فتحى عبدالوهاب: اتخاذى مواقف أخلاقية من أدوار الشر إهانة للجمهور
«عبدالوهاب» فى حواره مع «الوطن»
من دور لآخر، يثبت النجم فتحى عبدالوهاب أنه ممثل الأدوار الصعبة، إثر تجسيده لها بطريقة «السهل الممتنع» سواء على مستوى السينما أو الدراما التليفزيونية، وما بين هذا وذاك، اختار «عبدالوهاب» دورين مختلفين ليطل بهما على جمهور التليفزيون هذا العام، إذ يشارك فى بطولة مسلسلى «لمس أكتاف» و«لآخر نفس». ويكشف «فتحى» فى حواره مع «الوطن» كواليس مشاركته فى المسلسلين، وملابسات اعتذاره عن «لآخر نفس» قبل عدوله عن قراره، وسبب مشاركته ضيف شرف فى مسلسل «طلقة حظ»، بطولة مصطفى خاطر، والكثير من الأسرار والتفاصيل خلال السطور المقبلة.
ما الذى حمسك للمشاركة فى بطولة مسلسل «لمس أكتاف»؟
- أسباب عدة، منها انجذابى للشخصيات التى تُدخلنى فى مساحات إنسانية جديدة، وتنقلنى لعوالم لم أتعامل معها فى أدوارى السابقة، وبعيداً عن هذا وذاك، تحمست للتعاون مع المخرج حسين المنباوى، الذى أعجبت بأعماله عند مشاهدتى لها، ناهيك عن صداقة العمر التى تربطنى بياسر جلال.
وما الاختلاف الذى لمسته مع «حمزة» من حيث مساحته الإنسانية؟
- كم التناقضات المهولة فى شخصيته، وتكشف جوانبها تباعاً بمرور المواقف، وكأن حياته أشبه بصناديق منفصلة، «وكل صندوق مقفول على اللى جواه».
ملامح الشر لدورك اتضحت فى الحلقات الأولى.. فلماذا آثرت تقديم تلك الملامح مجدداً رغم جرعة شر «سمير العبد» فى مسلسل «أبوعمر المصرى» العام الماضى؟
- للشر أوجه عديدة لا يمكن اختزاله فى نمط معين، أى أنه لا يقتصر على التسلط أو الظلم وما شابه، واستناداً إلى تجربتى فى تجسيد الشخصيات ذات طابع الشر، اكتشفت أن لكل شخصية منها مبرراتها المنطقية جداً فى أفعالها، وعلى رأسهم «حمزة» فى «لمس أكتاف».
أتعاطف مع مبررات الأشرار أثناء التصوير.. و"مشهد واحد" أقصى حدودى فى المجاملة.. وشعرت بالتوتر من شبيه "سمير سبوت" قبل عامين
وهل تتعاطف مع مبررات كل شخصية أم تعارضها؟
- أتعاطف معها وأجد لها مليون مبرر أثناء تصويرها، لأننى أكون بروح الشخصية حينها ولست فتحى عبدالوهاب، كما أن اتخاذى أى موقف أخلاقى حيالها يعنى إهانتى للمتفرج، لأننى سأتعمد توجيه تفكيره نحو منطقة معينة وكأنه قاصر عن إصدار الحكم الصحيح، وانطلاقاً من هذا الرأى، أقدم أدوارى وفقاً لرؤيتى وإحساسى بها، ولكنى أصدر حكمى الأخلاقى عليها بعد انتهائى من تصويرها.
وكيف سيكون حكمك الأخلاقى على «حمزة» بعد انتهائك من تصويره؟
- سأكرهه بكل تأكيد، ولكنى لست مقتنعاً بهذا الشعور حالياً من فرط حبى له.
