كعك العيد: سعر الكيلو يتراوح بين 45 و70 جنيهاً والسيدات يلجأن لـ«البيتى» الأفضل والأرخص
أسعار «الكعك» ارتفعت مع اقتراب عيد الفطر المبارك
مع حلول الأيام الأخيرة لشهر رمضان الكريم، استعد أصحاب المخابز ومحلات الحلوى الشهيرة لماراثون عيد الفطر بعرض أنواع مختلفة من «الكعك والبسكويت» بشكل جاذب للزبائن الذين لجأ أغلبهم إلى حيل بديلة، تجنباً لارتفاع الأسعار التى زادت بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضى، إذ اكتفى بعضهم بشراء كميات أقل مما اعتادوا عليه على مدار السنوات الماضية، وآخرون لجأوا لشراء الكعك السورى لجودته وتنوعه بجانب انخفاض سعره عن المصرى، فيما قررت أسر ثالثة تصنيعه فى المنزل بدلاً من شراء «الجاهز» توفيراً للنفقات..
وخلال جولة أجرتها «الوطن» على عدد من المخابز ومحال الحلوى فى مناطق مختلفة، رصدنا أسعار «الكعك والبسكويت» و«البيتى فور» والتى اختلفت من مكان لآخر، إذ تراوح سعر كيلو الكعك فى الأفران بين 45 و70 جنيهاً، والبسكويت بين 40 و60 جنيهاً للكيلو، و«البيتى فور» تراوح سعر الكيلو منه بين 50 و75 جنيهاً، أما فى سلاسل المحلات الشهيرة فتضاعفت أسعار مستلزمات العيد، حيث تراوح سعر «الكعك» بين 100 و140 جنيهاً للكيلو حسب نوعه، ومن 90 جنيهاً لـ110 بالنسبة لكيلو «البسكويت»، و100 لـ120 جنيهاً لكيلو «البيتى فور».
سوريون يبيعون "بسكويت وبيتى فور" بالدقى والمعادى: بنشتغل بخامات مصرية.. وأسعارنا زى السنة اللى فاتت
داخل أحد المخابز بالجيزة، كان حمدى محمد، 34 عاماً، يعرض البسكويت الذى انتهى من تسويته داخل علب كرتونية، ثم يغلفها ويضعها داخل «الفاترينة» الزجاجية التى تتصدر مخبزه، يقول إن لديه أنواعاً من الكعك والبسكويت بأسعار متفاوتة، يتم تحديدها وفقاً للمكونات المستخدمة فى «العجينة»، حسب كلامه: «عندى كحك بـ45 جنيه وفيه اللى بـ55 جنيه، وده بيبقى حسب السمنة اللى بيتعمل بها، يعنى الكعك والبسكويت بالسمنة البلدى بيكون غالى وله زباين مخصوصة، وفيه ناس تانيه بتدور على أرخص سعر وبتشترى بيه من غير ما يفرق معاها مكوناته».
واعتاد «حمدى» إنتاج كميات كبيرة من الكعك فى المخبز الذى يعمل فيه، لكن هذا العام أنتج كمية أقل مقارنة بالسنوات السابقة، مبرراً ذلك بأن العام الماضى تبقت كميات كبيرة منه، ما اضطره إلى عرضها بنصف ثمنها، بعد انتهاء الموسم، بجانب بيعها قطاعى للزبائن، وفقاً لكلامه.
