"أنا إرهابي.. وأخى أيضا".. أشقاء جمعهم التطرف في قفص المحكمة
الإرهابين محمد ومحمود الأحمدي
قالوا قديمًا "الأخ الصالح خير من نفسك، لأن النفس آمارة بالسوء، والأخ لا يأمر إلا بالخير".. إلا أن تلك المقولة انقلبت وتبدّلت مؤخرًا بعد ظهور عدد من المتهمين والمحكوم عليهم "الأشقاء" فى قضايا قتل وتخريب وعنف متعاونين على الإثم والعداون.
ونظرت محاكم الجنايات، قضايا مختلفة ضمّت أشقاء بين متهميها، ومنها "اغتيال النائب العام"و"إتصال 15 متهمًا بتنظيم داعش"و"أجناد مصر"و"بيت المقدس".
"الوطن" تستعرض فى التقرير التالي معلومات عن متهمين ومحكوم عليهم أشقاء، منهم من صدر بحقه أحكام نهائية ومنهم من ينتظر.
محمد ومحمود الأحمدي : "مؤبد وإعدام"
نشأ الإرهابيان محمد ومحمود الأحمدي عبدالرحمن وهدان، بمركز أبو كبير، وسط أسرة إخوانية تنتهج الفكر المتطرف، وتخرجا تباعا من جامعة الأزهر، الأول من كلية الطب، والثاني من كلية اللغات والترجمة، وشارك الثاني فى عملية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، وجمعهما حكم الإعدام الصادر من محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن محمود فريد، وذلك قبل أن تخفف النقض الحكم بالنسبة للأول وتعاقبه بالسجن المؤبد، وتؤيد إعدام الثاني، ونُفذ فيه الحكم فجر 20 فبراير الماضي.
وأكدت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، تدرج "محمود" المولود فى يوليو 1994، في العمل النوعي الإرهابي بداية من إنضمامه لجماعة الإخوان، عام 2012، واعترف بالمشاركة فى الاعتصامات الإخوانية ومجموعات العمل النوعي، والتسلل إلى قطاع غزة بمساعدة مهربين وتلقي تدريبات عسكرية هناك على يد مقاتلى حركة حماس، والمشاركة فى عملية اغتيال "بركات"، بينما عوقب "محمد" بالمؤبد لإدانته بحيازة سلاح وذخيرة دون ترخيص، والتحريض على تفجير معسكر للأمن المركزي بأبو كبير، في نوفمبر 2015، بإستخدام سيارة مفخخة، لكنها انفجرت في مستقليها قبل وصولهما.
أحمد وعمر ومحمد رأفت : "قيد المحاكمة"
ألقت قوات الأمن القبض على الشقيقين الأول والثاني، وخضعا لتحقيقات أمام النيابة العامة، التى أحالتهما إلى محكمة جنايات أمن الدولة، في قضية تضم 12 متهمًا آخرين، يواجهون اتهامات عدة؛ أبرزها الانضمام لـ"داعش" واعتناق فكره التكفيري، وتلقي تدريبات عسكرية وحيازة السلاح والتخطيط لشن هجمات ضد منشآت حيوية وعامة، واتخذوا من منطقة حلوان مقرًا لهم ونقطة انطلاق لتنفيذ عملياتهم.
التحقيقات التي باشرتها النيابة ذكرت أنَّ الشقيق الأكبر "أحمد" كان يتولى تدريب عناصر إرهابية من معتنقي فكر "داعش" وتأهيلهم بدنيًا، أما الشقيق الثاني "عمر"، فقد أكّدت التحقيقات إلقاء القبض عليه وبحوزته أسلحة نارية، واعترف بحيازته بقصد ارتكاب عمليات إرهابية، كما كان له دورًا آخر مع شقيقه الثالث "محمد"، حيث أوضحت التحقيقات، أنَّهما "عمر ومحمد" اشتركا مع آخر يُدعى "خالد. م" في تبادل رسائل تحوي معلومات عن أماكن تواجدهم وتحركاتهم داخل وخارج البلاد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن المقرر أن تواصل الجنايات محاكمتهم وآخرين، خلال الجلسة العلنية المنعقدة يوم 20 مايو الجاري.
محمد ومحمود صابر: "إعدام"
ينتظر الشقيقان الإرهابيان تصديق رئيس الجمهورية للقصاص منهما جزاء لما ارتكباه، بالاشتراك مع آخرين، في عمليات القتل والتخريب والتفجير، بعد انضمامهما لتنظيم "أجناد مصر" الإرهابي، وذلك بعد تأييد محكمة النقض حكم الإعدام الصادر بحقهما.
التحقيقات أوضحت أن قطاع الأمن الوطني، ألقى القبض على "محمود "، وكان حينها طالبا بإحدى الكليات، قبل لحظات من وضعه قنبلة مُعدة للتفجير بالقرب من ديوان محافظة الجيزة بشارع الهرم، في ديسمبر 2014، وخلال التحقيقات أقرّ بانضمامه لجماعة الإخوان الإرهابية وبتأثره ببعض قادتها المتشددين، واعترف أن شقيقه "محمد" الذي يكبره بعدة أعوام، هو من استقطبه للعمل الجهادي وضمّه للتنظيم، وأكد أن شقيقه كان يُصنّع قنابل وعبوات متفجرة داخل منزلهما بعد تلقيه دورات تدريبية على ذلك، واعترف بمسئوليته عن الهجوم على قوة أمنية بمحيط جامعة القاهرة، في أبريل 2014.
سامح وتامر عصمت: "قيد المحاكمة"
استمعت محكمة جنايات القاهرة لمرافعة نيابة أمن الدولة العليا، في قضية "أنصار بيت المقدس"، على مدار 6 جلسات علنية، أوضحت خلالها النيابة أدوار أبرز المتهمين ومنهم سامح، وهو ضابط مفصول كان من قوة مديرية أمن القليوبية، وقال إسلام حمد، رئيس نيابة أمن الدولة العليا، إن شقيقه "تامر" استقطبه وتمكن من تجنيده لصالح التنظيم، وبدأ "سامح" فى رصد الأكمنة الأمنية وأماكنها وإعداد تقارير حول عدد أفراد الشرطة فيها وتسليحهم، وكان يمد شقيقه بتلك المعلومات.
الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، قال إن مُستقطِب شقيقه فى هذه الحالات عادة ما يكون منبوذًا من الأسرة ويعاني من اضطراب فى الشخصية، وعلاقته بأسرته تكون سيئة، فيلجأ إما لتكفيرهم أو الإلحاد.
وأضاف فى إتصال هاتفي مع "الوطن" أن "ظاهرة المشاركة فى الأعراض" تظهر حين يكون الأخ المُستقطَب غير ناضج وضعيف الشخصية، فيبدأ فى انتهاج فكر شقيقه، مشيرًا إلى أن ذلك يتجلى فى البيئات الإخوانية حيث تكون التربية واحدة والسلوك الإخواني الموحد هما المسيطران على العقول.
بدوره، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الأساس فى تلك الظاهرة، هو نظام "التأمين" الذي تتبعه الجماعات المتطرفة والتى انسلخت من جماعة الإخوان الإرهابية.
وأشار إلى أن مظاهر هذا النظام تتجلى فى "الأسر الإخوانية" والتى تكون بمثابة تربة خصبة للفكر المتطرف وهو ما يساهم فى سرعة استقطاب المتطرف لشقيقه أو اتفاقهما على التطرف نظرا للتربية الموحدة.