ما تعليقك على توصيات لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام بعدم الحض على العنف فى المسلسلات، لاسيما أن «لمس أكتاف» تضمن مشاهد اتسمت بهذا السلوك؟
- لا علاقة لى بما جاء فى سؤالك لسببين، أولهما أن الممثل ليس من صناع الأعمال الفنية، التى تشتمل على المنتج والمؤلف والمخرج، أما السبب الثانى فيتلخص فى تقديمى لشخصية مكتوبة ومُجازة رقابياً وتحت إدارة مخرج، وبالتالى كل ما هو مطلوب منى أن أؤديها على النحو الأمثل وفقاً لدرجة اجتهادى.
بما أنك تجمع بين زوجتين وهما سمر مرسى وحنان مطاوع، بحسب الأحداث، أتعتبر هذه الحالة شكلاً من أشكال الخيانة فى حق الزوجة الأولى؟
- أنت تُحدثنى فى فرضية جدلية جداً، فإذا تكلمنا عن السياق الدرامى للأحداث، فلابد من معرفة ملابسات وظروف زواجه من ابنة عمه، وهل هذه الزيجة ناتجة عن قصة حب أم لها أسباب ذات علاقة بثروة أسرية أو ظروف عمل مشترك.. إلخ؟ ونفس السؤال ينطبق على الزيجة الثانية، ومدى علم كل زوجة بزواج «حمزة» عليها، وبالتالى لا يمكن إسقاط أحكام مجتمعية أخلاقية على واقع درامى.
القيم الفنية أوسع من الأخلاقية.. وأرفض الأحكام المطلقة فى الفن.. وأنا من جمهور مصطفى خاطر
بحكم أن «حمزة» رجل أعمال فاسد.. ما رأيك فى مطالبة الفنان لطفى لبيب فى حواره مع «الوطن» بالتوقف عن تقديم رجال الأعمال الفاسدين فى الدراما وضرورة الاتجاه إلى الأعمال الأدبية؟
- أقف على مسافة واحدة من جميع الآراء، فلست مؤيداً أو معارضاً لأى رأى كان، وبالتالى من الجميل أن نتجه للأدب بكل تأكيد، حيث روايات نجيب محفوظ وخيرى شلبى ويوسف إدريس.. إلخ، ولكن يظل السؤال: «المخرج أو المؤلف أو المنتج شايفين الحكاية منين؟»، الإجابة هنا هى الفيصل فى رأيى، لأن «أى حاجة فى الدنيا ممكن نقدمها طالما تراعى القواعد الفنية» ولابد من وضع مائة خط تحت القواعد الفنية، التى تتضمن قيم الجمال والحق والعدل والخير والسحر الفنى وتخلو من الابتذال، أما بخلاف ذلك فلا يجوز إصدار أحكام مطلقة على شكل «بلاش كذا وكذا»، وكلامى هنا هو وجهة نظرى التى لا علاقة لها برأى الأستاذ لطفى لبيب، الذى أكن له كل التقدير والاحترام لأنه «أستاذنا».
وماذا عن القواعد الأخلاقية فى الفن؟
- لا وجود للقواعد الأخلاقية فى الفن، لأن القيم الفنية أوسع وأشمل منها، لتضمنها جوانب الخير والحق والجمال كما أشرت، بدليل أننا إذا عرضنا فيلماً جيداً فى مصر وأمريكا وسلطنة عمان وأذربيجان، سيلاقى استحساناً فى كل الدول سالفة الذكر، ولكن حينما أقدم عملاً فنياً بقيمة أخلاقية تخص مجتمعاً بعينه، وأطرحها على مجتمع آخر فربما يستاء منها ويختلف عليها، ولذلك تظل القيمة الفنية لا خلاف أو اختلاف عليها، لأنها موحدة عند كل البشر، فمن منا لا يُقدس الحب والجمال والخير والحق والعدل؟ فالأخلاق تتغير من مجتمع لآخر ومن زمن لزمن، ولكن القيم الفنية لا تتغير وإنما ممتدة بمرور الأعوام.
