بـ"التوقيعات" و"الدعوات".. كل الطرق تؤدي إلى مطالبات "عزل ترامب"
ترامب
"ترامب يجب أنّ يرحل".. لافتة كبيرة أعرب من خلالها برلمانيون ديمقراطيون أوائل الشهر الحالي، عن رغبتهم في "عزل" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتخليه عن كرسي رئاسة الولايات المتحدة، نظرا لحالة الانقسام التي خلقها الملياردير المثير للجدل بالعديد من قرارته، لكن هذه المرة "الضربة أتت من القريب"، حين قرر النائب الجمهوري جاستن أماش أنّ يطالب بالأمر ذاته، ليصبح بذلك أول سياسي جمهوري يؤيد "كفة ميزان عزل ترامب".
في مارس الماضي كانت النائبة الديمقراطية الأمريكية رشيدة طليب (من أصل فلسطيني)، أول من طالب مجلس النواب الأمريكي بالبدء في اجراءات مساءلة الرئيس دونالد ترامب تمهيدا لعزله، وبحسب ما ذكرته في تصريحات سابقة ذكرتها صحيفة "جارديان" البريطانية، فإنّ مطالبتها جاءت بناء على تعمد الملياردير ترامب تجاوز الدستور الأمريكي، وأضافت أنّه في حال رفض المجلس السعي وراء عزله، "فلن يكون ترامب آخر شخص يسعى للإفلات من المساءلة على ما ارتكبه".
وجاء اعتزام "طليب" بطرح تشريع يدعو إلى عزل ترامب، بعد أنّ طلبت لجنة في الكونجرس تضم 81 من الأشخاص والكيانات الحكومية والجماعات الأخرى، وثائق في إطار تحقيق بشأن احتمال أنّ يكون "ترامب" عرقل سير العدالة أو أساء استعمال سلطته.
لم يمض سوى شهرين على مطالبة "طليب" بعزل الرئيس الأمريكي إلا وعادت النبرة العدائية تجاه الملياردير المثير للجدل ترامب إلى الأجواء، ففي مطلع مايو الحالي قدّم برلمانيون ديمقراطيون ومنظمات تقدمية في واشنطن، عرائض وقعها أكثر من 10 ملايين شخص يطلبون من الكونجرس إطلاق إجراءات عزل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وذكرت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية أنّ من بين الموقعين كان النائبان رشيدة طليب وآل جرين، وممثلي عدد من المنظمات بينها "موف أون" و"ويمنز مارش".
ولم يمض سوى أسابيع قليلة إلا وجاءت "الضربة من القريب"، وهم الجمهوريون المهيمنون على مجلس الشيوخ المكلف بالاستجواب في إجراءات العزل، عندما قرر أنّ يخرج أول نائب جمهور وهو جاستن أماش أمس السبت، ويدعو إلى عزل "ترامب" هو الآخر، وذلك بعدما اتهم النائب عن ولاية ميشيجان، وزير العدل "وليام بار" بتضليل الأمريكيين "عمدا" بشأن مضمون تقرير المدعي الخاص روبرت مولر المرتبط بتدخل روسيا، الداعم لفوز ترامب في انتخابات 2016 الرئاسية، وهو الأمر الذي يستوجب ضرورة عزل "رجل البيت الأبيض" ترامب، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس" الإخبارية.
وفي سلسلة من التغريدات، قال أماش إنّه لم يقرأ تقرير مولر سوى عدد قليل من أعضاء الكونجرس، مشيراً إلى أنّ التقرير حدد عدة أمثلة لسلوكيات تطابق عناصر عرقلة سير العدالة، وأضاف في تغريدة أخرى: "بلا شك، كان من الممكن توجيه اتهامات مبنية على هذه الأدلة لأي شخص غير الرئيس الأمريكي".
وتابع أماش: "بخلاف ما أظهره بار، فإنّ تقرير مولر كشف عن أنّ الرئيس ترامب انخرط في أفعال محددة وبنمط من السلوك يستوفي الحد الأدنى (للسلوكيات التي تستوجب) العزل".
وردا على تغريدات "أماش" لم تفوت النائبة الديمقراطية "رشيدة طليب" على نفسها فرصة الحض على ضرورة الوصول لآلية لعزل "ترامب"، من خلال تعليقها على كلام النائب الجمهوري، قائلة: "لديّ مشروع قرار يدعو إلى تحقيق يؤدي لعزل (الرئيس)، قد ترغب بأنّ تدعمه معي"، بحسب ما ذكرته "فرانس برس" الإخبارية.