عماد داري.. مطرب كفيف أصبح أيقونة للغناء بشمال سوريا: أحارب بصوتي
المطرب السوري عماد داري
لم تمنعه ظروفه الشخصية أو الصراع الدائر في بلاده منذ سنوات عن استكمال مسيرته الفنية التي بدأها منذ عام 1999، فالشاب الثلاثيني ابن مدينة القامشلي في شمال سوريا، تحدى إعاقته البصرية حتى حضر بصوته في جميع حفلات الزواج، فأغنياته الشعبية أصبحت تعبر عن هوية المقاتلين ضد تنظيم داعش الإرهابي.
عماد داري المطرب الشعبي السوري الذي يغني بثلاث لغات هي العربية والكردية والكردية، أصبح حاضرا في كل منز بشمال سوريا، صوته أصبح يعبر عن مرحلة النضال ضد التنظيمات الإرهابية.
"أفتخر بما وصلت له، لكن عندي رأي بهذا الصدد فليس من الضروري أن يؤدي المطري أغاني وطنية حتى يصبح مؤثرا، بل من الممكن أن يغني بلغته القومية ويكون مؤثرا في تأريخ فترة معينة أو تتحول إحدى أغانيه من عاطفية لأغنية تعبر عن هوية وقومية، لا أؤدي أغاني تراثية فحسب لكن أحب التنوع فالفنان يجب أن يكون من الشارع ويوجه عمله للشارع فهذا هو النجاح الحقيقي، ورغم ذلك أغني بالعربية أيضا"، حسب حديث المطرب السوري عماد داري لـ"الوطن".
ويضيف داري: "بدأت الغناء بشكل احترافي للمرة الأولى في عام 1999، حيث وجهت لي دعوة رسمية من إحدى مؤسسات الدولة لإحياء مناسبة قومية، وكان لدي صديق يشجعني على مواصلة الغناء ومن هذا التوقيت انطلقت رسميا، وأول ألبوم كاسيت قمت بتسجيله كان عام 2002".
ويتابع: "الفنان في الشمال السوري يلقى ضررا كبيرا والتعدي على حقوقه، لاسيما اللا منتمين للأحزاب مثلي، فأنا مطرب وليس من المفترض أن أصل للنجاح من خلال السياسة أو الأحزاب، فالأنشطة الفنية حاليا شبه متوقفة وأصبحنا في وضع لا يمكن وصفه، ولهذا لجأت إلى تسجيل جميع الأغنيات على قناة بموقع يوتيوب خاص بي".
يشعر عماد داري بسعادة غامرة حينما يقابله المواطنين في الشمال السوري ويستمع إلى رأي أحدهم في أغنياته الأكثر شهرة "مياه الفرات، الأرض والسماء".
يختتم عماد داري حديثه لـ"الوطن": "أتمنى الخير لسوريا بأكملها فأنا ابن هذا البلد في المقام الأول، وأن يصبح الشعب متسامح بعيدا عن الطائفية أو الحروب".