أفريقيا يا عالم.. السنغال: الفطار «قهوة» والفوانيس «للشواطئ فقط»
إبراهيم سور باه
«الإفطار قهوة طوبى، والسحور أرز بالسمك، والحلوى فوندى».. هكذا يستقبل السنغاليون شهر رمضان، فلا تخلو مائدة من هذه الأصناف، يستبدلون العصائر بالقهوة، وتعد النساء وجبة الفوندى يومياً، وهى عبارة عن قمح مع السكر يتم طبخه بالماء ثم شرابه ساخناً، ومن العادات الطريفة التى يحرص عليها الشعب السنغالى ذهاب الأطفال مع أمهاتهم إلى الشواطئ للعب بالفوانيس، بينما يجوب المسحراتى شوارع العاصمة فقط، وغير مسموح بوجوده فى المناطق الريفية.
يحكى إبراهيم سور باه، طالب سنغالى فى جامعة الأزهر، أن كل قبيلة فى رمضان تجتمع عند أكبر عائلة لتناول الإفطار معاً طوال الشهر الكريم، وهكذا فى الأرياف تطهى النساء وجبة الإفطار ويخرجن للأكل فى الساحات الكبرى، وبعدها تبدأ التجمعات الشبابية بتشكيل هياكل تعاونية رمضانية، من مهامها خدمة الصائمين.
ويضيف: تمتد كذلك فى المدارس التى تشكل لجاناً لخدمة الصائمين أيضاً، ويعد شهر رمضان شهراً تعاونياً بين أبناء السنغال، حيث تتنافس فيه كل المذاهب الدينية، وتنتشر هذه التجمعات فى الأماكن العمومية والطرق العامة لتوزيع «قهوة طوبى» على المارين. حتى تصبح الطرق مشغولة من قبَل الشباب المتطوعين خدمة للصائمين، وتنقسم هذه التجمعات إلى: تجمعات «مريدية»، وهى التجمعات التابعة للمذهب المريدى، و«تيجانية»، وهم التابعون للمذهب التيجانى، وتجمعات «دعوية»، وهم الذين يشكلون الهيئات الدعوية فى السنغال، إضافة إلى التجمعات المدرسية، وكذلك هناك تعاونات أسرية تسمى بـ«سكر رمضان»، وهو يحدث بين أبناء الأسرة الواحدة أو الأسر بعضها البعض، فالأجواء فى هذا الشهر تكون أجواءً محملة بصفاء القلوب وروعة الوجوه والعقول. يمثل المسلمون فى دولة السنغال، التى تقع فى أقصى غرب أفريقيا، نسبة 95% من تعداد السكان، وتعد بلداً صوفى المذهب فى الفكر الدينى، اعتادت الفتيات والنساء فيها على ارتداء الحجاب طوال فترة رمضان والذهاب لأداء الصلوات الخمس فى المساجد، إضافة إلى حضور مجالس تفسير القرآن.
منذ عام 2015 ويعيش الشاب العشرينى فى وطنه الثانى بين أشقائه، شاهد مراسم الاحتفال بشهر رمضان، وانسجم مع العادات والتقاليد المصرية، تناول العديد من الوجبات لكن أحبها إلى قلبه العدس والكشرى ولسان العصفور والطواجن: «بطبخهم بنفسى دلوقتى، وأول مرة آكل البيض والفول فى مصر»، يقضى رمضان داخل المدينة الجامعية وسط زملائه يتشاركون فى إعداد مائدة الإفطار معاً ويحرص على طهى المأكولات المصرية التى يفضلها.