"الفيومي" يستعين بـ"أم أدهم" لخطف شاب: "أبوه نصب علي في نص مليون جنيه"
خطف
في غضون عام 2017، تعرّف "أيمن" على "سمير" في مناسبة اجتماعية لصديق مشترك بينهما، الأول من طنطا والثاني من مدينة إطسا بالفيوم.. اتفقا على العمل سويا، فالثاني لديه رأس مال ويرغب في تشغيله وجني أرباح منه، ولم يتردد في قبول عرض من الأول لتشغيل أمواله في مجال تسفير العمالة للخارج، وأعطاه مبلغ 500 ألف جنيه.. لكن وبعد مرور عدة أشهر، علم "سمير" أنه ضحية لـ"أيمن"، وخسر أمواله، فخطط نجل "سمير" للانتقام، ونقل الصراع إلى مدينة أكتوبر، قبل أن تتمكن مباحث الجيزة بقيادة اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، من كشف غموض واقعة الانتقام.
"أحمد" نجل "سمير" لم يرق له وضع والده بعد خسارة 500 ألف جنيه، وقرر الانتقام من "أيمن" ولو بعد حين.. فكّر ودبّر وخطّط للإيقاع بأحد أبناء "منتصر"، كانت العقبة الوحيدة هي كيفية استدراجه إلى مدينة السادس من أكتوبر، كأقرب منطقة للفيوم وبعيدا عن طنطا، واستقر على تجنيد ساقطة تُدعى "أم أدهم"، حيث سلّمها اسم حساب "أحمد" نجل "أيمن" وأرسلت له طلب صداقة، وتبادلت معه أطراف الحديث، وأوهمته برغبتها في إقامة علاقة غير شرعية معه، واستمرا على هذا الحال لأيام.
جاء اليوم المحدد وفق المخطط لتقابل "أحمد أيمن" مع "أم أدهم" وكان مساء يوم الأحد 28 أبريل الجاري، وكانا على موعد في كافيه بالحي السابع بأكتوبر، وتوجه "أحمد" إلى هناك وبصحبته صديقه "محمد"، حيث تقابلا مع "أم أدهم" جلسوا يدخنون الشيشة، ثم طلبت منهما الأخيرة أن يرافقاها إلى حفل زفاف صديقة لها، فوافقا.
الجزء الثاني من مخطط "أحمد سمير" والذي كشفت عنه تحريات الشرطة التي أشرف عليها اللواء محمد عبد التواب، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، كان يتضمن تأجير سيارة واستخدامها كأنها تابعة لشركة "كريم" إحدى شركات النقل الذكي في مصر، ويقودها واحد من سبعة عناصر جنّدهم "أحمد سمير" للانتقام.
في الكافيه قالت "أم أدهم" إن السيارة التي ستقلهم إلى حفل الزفاف وصلت، واستقلوها سويا، وبعد تحركهم مسافة تقارب الـ 800 متر، وصلت سيارة أخرى تحمل لوحات "ملاكي الفيوم" وقطعت عليهم الطريق، وترجّل منها أربعة أشخاص يحملون أسلحة بيضاء، اثنان منهم اقتادا "أم أدهم" والسائق إلى مكان غير معلوم، والآخران استقلا السيارة مع "أحمد أيمن" وصديقه "محمد" وسلكوا طريق وصلة دهشور في اتجاه الفيوم، وهناك تعطّلت السيارة، وتمكن "محمد" من الهرب، بينما بقي "أحمد أيمن" أسيرا للخاطفين.
العقيد فوزي عامر، مفتش المباحث، تلقى بلاغا من "محمد أيمن" شقيق "أحمد" وأبلغه باختطافه وتلقيه اتصالا من مجهول يطلب فيه 500 ألف جنيه، بسبب قيام والده بالنصب عليهم منذ عامين، وبدأ بصحبة فريق من المباحث في التحري حتى تمكنوا من كشف الغموض.
التحريات أثبتت أن الخلافات المالية السابقة هي الدافع وراء جريمة الخطف، وأكدت أن الجناة ثمانية عناصر يتزعمهم "أحمد سمير" وجنّد البقية ومن بينهم "أم أدهم"، وتمكنت قوة من قسم ثالث أكتوبر يقودها المقدم إكرامي البطران، رئيس المباحث، من القبض على المتهمين - ماعدا أم أدهم-، داخل شقة يملكها المتهم الأول، وبصحبتهم المجني عليه "أحمد أيمن".
واعترف المتهمون بارتكاب الواقعة، وقال المتهم الأول "أحمد سمير" إن والد المُختطف نصب على والده من سنتين وأخذ منه 500 ألف جنيه، وأقر بأنه استعان بباقي المتهمين لتنفيذ مخططه، وأشار إلى استئجاره السيارة المستخدمة في الحادث.
وحرر محضرا بالواقعة، وأحالها اللواء رضا العمدة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق مع المتهمين، وأمرت بسرعة ضبط وإحضار "أم أدهم".