لا تخلو مواقع التواصل الاجتماعي من حسابات محرّضة على العنف، ليس تجاه الإسلام فقط بل تجاه أصحاب الديانات الأخرى، حتى الآن يبدو الأمر طبيعيًا ومتناميًا، تحذر منه الحكومات ورؤسائها، تدعو المنظمات الحقوقية للتوعية لمواجهته؛ لكن أن تسلك طفلة عمرها لم يتخط الـ9 سنوات الدرب نفسه، فذلك أمر يبدو غريبًا وخطيرًا، فكيف لصغيرة مثلها أن تتعلم بمهارة الولوج لشبكة الإنترنت بل وانتهاج السخرية من المسلمين والإصرار على ذلك؟
قصة الطفلة الأمريكية "صوف" بدأت حينما أنشات قناة عبر موقع "يوتيوب" وهي في سن التاسعة، تتحدث من خلالها عن كل ما يخص ألعاب "الفيديو جيم"، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى صناعة فيديوهات "سياسية" ذات محتوى ساخر؛ تخاطب من خلاله الكثيرين.
الأمر بدأ يتطور مع الطفلة الأمريكية التي قررت أن تسخر من الإسلام والمسلمين في أحد المقاطع الأمر الذي عرضها للعديد من الانتقادات التي أجبرت إدارة "يوتيوب" في النهاية على حذف المحتوى المسيء.
وفي فيديو مدته 20 دقيقة، ويحمل عنوان "لا تخافوا" ظهرت نجمة "يوتيوب" المعروفة باسم "صوف" (14 عامًا)، وهي طالبة في المدرسة الثانوية، ترتدي "نقابًا" وتتحدث بطريقة مسيئة عن الإسلام والمسلمين، وتسخر من أن الرجال عادة ما يتزوجون القاصرات ويغتصبونهنّ.
حرضت الطفلة من خلال مقطع الفيديو على العنف والكراهية، وبحسب ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الفيديو أثار جدلًا واسعًا؛ ما دفع أحد الصحفيين لانتقادها في مقالة (Buzzfeed)، واصفًا محتوى الفيديو بأنّه يدفع العديد من المراهقين لتبني فكرها "المتطرف والعنصري".
لم يمض يوم على نشر المقال المهاجم لـ"صوف" إلا وسرعان ما حذفت إدارة "يوتيوب" الفيديو وذلك لأنه ينتهك سياسات موقع الفيديو الشهير.
وقال متحدث باسم "يوتيوب" لـ"ديلي ميل": "يعد YouTube نظامًا مفتوحًا ويمكن لأي شخص نشر مقاطع فيديو طالما امتثلت للإرشادات، وقد تحتوي بعض الفيديوهات على مواد مسيئة وهنا نحن نتدخل لحذفها".
وتابع متحدث "يوتيوب": "لقد أزلنا أكثر من 8 ملايين مقطع فيديو مسيء، ونسعى لتتبع أي محتويات مسيئة وعندما تفقدنا الفيديوهات التي تنشرها الطفلة الصغيرة قمنا بحذف محتويين لمخالفتهم الشروط ولتحريضهم على العنف والكراهية".
ورغم الهجوم الذي تعرضت له "صوف"؛ إلا أن "ديلي ميل" أكّدت زيادة عدد متابعي القناة الخاصة بها بنسبة 10% ليصبح عددهم 880 ألف متابع، موضحة أنّ الصغيرة أكّدت عدم استسلامها لحجب "يوتيوب" لأفكارها التي تقدمها من خلال مقاطع الفيديو الساخرة.
وقالت الطفلة "صوف": "لقد أصبحنا منفتحين على العالم ولا يستطيع أحد أن يوقف الأفكار التي تدور في رأسي سأستمر مهما فعلتم".
تعليقات الفيسبوك