قرى سوهاج تحت حصار القمامة بعد تأخر «مسابقة المحافظ»
القمامة فى كل مكان بقرى محافظة سوهاج
حالة من الفوضى تسود عشرات القرى فى محافظة سوهاج، فى أعقاب المسابقة التى أعلن عنها المحافظ، الدكتور أحمد الأنصارى، فى نوفمبر من العام الماضى، لتعيين رؤساء لجميع القرى، البالغ عددها 51 قرية، إلا أن نتائج هذه المسابقة لم يتم إعلانها إلى الآن، حتى توقف الكثير من الخدمات فى معظم القرى، التى أصبحت تحاصرها القمامة من كل جانب.
وبينما كلف المحافظ رؤساء القرى الحاليين بالاستمرار فى تسيير أعمال المواطنين فى قراهم، فقد حدّد مجموعة من الشروط يجب أن تتوافر فى المتقدّمين لشغل الوظيفة، منها أن يكون المتقدّم موظفاً على الدرجة الثانية، وألا يكون قد صدر بحقه أى جزاء خلال الـ3 سنوات الأخيرة، وبالفعل تقدّم أكثر من 190 موظفاً ممن تنطبق عليهم الشروط، فيما لم يتقدم عدد كبير من الرؤساء الحاليين، لعدم توافر بعض الشروط لديهم، وبعد أن قامت المحافظة بإجراء اختبارات تحريرية للمتقدّمين، توقفت المسابقة عند هذا الحد، دون استكمال باقى الاختبارات والمقابلات المطلوبة.
"الأنصارى" أعلن عن مسابقة لتعيين 51 "رئيس قرية" فى نوفمبر ولم يتم إعلان النتائج.. و"بهادر": مستوى النظافة أصبح سيئاً للغاية
ومنذ الإعلان عن المسابقة، لم يتحرّك أغلب رؤساء القرى للقيام بالأعمال المكلفين بها، خاصة فى ما يتعلق بمتابعة أعمال النظافة، مما تسبب فى تراكم أكوام القمامة فى شوارع الكثير من القرى، وسط حالة من اللامبالاة من قبل المسئولين عن القرية، بالإضافة إلى عدم متابعتهم من قبل رؤساء المراكز والوحدات المحلية التى تتبعها تلك القرى، بالإضافة إلى تزايد التعديات على الأراضى الزراعية، وعدم تنفيذ الكثير من قرارات الإزالة الفورية للمخالفات.
وقال أحد المتقدّمين للمسابقة، طلب من «الوطن» عدم ذكر اسمه، إن مسابقة رؤساء القرى، التى أعلن عنها المحافظ فى نوفمبر الماضى، تقدم لها نحو 240 متسابقاً، تبين أن الشروط تنطبق على 190 متقدماً منهم، وأضاف أن المسابقة توقفت دون معرفة الأسباب، وقبل نحو شهر، تم استبعاد 60 متسابقاً، معظمهم من العاملين بمديرية التربية والتعليم، بناءً على طلب وكيل وزارة التربية والتعليم، الدكتور عمرو شلتوت، تقدم به إلى المحافظ، أشار فيه إلى وجود عجز فى قطاع التعليم، واقترح استبعادهم من المسابقة، نظراً لحاجة العمل إليهم، رغم أنهم سبق وحصلوا على موافقات وكيل الوزارة، للتقديم فى مسابقة رؤساء القرى.
كما لفت إلى أن إعلان المحافظ عن أن المسابقة تشمل جميع القرى فى سوهاج، تسبّب فى حالة من الارتباك لدى رؤساء القرى الحاليين، مما دفع عدداً كبيراً منهم إلى العزوف عن متابعة أحوال القرية، وعدم الخروج من مكاتبهم، مما زاد أوضاع النظافة سوءاً، فضلاً عن تزايد التعدّيات على الأراضى الزراعية، مؤكداً أن الوضع أصبح سيئاً للغاية، معتبراً أن المسابقة، التى كانت مبعثاً للأمل لدى كثير من شباب القرى فى ضخ دماء جديدة بالإدارة المحلية، تحوّلت إلى «كابوس» تسبّب فى كثير من المعاناة للكثير من الأهالى فى معظم القرى.
وقال أنور بهادر، رئيس اللجنة التنسيقية للأحزاب فى سوهاج وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن مستوى النظافة فى أغلب قرى سوهاج أصبح سيئاً للغاية، وهناك غياب تام من أجهزة المحافظة لمتابعة الوضع فى الشوارع، وطالب بضرورة البت فى مسابقة «رؤساء القرى» فى أسرع وقت، حتى يتم اختيار رؤساء جدد لقرى المحافظة، قادرين على العطاء، لافتاً إلى أن المحافظ أجرى حركة تغييرات كبيرة لرؤساء المدن، لاقت استحسان أبناء المحافظة.
وكان الدكتور أحمد الأنصارى، قد أكد فى تصريحات سابقة لـ«الوطن» أواخر الشهر الماضى، أن حركة رؤساء القرى سيتم الانتهاء منها خلال 45 يوماً، وأرجع أسباب تأخر إعلان نتيجة المسابقة إلى حركة رؤساء المدن، التى تم إجراؤها مؤخراً، وتكليف الرؤساء الجدد بتقييم رؤساء القرى الحاليين، ليتم استبعاد المقصرين منهم، واختيار آخرين لشغل مواقعهم.