في ذكرى خيانة "يهوذا" لـ"المسيح".. القضاء يقتص من قتلة "إبيفانيوس"
الأنبا ابيفانيوس رئيس دير أبو مقار.. والراهب المُجرد أشعياء المقاري
في ذكرى خيانة "يهوذا" التلميذ، لسيده ومُعلمه "المسيح"، أسدلت اليوم محكمة جنايات دمنهور، الستار على أولى درجات التقاضي، في جريمة مقتل رئيس دير أبو مقار الأنبا إبيفانيوس، وقضت بالإعدام شنقًا، على الراهبين "أشعياء المقاري" و"فلتاؤوس المقاري"، بتهمة قتل "إبيفانيوس" رئيسهما ومرشدهما.
268 يومًا استغرقتها قضية مقتل رئيس دير أبومقار، منذ اكتشاف وفاة "إبيفانيوس" المفاجئة، في 29 يوليو 2018، وصولاً إلى الحكم على وائل سعد تواضروس، الراهب المجرد من الكنيسة، والراهب فلتاؤوس المقاري، اليوم بالإعدام شنقًا.
وتعد تلك الجريمة هي الأولى في تاريخ الكنيسة، التي يرتكبها راهبان، تجاه رئيسهما ومرشدهما داخل جدران الدير الذي يرأسه، غير أن الحكم الذي صدر اليوم، عليهما تزامن مع أسبوع الآلام، وفي اليوم الذي قبض فيه التلميذ الخائن، ثمن تسليم سيده إلى قاتليه، وقبل يوم من "خميس العهد"، الذي تمتنع فيه الكنيسة والأقباط عن "القبلات"، منعًا للتشبه بـ"يهوذا" الذي اتفق فيه يهوذا والجنود، على أن من يقبله هو المطلوب اعتقاله، ليعتقلوا "المسيح" بمجرد تقبيله له، ويهرب تلاميذه جميعًا، وتبدأ محاكمته في مقر رئيس الكهنة بتهمة التجديف، وفقا للعقيدة المسيحية.
وسبق ذلك العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه، وفيه غسل المرشد أرجل تلاميذه، ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض، كما أحبهم هو، وترك لهم وصيته التى دوّنت بالتفصيل فى إنجيل يوحنا، وبعد أن تناولوا العشاء، قدّم المسيح الخبز على أنه جسده، وكأس النبيذ على أنها دمه، مؤسساً بذلك القداس الإلهى وسر القربان، أو "التناول"، كما هو معروف فى الكنيسة، لذلك يحرص الكهنة والأساقفة في هذا اليوم على غسل أقدام الأقباط تشبها بالمسيح، فيما يمتنعون عن القبلات منعًا للتشبة بـ"يهوذا".
كان "أشعياء المقاري" -الراهب المجرد من الكنيسة لاحقًا بعد الجريمة- يعيش في المزارع خارج دير أبو مقار، وعلى خلافات سابق مع مرشده رئيس الدير الراحل، وعندما صار مهددًا بالطرد، سعى لتكوين جبهة مضادة داخل الدير ضد "ابيفانيوس".
وفي مطلع أغسطس الماضي، وخلال عظته الأسبوعية أعلن البابا أن جريمة قتل "إبيفانيوس" رئيس أبو مقار، قد تكون بسبب "يهوذا" التلميذ الذي سلم سيده إلى القتل، في إشارة إلى أن المتورط أحد الرهبان.
اليوم، وتزامنًا مع أسبوع الآلام، ومع إحياء الأقباط ذكرى خيانة "يهوذا" التلميذ، لأستاذه "المسيح"، طوت محكمة جنايات دمنهور، برئاسة المستشار جمال طوسون، آخر أوراق قضية مقتل رئيس "دير أبو مقار" بالحكم بالإعدام شنقًا على الراهب المُجرد "وائل سعد"، "أشعياء المقاري سابقا"، والراهب فلتاؤوس المقاري.
وأكدت في حيثيات حكمها أنها "اطمأنت لأدلة الثبوت في هذه الدعوى، وتطابق الأدلة القولية مع الأدلة الفنية، فجاء قرارها بإجماع، قصاصًا من المتهمين، اللذين ارتكبا كبيرة من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم التي نهت عنها الديانات السماوية، وأن المتهمين لم يمنعهما عن جرمهما كونهما راهبين، سلكا طريق الرهبنة طوعا ورغبة منهما وصولا لحياة ثرية مع الله، ولم يردعهما مكان ارتكاب الواقعة، ولم يراعيا كبر سن المجني عليه الذي بلغ من السن عتيا، كما لم يراعيا مكانته الدينية".