الإبريق يحتفظ بمكانته بمجالس أهالي سيناء ويروي عطش الظمأى
شمال سيناء
على الرغم من أن الأواني الفخارية اقتربت من الانقراض في أغلب المناطق بشمال سيناء، وأصبح لا يوجد بيت الا وفيه ألة تبريد سواء الثلاجة أو الديب فريزر أو ما شابه، إلا أن الكثير من أهالي سيناء وخصوصا في مناطق البادية، مازالوا يستخدمون الأواني الفخارية، سواء الإبريق او الزبدية" الوعاء" المصنوع من الفخار، والذى يوضع بداخله الطعام.
وقال محمد سواركة، أحد أبناء القبائل، إن إبريق الفخار له عدة مميزات، أولها أنه يحتفظ بدرجة برودة الماء مهما كانت حرارة الجو مرتفعة، أي أنك حينما تضع فيه الماء يبقى باردا كما كان، بخلاق الأواني الزجاجية أو البلاستيكية فإنها لا تحتفظ ببرودة المياه، فإن الأهالي يسمونه الفريزر.
وأضاف أنه بخلاف احتفاظه بدرجة برودة المياه الا أنه أيضا لا يتغير فيه طعم الماء العذب، خاصة أن أغلب الأشخاص الذين يستخدمون أباريق الفخار يملأها من الابار الجوفية العذبة، فان حياة البادية القديمة اثبتت انها أكثر صحية ، وخصوصا انها بعيدا عن الكيماويات التي دخلت في صناعة كل شيء.
وأكد الشيخ إبراهيم عبدالرحمن، أن الله سبحانه وتعالى اثنى على الفخار، الذي خلق منه الإنسان حينما قال "خلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق اللجان من مارج من نار" فإن خلقة الإنسان نفسه كانت من الفخار، فليست من التراب أو من النار، وذلك لعظم هذه المادة.
واعتاد أهالي سيناء برغم الحداثة استخدام الأواني الفخارية، فانك لا تدخل مجلس عربي إلا وتجد فيه عددا من الأباريق الفخارية، والغريب أن جميع أهل المكان يقبلون على الشراب منها تاركين الزجاجات الأخرى حتى وإن كانت من الزجاجات المعبأة بالمياه المعدنية الفاخرة، فإن أحد أركان المجلس العربي هو الإبريق الذي يستقبل الضيف كما أهل المكان.