وزيرة الصحة تعقد عدد من اللقاءات مع منظمات دولية لدعم المنظومة الصحية
وزيرة الصحة تعقد عدداً من اللقاءات مع المنظمات الدولية لدعم المنظومة الصحية في مصر وأفريقيا
عقدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، مساء أمس، عددًا من اللقاءات الثنائية مع منظمات، ومؤسسات، وشركات دولية لتعزيز سبل التعاون معهم في المجال الصحي.
جاء ذلك على هامش مشاركتها بالدورة رقم 72 للجمعية العامة للصحة العالمية بمقر الأمم المتحدة بالعاصمة السويسرية، جنيف، بحضور السفير علاء يوسف، رئيس البعثة الدائمة بجنيف، ممثلاً عن جمهورية مصر العربية، والدكتور محمد حساني، مساعد الوزيرة للمبادرات الصحية، والدكتورة نيڤين النحاس، مدير المكتب الفني للوزيرة، وعدد من شباب الأطباء المصريين.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام، والمتحدث الرسمي، أن الوزيرة حرصت خلال تواجدها بجنيف على تحقيق أقصى استفادة من خلال لقائها بعدد من المؤسسات، والمنظمات الدولية، التي تعمل في المجال الصحي، لدعم المنظومة الصحية في مصر للارتقاء بها، لخدمة المريض المصري.
واستهلت وزيرة الصحة، لقاءاتها بلقاء ممثلي منظمة GAVI، الخاصة بالتطعيمات واللقاحات، مثنية على جهود التحالف العالمي للقاحات والتحصين GAVI في تعزيز الإجراءات التحصينية على مستوى العالم من خلال إدخال لقاحات جديدة وإجراء أبحاث على الأمراض السارية والحديثة.
وأشار إلى أن الوزيرة أكدت أن رؤية مصر تتوافق مع رؤية "GAVI" في أن حياة كل طفل غالية ولا تقدر بثمن، الأمر الذي لابد أن ترتكز عليه سياساتنا المحلية والدولية، موضحًا أن اللقاحات لم يعد ينظر إليها باعتبارها نوعًا من التدخل لخفض معدلات الوفيات عند حديثي الولادة، أو الأطفال الصغار، ولكنها وسيلة أيضاً للوقاية من الأمراض التي تظهر مع تقدم العمر، ورغم ذلك فإن هناك تحديًا كبيرًا لدى الدول النامية التي تحتاج إلى توافر اللقاحات بسعر منخفض.
وأضاف، أن وزيرة الصحة أشارت خلال لقاءها إلى أن توفير تغطية من اللقاحات والمراقبة المستمرة من شأنه تقليل الأمراض والإعاقة والوفاة من الأمراض، مثل "الديفتريا، التيتانوس، الحصبة، شلل الأطفال".
كما أكدت وزيرة الصحة، أن مصر أصبحت خالية من مرض شلل الأطفال منذ عام 2006، حيث تم اتخاذ إجراءات تحصينية إلزامية منذ عام 1968، وذلك منذ إطلاق اليوم القومي للتحصين ضد شلل الأطفال عام 1976، كما تم إطلاق هذا اليوم كل عام منذ 1989.
ولفت، إلى أن وزيرة الصحة أشارت إلى أن الدول ذات الدخول المتوسطة في أمس الحاجة لدعم التحالف العالمي للقاحات والتحصين، مع إعطاء الأولوية للدول ذات الدخل المنخفض، ولاسيما تلك الدول التي تواجه أزمات وحالات طوارئ فضلاً عن تلك الدول التي تأوي اللاجئين، وخاصةً في وقت الارتفاع الملحوظ في الأسعار بهدف تأكيد تحقيق التحصين العالمي.
وقال، إن وزيرة الصحة لفتت إلى أن الدعم قد يكون بصفة مؤقتة سواء من خلال تسهيلات في طرق السداد، أو تغطية التكاليف بصفة مؤقتة، حتى انخفاض الأسعار، بالإضافة إلى دعم الدول في شراء بعض اللقاحات ذات الأولوية الأولى بأسعار GAVI المميزة، موضحةً أن دعم GAVI من الممكن أن يكون من خلال منح الدول ذات الدخول المتوسطة ثم إعطائها تسهيلات في طرق السداد.
وأكدت خلال لقاءها، أنه في العقود الماضية تشاركت منظمات الأمم المتحدة ولاسيما منظمتا اليونسيف والصحة العالمية، مع مصر في برنامجها للتحصين العالمي الموسع، مشددة على أنه سيتم الاستمرار في العمل من أجل منع الوفاة المحتملة للأطفال الناتجة عن الأمراض والعمل على منحهم جميعاً فرصة جديدة للحياة.
