لم يكن حسن عبدالعزيز، يوماً، من أنصار ضرب الحرامية ولطالما آذاه المشهد المتكرر فى الشوارع حيث يتبنى دائماً وجهة النظر القانونية «نسلمهم للشرطة وهى تعاملهم بمعرفتها»، لكنه لم يتخيل أنه سوف يتعرض لموقف مماثل، وأنه سيتصرف بما يناقض مبدأه.
فى بيتهم الخاص المكون من ثلاثة أدوار، بمدينة الفردوس فى السادس من أكتوبر، كان «حسن» ووالدته وشقيقته الصغيرة نائمين، بينما عدد من العمال يواصلون عملهم فى الدورين الثانى والثالث لإنهاء أعمال التشطيبات، حين سارع أحد العمال لإيقاظه: «فيه تلاتة فى البيت مش تبعنا بيقولوا إنهم قرايبكم».. هكذا سارع الشاب لرؤيتهم ليفاجأ أنهم لصوص حاولوا اقتحام البيت، فسارع إلى الإمساك بهم: «العمال ساعدونى مسكت اتنين والتالت كان ماسك حديدة اشتبكنا وللأسف هرب». قيد «حسن» اللصين لتبدأ رحلة الاتصال بالنجدة على الرقم المختصر 122: «اتصلت بيهم كتير جداً قالوا لى إنهم سجلوا البلاغ والقسم القريب هيتصرف، لكن فضلت على هذا الوضع لحد الساعة 8 الصبح»، تأخير دفعه للبدء فى إجراء اتصالات عديدة بمعارفه وأصدقائه والدخول إلى مواقع التواصل من أجل استشارة من يهمه الأمر «أعمل فيهم إيه البوليس مجاش؟!».
قرر استطلاع آراء أصدقائه على الـ"فيس بوك"
لم يستمر الأمر طويلاً حيث اكتشف «حسن» أن اللصين نجحا فى فك القيود وحاولا الفرار: «طلعت أجرى وراهم زى المجنون فى الشارع أقول حرامى حرامى، واحد هرب والتانى الناس مسكته، وبالصدفة عربية بوليس معدية سلمناه ليهم ووالدى كان راجع من الشغل راح عمل البلاغ».
ليلة صعبة للغاية لم يدر «حسن» بعدها كيف سيتوجه إلى موعده الأول بعمله الجديد حيث كان من المقرر أن يجرى مقابلة عمل: «المصيبة مش فى كده وبس، فيه اتنين هربوا والبيت مبقاش أمان، ممكن يرجعوا ينتقموا مننا فى أى وقت».
تعليقات الفيسبوك