مرة أخرى تعود سيريلانكا الطائفية تتصدر الأنباء بعد اعتداءات دامية على المسلمين فى مطلع رمضان المعظم.. وأغلقت الدولة وسائل الاتصال لتعتم على الأحداث المحزنة ولم تعلن عن الضحايا أو الأسباب.. وكان الأحد 21 أبريل الماضى صدمة محزنة للعالم، حين شهدت سيريلانكا ثمانية تفجيرات متزامنة بشعة قام بها قتلة فجروا أنفسهم فى كنائس كاثوليكية تحتفل بعيد الفصح وفنادق بالعاصمة كولومبو وسقط 250 قتيلاً مدنياً، بينهم أجانب من كل الجنسيات واتهمت الحكومة تنظيماً محلياً ضعيف الإمكانيات يضم قلة من شباب المسلمين -من دون تحقيق- بالمسئولية عن الجرائم، وعاد البوذيون -يمثلون 70% من سكان سيريلانكا الـ22 مليوناً- ليمارسوا اعتداءاتهم البشعة المستمرة ضد المسيحيين الكاثوليك الذين يمثلون 6% والمسلمين ونسبتهم 10% والهنود الهندوس ونسبتهم 12%، وينتمى للهندوس حركة (نمور التاميل) الذين خاضوا حرباً أهلية ضد البوذيين الحاكمين لـ25 عاماً حتى عام 2009.. ويبدو أن السلام قد انهار مؤخراً بين البوذيين المدعومين من الصين والهندوس المدعومين من الهند. والمساجد والكنائس والمنازل والمتاجر والبشر هدف أساسى للتطرف والكراهية البوذية، حيث هاجموا 150 من مساجد ومنازل ومتاجر المسلمين فى مدينة «كاندى»، مخلفين قتلى وجرحى واعتدوا 120 اعتداء على المسيحيين خلال عام واحد، وهو ما رصده تقرير لجنة الحريات الدينية الأمريكى، ووصفه بتطرف طائفة «القوميين البوذيين السنهاليين»، الذين يقتلون الأقليات المسلمة والمسيحية والهندية.. وأكد التقرير الأمريكى أن شرطة سريلانكا شريك فى الاعتداءات البوذية ضد الأقليات، والحكومة والشرطة لم تتدخل لوقف الاعتداءات ولم تحاكم أياً من المعتدين!!
إن ما يحدث فى سيريلانكا صراع طائفى مقيت تؤججه قوى الشر العالمية لإشعال جنوب شرق آسيا بحروب دينية وصولاً إلى تصادم دموى بين الهند والصين سيطال دولاً آسيوية ويدمر اقتصادياتها.. والمدنيون من المسلمين والمسيحيين والهندوس هم الضحايا.. وليس ما يحدث فى سيريلانكا ببعيد عما يحدث من إشعال الصراع الطائفى فى الشرق الأوسط.
حذار من الفتن الطائفية والحرب الاقتصادية فلن ينجو منها أحد.. والله غالب.