لماذا تغير اسم مسلسل «الملكة» إلى «لآخر نفس»؟
- «مفيش مسلسل كان اسمه الملكة أساساً»، ولكنه اسم دُشن فى الصحافة وتم تداوله، وكنا نضحك حينما نقرأ أخباراً عنه.
مصادر مطلعة أوضحت أنك اعتذرت عن «لآخر نفس» قبل عدولك عن قرارك.. فماذا حدث بين هذا وذاك؟
- نعم، اعتذرت لعدم اتضاح أبعاد الدور، إثر تسلمى لـ5 حلقات فقط، ولكنى التقيت بعدها المخرج حسام على، وشرح لى أبعاد الدور وتطوراته درامياً، ما دفعنى للموافقة وخوض التجربة.
لماذا يتأخر المؤلفون فى كتابة حلقات مسلسلاتهم، بحسب رأيك؟
- نواجه مشكلة كبيرة إزاء هذه المسألة، التى لا تُعد منفصلة عن المنظومة برمتها، لأن المؤلف يُقدم مسلسلاً واحداً فى العام، فإذا افترضنا أنه مكتوب لبطل أو بطلة وبطل أو 3 بطلات، ولم يتعاقد عليه مع إحدى جهات الإنتاج، فهذا يعنى عدم مشاركته فى الموسم، وهنا أنا لا أتحدث عن تفصيل أدوار وما شابه، ولكن أوضح أن المؤلفين يشرعون فى الكتابة بعد إتمام تعاقدهم، رسمياً، مع العلم أن خطوة التعاقد تتم فى وقت متأخر بعد الاستقرار على جهات العرض والتوزيع الخارجى.
هل ترى أن ياسمين عبدالعزيز غيّرت جلدها فى مسلسلها الجديد؟
- نعم، فالإطار العام للمسلسل مختلف تماماً عن أعمالها السابقة.
ما الذى يدفعك للظهور ضيف شرف فى مسلسل «طلقة حظ» رغم تقديمك لمسلسلين فى رمضان الحالى؟
- أعتبر نفسى من جمهور مصطفى خاطر، وقدمت هذا الظهور على سبيل المجاملة، لأنى أسعد وأستمتع بمثل هذه المشاركات.
إلى أى درجة تجامل فى عملك؟
- أجامل إلى حد مشهد واحد ليس أكثر، وذلك لاحترامى الشديد لهذه المهنة.
بمَ تفسر تعلق الجمهور بشخصية «سمير سبوت» رغم تقديمك لها فى فيلم «بحبك وأنا كمان» قبل 16 عاماً؟
- لا أدرى، ولكن ربما أن شخصية المهووس بفنان إلى درجة مخيفة هى السبب، لأن هذه الشخصية بسماتها وطبيعتها الخاصة لم تُقدم فى أعمال فنية سابقة.
هل التقيت بنموذج يشبهها فى حياتك العادية؟
- التقيت شخصاً يشبهه منذ حوالى عامين، حيث ركنت سيارتى فى مكان ما، وفوجئت به يتتبع خطواتى ومُصر على توصيلى، وكان إنساناً لطيفاً غير سخيف بالمرة، ولكن نظرة واحدة فى عينيه تصيبك بالرعب، ثم وجدته يستقل المصعد معى دون سبب، وكان ينتظرنى شخص تابع للشركة التى كنت متجهاً إليها أمام المصعد، فوجدته يدخل معنا إلى مقر الشركة، وهنا شعرت بالتوتر وقلت لمن انتظرنى: «الراجل ده مش معايا وماعرفوش وماليش أى علاقة بيه»، حيث مكثت فى الشركة حوالى ساعتين تقريباً، وحينما غادرتها كان هذا الشخص قد اختفى تماماً.
أخيراً.. ما طقوسك فى شهر رمضان؟
- مستمر فى التصوير حتى 28 رمضان، حيث أتنقل بين مواقع التصوير المختلفة.