كما أشار "مجاهد"، إلى أن الدكتورة هالة زايد التقت الدكتور "فراشسكو برانكا" مدير قسم التغذية بمنظمة الصحة العالمية والدكتور "توم فريدن" الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "Resolve to save lives" "حلول من أجل إنقاذ الحياة"، لمناقشة مبادرة القضاء على الدهون المتحولة "نوع من الدهون غير المشبعة".
وخلال لقاءها أكدت وزيرة الصحة، أن مصر تلتزم سياسيٍا وعمليًا بالارتقاء بصحة المواطن المصري، وقرار الوصول إلى مجتمع صحي هو أولى أولويات الدولة المصرية، حيث أطلقنا "مبادرة 100 مليون صحة" للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرةً إلى أنه تم مسح أكثر من 55 مليون مواطن خلال 7 شهور، وصرف العلاج بالمجان لمن ثبتت إصابته.
وأوضحت وزيرة الصحة، أن نجاح المبادرة كان دافعًا لمكافحة أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري والأمراض غير السارية الأخرى مثل السمنة والأمراض التي تتسبب فيها الدهون المتحولة، لافتةً إلى أنه من أجل هذا الغرض، قامت مصر بإطلاق حملات توعوية متعددة من أجل حث الشعب المصري على اتباع أسلوب حياة صحي وتشجيعهم على استبدال العادات الصحية غير الصحيحة والتي تعتمد على الدهون المتحولة بالعادات الصحية السليمة، وكذلك من أجل توعية الأطفال في صغرهم للحصول على التغذية الصحية السليمة.
وطالبت وزيرة الصحة، خلال لقاءها بدعم كل الدول باستحداث تكنولوجيا من شأنها إنتاج زيوت خالية من الدهون المتحولة، وتعزيز استبدال الدهون غير المشبعة المنتجة صناعياً بالدهون والزيوت الصحية، وكذلك وضع معايير صحية في الوجبات الغذائية المدرسية والوجبات التي تقدم في المستشفيات، والتي من شأنها تخفيض معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتابعت وزيرة الصحة، أنه لابد من تشريع إجراءات تنظيمية للقضاء على الدهون غير المشبعة المنتجة صناعيًا وتقييم ومراقبة محتوى الدهون غير المشبعة في الإمدادات الغذائية، والتغيرات في استخدام الدهون غير المشبعة، فضلًا عن كتابة مكونات الطعام وحجم السعرات على ملصق وفق معايير موحدة، بالإضافة إلى نشر النسبة الصحية المعتمدة من الدهون المتحولة كشرط مسبق قبل طرح المنتجات وتداولها في الأسواق.
والتقت وزيرة الصحة والسكان مسئول قطاع الصحة بالبنك الدولي، لتعزيز سبل التعاون في القطاع الصحي، وتناول اللقاء دعم المنظومة الصحية في مصر من خلال تقديم الدعم الفني في تطبيق قانون التأمين الصحي الشامل الجديد، والمشروع القومي لتجميع وتصنيع البلازما، بالإضافة إلى مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن سرطان الثدي والمقرر إطلاقها في شهر يوليو المقبل.
وقال "مجاهد"، إن وزيرة الصحة وجهت لمسئولي البنك الدولي الشكر لمجهوداتهم في دعم القطاع الصحي في مصر، كما وجهت لهم الدعوة لحضور الاحتفالية المقرر تتفيذها بنهاية مبادرة "100 مليون صحة".
كما أشار "مجاهد" إلى أن وزيرة الصحة والسكان التقت بمسئولي الصندوق العالمي لمكافحة "الإيدز، والسل، والملاريا" جلوبال فاند، في مصر، والشرق الأوسط، وذلك لتعزيز سبل التعاون في المجال الصحي.
وقال، إن هذا الصندوق يعد من أكثر الجهات التي تدعم علاج أمراض الإيدز، والملاريا، والسل في جميع دول العالم، لذا حرصت وزيرة الصحة على لقائهم للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال.
وأوضح، أن وزيرة الصحة ناقشت سبل تقديم الدعم الفني لمصر للتوسع في تكنولوجيا صناعة الدواء والعلاج لأمراض السل، والإيدز، فضلاً عن تقديم الدعم للدول الأفريقية في علاج الملاريا، بما يمتلكون من تكنولوجيا في صناعة وتوفير العلاج بأسعار مناسبة لتلك الدول، يأتي هذا في إطار دور مصر الريادي، كونها رئيساً للاتحاد الأفريقي.
واستعرضت وزيرة الصحة والسكان تجربة مصر الرائدة في مبادرة "100 مليون صحة"، الأمر الذي أشادوا به، مؤكدين حرصهم على دعم ومساعدة مصر في خطتها لعلاج مرضى الإيدز من خلال توفير الأدوية المعالجة بسعر مناسب.