​

نسمع كثيرًا عن مخاطر التدخين وأضراره على الصحة والمجتمع، لكن قديما كان العالم لا يعلم شيئا عن مخاطره، حيث جرى الكشف عن الخسائر التي يلحقها بالإنسان في القرن الـ20.

ولأن العالم يحتفل غدا في الـ 31 من مايو باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، تستعرض "الوطن" تاريخ ظهور التدخين في العالم، بداية من كونه طقس مقدس في بعض الأديان وحتى محاربته والدعوة إلى تحريمه.

التدخين وعلم الغيب

يُعتقد أن تاريخ التدخين يرجع إلى أكثر من 7000 عام، حيث وجد فى رسومات "الطقوس الشامانية"  وهي دين بدائي من أديان شمالي آسيا يؤمن بوجود عالم محجوب هو عالم الآلهة والشياطين وأرواح السلف، وكان حرق التبغ واحد من أهم الطقوس في الحضارة البابلية والهندية كجزء من الطقوس الدينية قبل 5000 عام قبل الميلاد.

وكان التدخين أحد طقوس الاحتفالات الدينية التي يمارسها الكهنة العظماء خلال ممارسة شعائرهم الدينية مثل تقديم القرابين، والتطهير، أو حتى لتغيب العقل للخروج إلى العالم الروحي ولاكتشاف الغيب وعالم الأرواح.

وسيلة للتواصل

وخلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر جرى اكتشاف التبغ بصورة شبيه لما نعرفه اليوم، عندما بدأ المهاجرون في استعمال الأمريكتين، من خلال التعامل مع "الهنود الحمر" الذين استخدموا التدخين كأحد وسائل التواصل الاجتماعي، كان من الممكن مضغ التبغ أو تدخينه في سيجارة يدوية الصنع أو تدخينه في أنبوب، ثم انتقل التدخين إلى أوروبا وانجلترا على وجه التحديد، وفقا للموقع الأمريكي " onlinedoctor".

السجائر الحديثة  

وبعد انتشار التبغ وزيادة الطلب، حتى نشوب الحرب الأهلية الأمريكية في ستينيات القرن التاسع عشر، تحول الشكل الأساسي للقوى العاملة من العبودية إلى نظام المزارعة، مما أدي إلى الرغبة في المزيد من التدخين حتى اخترع أحد الحرفيين وهو جيمس بونساك أول ماكينة لإنتاج السجائر السريع في عام 1881.

وقد مهد طريق انتشار السجائر بسبب الإنتاج الضخم والسعر الرخيص، والذي أدى بدوره إلى زيادة كبيرة في عدد المدخنين في جميع أنحاء العالم.

ذروة التدخين

زادت شعبية التدخين في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين التي لم تعد تعتبر ترفًا ولكنها ضرورة يومية.

ولم يكن الإنتاج الضخم فقط هو السبب في الانتشار هذه المرة، لكن عوامل أخرى بعضها سياسي وهو الحروب العالمية ، التي جرى خلالها توفير السجائر لقوات الحلفاء من أجل تعزيز الروح المعنوية، وزاد إنتاج السجائر في جميع أنحاء العالم ، وبدأ الإعلان في استهداف النساء لأول مرة.

الحرب على التدخين

ظهرت التقارير الطبية الأولى التي تشير إلى مخاطر التدخين في العشرينات من القرن الماضي ، لكن لم يتم أخذ هذه التحذيرات على محمل الجد حتى فترة ما بعد الحرب.

وخلال فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، جرى تقديم تشريع جديد لضمان أن جميع السجائر قد وُصفت بتحذير صحي.

وبدأت الحكومات في جميع أنحاء العالم بتنفيذ هذا القرار، انخفض عدد المدخنين في بريطانيا العظمى من 46 ٪ إلى 19 ٪. كما انخفض متوسط ​​استهلاك السجائر من 16 في اليوم إلى 11، وفقا لموقع " onlinedoctor"

لكن بدأت الحرب الحقيقية على التدخين بشكل جدي في مطلع القرن الحادي والعشرين، عندما فرضت بلدان في جميع أنحاء العالم حظراً على التدخين في الأماكن العامة مثل المطاعم والمدارس والمستشفيات.