إعلانات موائد الرحمن تتصدر المساجد الكبرى.. و"الأوقاف" تجيزها بشرط
صورة أرشيفية
مع بداية شهر رمضان، رفعت المساجد الكبرى إعلانات عن إقامة موائد الرحمن، استعدادا للشهر الكريم، حيث يقوم مجالس الإدارة بالمساجد الكبرى بإعداد موائد للرحمن للصائمين، ومنها "الفتح" و"الاستقامة" و"الحسين" و"النور" و"الرحمن الرحيم"، فيما يقوم الأزهر الشريف بإعداد مائدة خاصة بالمسجد.
وأصدرت وزارة الأوقاف، منشورا داخليا لها دعت فيه لمنع إقامة الموائد أو أماكن تجهيز الطعام داخل مبنى المسجد ذاته، وألا يستغل المسجد أو إحدى غرفه أو صحنه أو ملحقاته كمكان للطهي ونحوه، حيث إن ذلك يؤذي المصلين ولا يناسب حرمة المسجد، على حد تعبيرها.
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أكد في تصريحات له أن رمضان فرصة كبيرة لتحقيق التكامل المجتمعي، فهو شهر الرحمة والبر والجود والكرم ودعانا ديننا الحنيف إلى الإكثار من فعل الخير في هذا الشهر الكريم، فمن فطّر فيه صائمًا كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء.
وأكد أن ليس المراد بمائدة الرحمن مجرد إفطار الصائم بإعطائه ثمرة أو ثمرتين، أو بمجرد إقامة موائد الرحمن، وإن كان ذلك من محاسن هذا الشهر الكريم ولا سيما إطعام الغريب وابن السبيل، منوها بأن الأمر أعم وأشمل وينبغي أن يتجاوز ذلك إلى إطعام الأسر الفقيرة معززة مكرمة في منازلها، سواء بتقديم الأطعمة الجاهزة، أو الأطعمة الجافة التي تجهزها الأسرة بمعرفتها، أو بإعطائها من المال ما يغنيها عن السؤال في هذا الشهر الكريم .
عبد الغني هندي، عضو لجنة الدعوة بوزارة الأوقاف، أكد أن موائد الرحمن التي يجري الإعلان عنها تكون في محيط المساجد تقيمها مجالس إدارات المساجد ولا علاقة لوزارة الأوقاف بها، وأن المنع الذي تعلنه الوزارة مرارا وتكرارا مع مطلع كل عام، هو عدم إدخال أي طعام أو إقامة مائدة في صحن المسجد، حفاظا على المساجد من التلوث ولضمان صلاحياتها للعبادة.
وأضاف، لـ "الوطن" أن تلك الموائد تكون بتصريح من وزارة الأوقاف وتشدد الوزارة على المساجد التي بها موائد رحمن، وتستهدفها بقوافل تفتيش لمتابعة الوضع عن كثب، للتأكيد على الاهتمام بنظافة المسجد طوال أيام العام وفي رمضان خصوصا، ليكون ذلك خير معين للمصلين على العبادة، ومنع استخدام صحن المسجد لأي موائد أو ما شابه، وأن تكون أي مائدة إفطار مستقلة وبعيدة عن صحن المسجد وبتصريح مسبق من مديرية الأوقاف التابع لها المسجد، مع عدم استخدام المسجد في الطهي وما شابه حفاظا على نظافته.
الدكتورة آمنة نصير، عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة، أوضحت أن موائد الرحمن ظاهرة قديمة يقال أن أول من أقامها أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر، منذ أكثر من 1100 عام تقريباً، حيث جمع الأعيان من أهل مصر على مائدة للطعام ليعلمهم درسا في إعطاء والبر بالفقراء والمحتاجين، وطالبهم بأن يقيموا موائد شبيهه بمائدته يجمعوا حولها المحتاجين من أبناء الشعب.
وأشارت إلى أن هذه العادة قد سرت حتى بعد سقوط الدولة الطولونية في العصرين الفاطمي والمملوكي، وزادت واتخذت مظاهر أكبر وأوسع، وباتت منافسة في فعل الخير كل رمضان بين أمراء وملوك وتجار ووزراء وأهل التكايا لخدمة المحتاجين، منوهة بأنه إلى اليوم تقوم تلك الموائد بدور مهم في مساعدة ذوي الاحتياج، متابعة: "ونتمنى إلغاء أي معوقات له مثل قرارات استخراج ترخيص لموائد الرحمن فهذا منع للخير وعلينا دعم تلك الموائد بشتى السبل وتنظيمها على الوجه الأمثل، فهي تسد مشاكل لمغتربين ومن انقطع بهم السبيل في هذا الشهر الكريم".