الطفل المسحراتى يجوب شوارع سيدى بشر والعصافرة: آه يا رجلى
«ناصر» يحمل «طبلته»
رغم عمره الذى لا يتجاوز 11 عاماً، جاء الطفل محمود ناصر، من البحيرة إلى الإسكندرية ليتجول فى أرجاء المدينة الساحلية بطبلته، حيث يستغل شهر رمضان من كل عام فى العمل مسحراتى.
بيديه النحيلتين يجوب «ناصر» شوارع العصافرة وسيدى بشر سيراً على قدميه حاملاً طبلة يكاد يتساوى حجمها مع نصف حجمه، مردداً بصوت ناعم: «اصحى يا نايم وحد الدايم».
يأتى «ناصر» إلى الإسكندرية كل عام برفقة إخوته، مستغلين ندرة وجود المسحراتية فى تلك المنطقة: «اتعلمت المهنة من أخويا الكبير عاطف اللى شغال فيها من 3 سنين، هدفنا إننا نرجع المهنة تانى اللى أوشكت على الانقراض، عدد المسحراتية قل جداً فى الشوارع ونفسنا يرجع تانى بكثرة».
باقى العام يعمل «ناصر» وشقيقه فى الخردة، وهى مهنة يراها صعبة: «شغل رمضان بالنسبة لنا أحسن، بنتعب من المشى فى الشوارع لكن أرحم من الخردة». خمسة أعوام فقط من الدراسة كانت كافية لـ«محمود» لإنهاء حياته الدراسية، بحسب ما ذكر: «سِبت المدرسة بعد خامسة ابتدائى، زى أخويا الكبير، ظروف أبويا ومرضه بالسكر ووقوفه فى محل صغير ماكانتش تسمح له بتحمل تكاليف تعليمنا، علشان كده سبنا التعليم واشتغلنا».
"محمود": مرض والدى جعلنى أترك التعليم وأتجه للعمل
«طبلتى سر سعادتى»، يضحك «محمود» وهو يردد الكلمات التى يعبر بها عن حبه للمهنة: «الدق على الطبلة بيبسطنى، وبنبسط أكتر لما أسمع كلام تشجيع من الناس، بيحببنى فى المهنة أكتر وببقى عايز ألف كتير»، موضحاً أن كل الأهالى يعرفونه لكونه أصغر مسحراتى فى المنطقة ويطلبون منه أحياناً أن ينادى على أسماء أولادهم لإسعادهم.