رغم محاولات نسف المشروع.. الصين وباكستان تدافعان عن "الممر الاقتصادي"
جانب من منتدى الحزام والطريق
دافعت الصين وباكستان عن مشروع الممر الاقتصادي المشترك بين البلدين، أمام مساعي الإضرار بالمشروع الذي أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أنّه دخل مرحلته الثانية بالفعل، إذ تصل الاستثمارات في هذا المشروع لأكثر من 60 مليار دولار.
واهتمت عناوين الصحف الباكستانية خلال اليومين الماضيين بتأكيد باكستان والصين التزامهما بمواصلة العمل على مشروع الممر الاقتصادي المشترك، ورفض أي محاولة للإضرار بهذا المشروع.
صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الناطقة بالانجليزية، ذكرت في مقال بعنوان "الهند بحاجة إلى تغيير ذهنيتها حول مبادرة الحزام والطريق"، للكاتب الصيني شياو شين، أنّ عناد الهند في الابتعاد عن مبادرة الحزام والطرق التي اقترحتها الصين، ليس سوى استمرار لتفويت فرص النمو القيمة أمام تلك الدولة الواقعة في جنوب آسيا.
ويأتي اللوم الصيني للهند بسبب وقوفها في وجه المبادرة العالمية، التي تشارك بها نحو أكثر من 120 دولة نظرا لاعتبارات كثيرة، بينها الخضوع للنفوذ الأمريكي الذي يعارض المبادرة نظرا للحرب التجارية بين البلدين، لكن يبقى السر الذي لا يخفى على أحد هو عداء الهند لباكستان، إذ يعتمد المشروع بصورة اساسية على "سيباك" أو مشروع الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني، والذي يمر أيضا بمناطق تسعى الهند للسيطرة عليها، لكن تنفيذ المشروع ودعم الصين لباكستان، بطبيعة الحال سيضع حدا للأطماع الهندية.
وذكر مقال "جلوبال تايمز" أنّه بعد تخطي المنتدى الأول لمبادرة الحزام والطريق للتعاون الدولي في العام 2017، تغيّبت الهند مرة أخرى عن المنتدى الثاني الذي عقد في بكين في أواخر أبريل الماضي.
وأوضحت وكالة أنباء "برس ترست" الهندية نقلا عن سفير الهند لدى الصين فيكرام مسرى، أنّ قرار الهند بعدم الانضمام للمبادرة بسبب مخاوف السيادة المتعلقة بالممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، لم تؤثر على العلاقات التجارية الثنائية.
وانتقد الكاتب الصيني تصريحات السفير الهندي، الذي قال: "نشعر إنّ ربط البنية التحتية يجب أنّ يتماشى مع الأولويات الوطنية"، معتبرا أنّه من الواضح أنّ نيودلهي لم تتخلص بعد من رأيها السلبي، فهي مثقلة بمخاوف لا أساس لها من الصحة بشأن أولوياتها الوطنية، وتواصل غض الطرف عن مجموعة واسعة من الفرص الممكّنة من المبادرة والتي تهم طموحات النمو في الهند.
وتابع الكاتب: "يبدو أنّ الهند كانت تتصرف بطريقة غريزية (غير عقلانية) في موقفها الدفاعي، عندما يتعلق الأمر بالمشروعات التي تمولها الصين، والتي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي في البلدان المجاورة لها. وعلى سبيل المثال، أجرت الهند عمليات في جزء من ميناء تشابهار الإيراني، الواقع في خليج عمان قرب الحدود الإيرانية الباكستانية، إذ تبني نيودلهي استثماراتها في تشابهار لمواجهة ميناء جوادر الباكستاني الذي تطوره الصين، والذي يحتل مكانة بارزة في خطة مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني المشترك سيباك CPEC، كما أنّ استثمارات الصين في ميناء هامبانتوتا بسريلانكا وميناء كولومبو تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق تجعل الهند المجاورة غاضبة ومتوترة.
واعتبر الكاتب أنّ السلوك الهندي يشير إلى الشكوك العميقة لنيودلهي التي لا مبرر لها، وإدمانها الشعور بعدم الأمان وبناء الجدران ضد كل ما تعتبره سيؤثر عليها، ما يدل على ضيق الأفق.
ولفت إلى أنّه في حالة "سيباك"، وهو مشروع مبادرة الحزام والطريق الرائد، من المقدّر أنّ يخلق نحو 700 ألف فرصة عمل جديدة للباكستانيين بحلول العام 2030، على حد تقدير صحيفة "ذا نيوز" الباكستانية الصادر في يناير.
ووفقا للتقرير فإنّ مشروعات الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني "وفر فرص عمل مباشرة لنحو 75 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد".
ويوفر الممر أكثر من مليوني وظيفة مباشرة وغير مباشرة من 2015-2030 ويضيف 2.5 نقطة مئوية إلى معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في ذلك الوقت البالغ 5%، حسبما ذكرت صحيفة "ذا نيشن" الباكستانية.