"الأوقاف" تحدد أسباب قبول الدعاء
ملتقي الفكر الإسلامي
نظمت وزارة الأوقاف لقاء علمي جاء تحت عنوان: "أسباب قبول الدعاء" وذلك فى إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مولانا الإمام الحسين بالقاهرة.
حاضر فى اللقاء، كلًا من "الشيخ جابر طايع، وكيل أول الوزارة، رئيس القطاع الديني، والشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية"، بحضور عدد من قيادات الوزارة، وبعض من الأئمة، وجمع غفير من الجمهور، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وآسيوية.
وفي كلمته، أكد رئيس القطاع الديني، أن من أهم أسباب إستجابة الدعاء الإخلاص لله سبحانه، حيث قال تعالى: "فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"، مشيرًا إلى أن الدعاء هو مخ العبادة، حيث قال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
وشدد رئيس القطاع الديني، على ضرورة أن يهتم الإنسان بعمله وماله الذي يقتات به؛ لأن الله عز وجل لا يستجيب لعبد مأكله حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، كما في حديث سيدنا سعد بن أبي وقاص "رضي الله عنه" عندما طلب من النبي "صلى الله عليه وسلم" أن يكون مستجاب الدعوة ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ": "يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ".
وأكد طايع، أن الدعاء الذي يخرج من قلب سليم بما أثر عن النبي هو الأقرب إلى الإجابة والقبول، قال تعالى: "إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"، موضحًا أن شهر رمضان فرصة طيبة لسلامة القلب ونقاء الصدر.
وفي كلمته، أكد الشيخ خالد الجندي، أن الدعاء يكون بعد العمل والأخذ بالأسباب، فالإنسان الذي لا يعمل ولا ينتج لن يكون مستجاب الدعوة، وقد قال رجل للنبي: "يا رسول الله أترك ناقتي وأتوكل أو أعقلها وأتوكل؟ قال: بل اعقلها وتوكل".
وأوضح، أن التعدي على المال العام، وأكل الحرام، وأكل أموال الناس بالباطل خاصة اليتامى منهم من أسباب عدم استجابة الدعاء، قال تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا".
وأشار إلى أن من جملة أسباب عدم إجابة الدعاء أن لا يؤدي الرجل مؤخر الصداق لزوجته؛ لأن الله تعالى يقول: "وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا".
وفي ختام كلمته، أكد الجندي، أن الإخلاص وإتقان العمل من لوازم الإيمان، كما قال النبي "صلى الله عليه وسلم": "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ"، والإهمال والكسل إضعافًا للدول وضياع للحضارات.