يصمت الشاب الثلاثينى قليلاً لمتابعة الفرن بعدما وضع بداخله «ترولى» ممتلئاً عن آخره بالكعك ثم عاد لحديثه، قائلاً: «كنا زى الأيام دى السنين اللى فاتت ماحدش يقدر يحط رجله فى المحل من الزحمة، كنا بناخد طلبات الزباين من نص الشهر، لكن دلوقتى كل فترة لما ييجى زبون وأغلبهم بيسأل على السعر ويمشى واللى بيشترى منهم بياخد كمية قليلة جداً»، مشيراً إلى أنه اضطر إلى استقبال طلبات السيدات لتسوية معجناتهم داخل مخبزه، بعدما كان رافضاً لتلك الفكرة، حيث يأتين إليه بعد أذان المغرب ويفترشن الأرض لتقطيع «العجينة» ورصها فى صيجانه وتركها له لتسويتها، ثم يعدن إليه مرة أخرى لتسلمها: «كنا بنكتفى باللى بنبيعه وبنرفض نسوى للزباين لأنهم بيزحموا المكان، وبيستخدموا الصاجات اللى بنحتاجها، لكن السنة دى حركة البيع قلت بقينا نوافق على التسوية عشان نسترزق، وفيه ناس بقت تجيب لنا الدقيق والسمن وباقى المكونات وبنعملها كحك وبسكويت مخصوص».
وقبل أن ينهى «حمدى» حديثه، قاطعته سيدة أربعينية، جاءت إليه تطلب تأجير 5 صاجات لمدة يوم، مبررة طلبها بأنها «السنة دى ماقدرتش على تكاليف الجاهز»، إذ قامت هى وشقيقتها الصغرى بعجن «القُرَص» والكعك والبسكويت بمنزلها توفيراً للنفقات، بحسب كلامها: «بقالنا 4 سنين بنشترى جاهز، لأنه بيوفر وقت ومجهود، بس الأسعار السنة دى خلتنى أرجع أعمله فى البيت وأسويه فى الفرن».
وفى أحد المخابز بمنطقة الدقى، وقف «السيد أحمد»، عامل، 28 سنة، لمساعدة زملائه فى «نخل» السكر البودرة على الكعك لتزيينه، ويقول إن الأسعار ارتفعت بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضى، مبرراً ذلك بارتفاع سعر الزبدة والسمن البلدى والدقيق وباقى مستلزمات العيد، وفقاً لكلامه: «قبل رمضان بشهر بنخصص ميزانية لمستلزمات العيد وصيانة الماكينات، فزادت من 15 ألف جنيه إلى 22 ألف، وده بيخلينا نرفع السعر على الزبون عشان نحقق ربح»، موضحاً أن سعر كليو «الكعك» يبدأ من 50 لـ70 جنيها، والبيتى فور بـ75 جنيهاً، أما البسكويت فيختلف سعره حسب نوعه ليتراوح بين 60 و80 جنيهاً للكيلو.
أما فى حدائق المعادى، فكان الوضع مختلفاً تماماً، حيث استغل بعض الباعة السوريين الأرصفة ليفترشوها بأطباق «الكعك» و«البسكويت» و«البيتى فور» السورى، الذى يتميز بجودته ورخص ثمنه مقارنة بالمصرى، حسب «خالد محمد»، الذى جاءته الفكرة من زوجته التى تُجيد تصنيع الحلوى، وكانت سبباً فى افتتاح مشروعه قبل 5 سنوات: «بدأنا بتصنيع الكعك والبسكويت فى البيت بكميات بسيطة وكنت ببيعها فى الشارع، ولما اتعرفنا فى المنطقة والطلب علينا زاد أجرت محل صغير نصنَّع فيه، والسنة دى أخدنا محل أكبر لأن عددنا زاد وبقينا نعمل كميات أكبر».
ويوضح «خالد» أن مشروعه معتمد على أسرته هو وشقيقه الذى يتعاون معه فى التصنيع والبيع، فقبل بداية شهر رمضان بأيام قليلة يجهزون المنتجات ويغلفونها داخل أطباق بلاستيكية قبل عرضها على «ستاند» خشبى بشكل جذاب وملصق عليها الأسعار، وفقاً لكلامه، مشيراً إلى أن طعم الكعك السورى مختلف رغم أن مكوناته يشتريها من الأسواق المصرية: «السوريين لهم نفَس مختلف فى الأكل بيخليه غير المصرى، بجانب أننا بندى لكل حاجة حقها سواء فى المكونات أو التصنيع، وبعرَّف الزبون قبل ما يشترى المنتج مصنوع من إيه».