ذو شعر أبيض وطويل القامة، يتجول بالمنطقة كثيرًا، حاملًا في سيارته أدوات جراحة طبية، وأدلت إحداهن أنها سمعته ذات مرة وهو يقول لضحية له أنه يعشق العيون الجميلة، ليكتشف رجال الشرطة بعد البحث، أن خلف تلك الجرائم شخص يدعى "تشارلز أولبرايت".
وُلد "أولبرايت" في الـ 10 من أغسطس عام 1933 بولاية تكساس الأمريكية، من أم مجهولة الهوية، ولم يعرف أحد معلومات عن والده، ليعيش بدار أيتام، حيث تبنته معلمة ونقلته للعيش معها، فعاش الطفل معها حياة صارمة ومنعزلة عن الآخرين بشكل كبير، فكانت تلبسه والدته بالتبني ملابس الفتيات، وتعذبه وتضربه كثيرًا.
عندما بلغ "أولبرايت" عامه الـ11، لاحظت والدته بالتبني، شغفه بالأدوات الجراحية وحب التحنيط، فجلبت له بعض الأدوات ومسدسًا للصيد، لمساعدته في صيد الحيوانات وتحنيطها، لكنه مع الوقت تحول "أولبرايت" إلى طفل غير سوي ومجنون، يميل للعنف، وأصبح مختل عقليا.
في عامه الـ 15، التحق بجامعة نورث الأمريكية، وأعرب عن حبه لدراسة الطب وخاصة الجراحة، لكنه فشل في الاستمرار بدراسته، وبعد مرور عام ترك كليته.
بعد طرده لم يتوقف "أولبرايت" عن تحقيق أحلامه في مجال الجراحة، فقام بتزوير شهادة بكالوريوس وهمية، وتزوج من صديقة له كانت تعمل معلمة وأنجبا ابنتيهما الوحيدة، لكنهما انفصلا في عام 1974، ليواجه عقوبة السجن لمدة عامين بسبب تزويره لشهادة في الطب.
في عام 1985 بدأ "أولبرايت" في إقامة الكثير من العلاقات مع العاهرات، لرغبته في سرقة أموالهن، لتتحول ميوله من السرقة إلى القتل، وخاصة انتقامه من العاهرات بقتلهن وسرقة مُقل عيونهم، ليرتكب "أولبرايت" بعد ذلك العشرات من الجرائم، ويتم القبض عليه ومحاكمته في عام 1991.
تعليقات الفيسبوك