«صناعة السينما».. من الترفيه إلى الترويج
صورة تعبيرية
شهدت السينما تحولات هائلة خلال الفترة الأخيرة، حيث تطورت من كونها وسيلة لإمتاع الجمهور، إلى صناعة متكاملة تهدف لتحقيق الأرباح وتمثل جزءاً هاماً وكبيراً فى اقتصاديات الدول المختلفة مثل «هوليود»، وذلك لدورها فى توفير نحو 492.8 ألف فرصة عمل فى الولايات المتحدة بخلاف الدخل الكبير الذى تُدره نتيجة بيع الأفلام داخل الدولة وخارجها، وتساهم فى الناتج المحلى الصينى بـ146 مليار يوان، بل وازداد تأثيرها لتصبح إحدى أدوات الدول لنشر سياسة معينة أو وجهة نظر، كما أنها باتت وسيلة تسويقية للمعالم السياحية فى كل دولة كما هو الحال فى الهند وتركيا.
وكشفت الأبحاث والدراسات عن مدى التأثير الكبير للأعمال الفنية فى دعم السياحة بمختلف الدول، حيث أثبتت أنه من بين كل أربعة أشخاص يقومون باختيار الوجهة السياحية يوجد واحد يقرر ذلك بناء على فيلم أو مسلسل أو برنامج قد شاهده، وهو ما أسفر عن وجود نحو 45 مليون شخص حددوا وجهتهم بناء على هذا الأساس فى 2017، فضلاً عن أن 10% من السياح المترددين على بريطانيا يرغبون فى مشاهدة أماكن تصوير الأفلام كأحد المعالم السياحية وفقاً لمعهد السينما البريطانى.
ومن هذا المنطلق أولت الدول اهتماماً كبيراً بالسياحة السينمائية واستغلالها فى الترويج للمزارات السياحية عالمياً، ففى بعض دول شرق آسيا تشترط الحكومات على صانعى الأفلام والمسلسلات تصوير ما لا يقل عن 25% من المعالم السياحية للدولة فى العمل الدرامى أو السينمائى، وعلى النقيض فى مصر فعلى الرغم من أنها تُعد أفضل وجهة سياحية فى الشرق الأوسط وفقاً لأحد التقارير الدولية لصناعة السينما، فإن منتجى الأفلام المحليين لم يستغلوا هذه الإمكانات فى أعمالهم الفنية بشكل كبير.
وفى الوقت الذى تبذل فيه الدولة مجهودات كبيرة للترويج للسياحة المصرية حول العالم، فإن هذه الوسيلة الهامة والفعالة التى بإمكانها زيادة نسب التأثير على جذب السائحين إلى 80% عن الطرق التقليدية لم تنل اهتماماً كبيراً من قبَل الحكومة، بل إن دخول أى مكان سياحى لهذا الغرض يقابله روتين استخلاص الأوراق والتصريحات اللازمة لدخول كاميرات صغيرة داخل هذه الأماكن، لذا لم تزد مساهمة السينما المصرية عن 5% فى تدفق أعداد السائحين.
أعمال فنية وضعت بصمتها فى سياحة الدول المنتجة
lord of the rings
ساهمت سلسلة هذه الأفلام فى وضع نيوزيلندا على خارطة الوجهات السياحية المميزة فى العالم، حيث زاد عدد الوافدين إلى نيوزيلندا بنسبة 50% منذ صدور الجزء الأول من السلسلة، وذلك فى ظل تدشين هيئة السياحة النيوزيلندية حملة دعائية كبيرة للترويج لهذه الأفلام وتعريف السائحين من جميع أنحاء العالم بأماكن تصويرها، وأصدرت طوابع بريدية تحمل وجوه الشخصيات.
Game of thrones
أعادت أجزاء هذا المسلسل صياغة الاقتصاد السياحى للعديد من الدول، حيث سجلت آيسلندا قفزة كبيرة فى أعداد السائحين لتصل إلى 1.6 مليون سائح فى 2015 مقارنة بـ566 ألف سائح مع بداية المسلسل فى 2011، ووصلت إيرادات أيرلندا الشمالية من زيارة أماكن التصوير فيها إلى ١٠١ مليون دولار، كما شهدت كرواتيا نمواً بـ120% فى قطاع السياحة بفضل المسلسل.
Harry potter
ساهمت سلسلة أفلام «Harry potter» فى تحقيق زيادة بنسبة 50% فى عدد السياح الذين قصدوا بريطانيا لزيارة مواقع تصوير السلسلة، فيما حقق فيلم «Frozen» زيادةً بـ37% فى القطاع السياحى بالنرويج، وحقق فيلم «brave heart» نمواً بـ300% فى السياحة الاسكتلندية، وساعد فيلم «Troy» على إنعاش السياحة التركية فى مدينة «جناق قلعة» بنسبة 73%.