بعد دعوة سلمان لهما.. محلل يرجح إجراءات رادعة لإيران في قمتي مايو
بعد دعوة سلمان لها.. محلل يرجح إجراءات رادعة لإيران في قمتي مايو
تطورات سريعة تشهدها الأزمة الخليجية الإيرانية، حيث دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى قمتين خليجية وعربية طارئة في مكة المكرمة يوم 30 مايو الجاري.
وأشار الملك سلمان إلى أنَّ القمتين تستهدفان التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا الهجمات التي استهدفت محطتي ضخ بالمملكة والسفن التجارية في المياه الإقليمية في دولة الإمارات لها تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وقالت وزارة الخارجية السعودية إنَّ القمة ستبحث ما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة، كما ستبحث أيضا تداعيات الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات.
دعوة العاهل السعودي تأتي بعد ساعات من موافقة المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى على طلب أمريكي بإعادة انتشار قواتها في مياه الخليج، عقب أيام من تعرض محطتي ضخ خط أنابيب تابعتين لشركة أرامكو السعودية، لهجوم إرهابي، وإعلان الإمارات في بيان تعرّض 4 سفن شحن تجارية من عدة جنسيات لـ"عمليات تخريبية" في مياهها، قبالة سواحل إيران في شرق الفجيرة.
القمة العربية السابقة بتونس شهدت مناقشة التدخلات والانتهاكات الإيرانية في منطقة الخليج، إلا أنها لم تشهد اتخاذ إجراءات قوية لردع إيران والحد من تدخلاتها، وفقًا للدكتور هاني سليمان المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، وذلك على الرغم من أن الأمور تطورت من الرباعي العربي تجاهها وأصبحت اللهجة قوية وواضحة وصريحة في الهجوم عليها.
سليمان أضاف في تصريحات لـ"الوطن" أنه بعد الحادثتين السابقتين في السعودية والإمارات، وفي ظل الحصار والعزلة على إيران والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، كان يجب أن تحمل القمة التي دعا لها العاهل السعودي إجراءات جديدة، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية وتصاعدها والتي تحمل خطرا على الأمن القومي العربي وتعكس تهورًا من إيران.
الإجراءات التي من الممكن أن تخرج بها القمة ستكون على مستوى الأمن القومي الخليجي والعربي، تزامنًا مع نشر القوات الأمريكية بموافقة خليجية، حسب خبير الشأن العربي والإيراني، مستبعدًا فكرة حدوث صدام أو تدخل عسكري ضد إيران، لرفض أمريكا فكرة خوض حروب في الوقت الحالي.
سليمان لفت إلى أن أهم الإجراءات الحقيقية التي ربما تنتج عن القمة تطوير آليات التأمين في الخليج العربي بعدما ثبت هشاشة نظام التأمين فيه بالحادثتين الأخيرتين، بالإضافة إلى تكوين موقف عربي موحد وقوي ضد إيران بالتزامن مع الإجراءات الأمريكية ضدها، مشيرًا كذلك إلى احتمالية الخروج بتنسيق حماية بحرية عربية، خاصةً من جانب مصر، في مضيق تيران.
واحدة من الإجراءات التي يرى سليمان أن القمة من الممكن أن تخرج بها، هي اللجوء العربي لمجلس الأمن لإتخاذ إجراءات وعقوبات ضد إيران، استنادًا على أن الهجوم الإيراني خرق القانون الدولي فيما يخص المياه الإقليمية، بالإضافة إمكانية تسببه في كارثة بيئية وتهديد حياة البشر.
وحسبما يؤكد خبير الشأن العربي والإيراني، ستمثل القمة المقبلة تهديدًا حقيقيًا ورادعًا قويًا لإيران، حيث إنها ستخلق موقفًا عربيًا قويًا ضدها، بالإضافة للتهديدات والإجراءات الأمريكية، وهو ما يشدد الخناق عليها ويجبرها على التراجع.