«أرض عرفة».. تل قمامة يشوه شبين الكوم بعد إنجاز جبل «أبوخريطة»
تلال من القمامة تملأ المكان
«معجزة» بكل المقاييس شهدتها مدينة شبين الكوم أواخر العام الماضى، بالتخلص من جبل «أبوخريطة»، الذى كان ينشر المرض والتلوث فى كبرى مدن محافظة المنوفية، بموجب بروتوكول التعاون الذى وقعته المحافظة مع وزارة التنمية المحلية فى مارس 2018، لنقل ما يقرب من 260 ألف طن من القمامة، إلى المدفن الصحى بمنطقة «كفر داود»، فى مدينة السادات، ولكن سرعان ما عادت تلال القمامة لتشوه المدينة مجدداً، بعد إنشاء مقلب جديد فى قلب المدينة، وعلى بعد أمتار قليلة من ديوان عام المحافظة.
حالة السعادة التى عاشها أهالى مدينة شبين الكوم، بالتخلص من جبل القمامة فى «أبوخريطة»، الذى كان أكبر مقالب المدينة على مدار أكثر من 40 سنة، لم تستمر طويلاً، بعد أن قررت الأجهزة التنفيذية تخصيص منطقة «أرض عرفة»، التى استردتها المحافظة قبل سنوات قليلة، كمقلب جديد للقمامة، رغم أن المنطقة تزدحم بالسكان والمارة، نظراً لوجود أكبر موقف لسيارات الأجرة بها، بالإضافة إلى وجود سوق شعبية ضخمة، تمتد من مزلقان «العبور»، مروراً بكوبرى «السمك»، وحتى محطة القطار الرئيسية.
«كارثة صحية وبيئية خطيرة»، هكذا عبر عدد من الأهالى لـ«الوطن» عن استيائهم من إنشاء مقلب جديد للقمامة فى وسط مدينة شبين الكوم، يتم نقل مئات الأطنان إليه يومياً، على مسافة لا تبعد سوى 500 متر فقط من مبنى ديوان عام محافظة المنوفية، ومقر مديرية الأمن، فيما يصر مسئولو المحافظة وحى غرب شبين الكوم على أن هذا المقلب هو مجرد نقطة تجميع مؤقتة للقمامة، لحين الانتهاء من إنشاء مصنع تدوير المخلفات، وبدء تشغيله فعلياً.
الأهالى: يبعد 500 متر فقط عن ديوان المحافظة.. ورئيس حى غرب: نقطة مناولة مؤقتة ستنتهى قريباً
«مصطفى محمد»، أحد أهالى مدينة منوف، يتردد على مدينة شبين الكوم يومياً بحكم عمله بها، تحدث لـ«الوطن» قائلاً: «منذ سنوات طويلة كنا نشاهد جبل القمامة الضخم بمنطقة أبوخريطة، والدخان المتصاعد منه، فى كثير من الأحيان كان الدخان يغطى المنطقة المجاورة على طريق منوف، وكانت الرائحة لا تطاق.
وتابع «محمد» بقوله: «منذ شهور قليلة تم نقل المخلفات إلى أحد أكثر مناطق شبين الكوم ازدحاماً»، وهى منطقة «أرض عرفة». وأضاف: «فى أوقات الذروة، ومع قدوم الطلاب والموظفين صباحاً وخروجهم من أعمالهم وكلياتهم فى منتصف النهار، تعلق مئات السيارات، بسبب نقل القمامة إلى المكان الجديد»، مشيراً إلى أن المنطقة مزدحمة من الأساس، نظراً لأنها المدخل الوحيد لمدينة شبين الكوم من جهة مدينتى السادات ومنوف، بالإضافة إلى وجود مزلقان للسكة الحديد، ومدخل شارع «مطرانية» شبين الكوم، الذى عادة ما يتم إغلاقه بسبب الإجراءات الأمنية.
من جانبه، أكد رئيس حى غرب شبين الكوم، خالد النمر، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنه تم إنجاز جزء كبير من مصنع تدوير القمامة، الذى يجرى إنشاؤه على أرض مقلب «أبوخريطة» القديم، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من صب القواعد والأساسات، بالإضافة إلى إنشاء سور حول المنطقة بالكامل، وأضاف أن المصنع ستتم إقامته وفق أحدث المعايير العالمية، وتزويده بالتكنولوجيا الألمانية والهولندية، معرباً عن توقعه أن يدخل المصنع الخدمة فعلياً فى غضون «شهور قليلة»، على حد قوله.
ولفت «النمر» إلى أن طاقة المصنع تصل إلى 400 طن من المخلفات يومياً، وأوضح أنه يتم تجميع المخلفات من مختلف الأحياء بمدينة شبين الكوم فى «نقطة مناولة مؤقتة»، والتى تم إنشاؤها فى «أرض عرفة»، وأكد أن نقطة التجميع تبعد عن المساكن بنحو 30 متراً، وتقوم السيارات التابعة للأحياء ومجلس المدينة بتفريغ حمولاتها من القمامة فجراً، وأضاف أنه سيتم إلغاء هذه النقطة فور دخول مصنع تدوير القمامة الخدمة، دون الإعلان عن موعد محدد لذلك.