طوارئ حكومية لمواجهة حشرة «الحشد» المدمّرة.. و«منظمة الأغذية»: تهاجم 80 محصولاً وتبيض 1000 بيضة وتطير 100 كيلو يومياً
حشرة الحشد تلتهم المحاصيل الزراعية
قال الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، إنه تم رفع درجة الطوارئ والاستعداد لمواجهة دودة الحشد المدمرة، بعد ظهور بؤرة أمس فى محافظة أسوان فى حقل لـ«الذرة».
وأضاف «القرش»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه «جرى وضع خطة قصيرة الأجل، وأخرى طويلة الأجل، للقضاء عليها، لما لها من تأثير مدمر على الزراعة»، لافتاً إلى أن الخطة قصيرة المدى تتمثل فى عقد دورات تدريبية سريعة ومكثفة للعاملين بقواعد المكافحة، للتعرّف على الحشرة وكيفية القضاء عليها، بالإضافة إلى توفير كل المبيدات اللازمة للقواعد فى الحدود الجنوبية، مع مواجهتها بشكل مباشر، عند ظهور أى بؤرة، كما تم إصدار توجيهات بنشر مصائد فيرمونية وضوئية لجذب الحشرة لرصدها والقضاء عليها فوراً.
وأضاف متحدث «الزراعة»، أن من بين الإجراءات قصيرة الأمد التوسّع فى إنتاج ونشر المفترسات الطبيعية للحشرة مثل طفيل «التريكوجراما» من خلال معامل الوزارة ومراكز الأبحاث، كما تم إصدار توجيه باستحداث المدارس الحقلية فى القرى والنجوع للقيام بدورها بتوعية المزارعين، بوسائل الرصد والمكافحة، وتشكيل لجنة مشتركة مع منظمة الفاو لمتابعة الحشرة، والتنسيق ودراسة الآليات مع الفاو لاتخاذ التدابير اللازمة للمواجهة.
"القرش": التوسّع فى إنتاج ونشر المفترسات الطبيعية مثل طفيل "التريكوجراما" للقضاء عليها
وقالت منظمة الأغذية والزراعة «فاو» إن الدودة تهدّد 80 محصولاً زراعياً وتسبّبت فى القضاء على ملايين الأفدنة فى أفريقيا والجوع لنحو 300 مزارع بعدما انتشرت فى 40 دولة فى القارة، مشددة على خطورتها وضرورة تكاتف الجهود الحكومية لمواجهتها ومساعدة صغار المزارعين.
وأشارت «الفاو»، إلى أن الحشرة تبيض 1000 يرقة خلال عمرها، وتطير لمسافات تصل إلى 100 كيلومتر فى اليوم، وتلتهم المحاصيل المهمة كالذرة والقصب والأرز والقطن.
وقال الدكتور محمد عبدالمجيد رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة، إن «من أهم خطوات المكافحة المنع والحماية بالوسائل الزراعية، وإزالة العوائل المصابة والمنزرعة فى غير الميعاد المناسب، ثم المتابعة والملاحظة وتتمثل فى متابعة المحصول ورصد ما يحدث به من تغييرات، وتشخيص المشكلة وتحديد الأهمية الاقتصادية للآفة والحد الاقتصادى للضرر، ثم اتخاذ قرار المكافحة».
وأوضح «عبدالمجيد»، أن برنامج المكافحة باستخدام المبيدات يتم باختيار مبيد وفقاً للعمر النباتى واليرقى فى حالة البادرات والنموات الحديثة، ووجود لطع البيض أو فقس حديث، أو العمر اليرقى الثانى، كما يتم المكافحة باستخدام المبيدات الحيوية مثل «BT»، وفى الأعمار الوسطية يُستخدم مبيد «الأماميكتين بنزوات»، وفى حالة وجود أعمار متقدّمة يستخدم مبيد «الكلوروبيريفوس»، مشدداً على عدم السماح بجمع كيزان الذرة، أو دخول حيوانات إلى الحقل قبل مرور أسبوعين من الرش، فضلاً عن إطلاق طفيل «التريكوجراما» فى حقول قصب السكر والذرة فوراً مع إمكانية استخدام بعض الوسائل الميكانيكية فى حالة الإصابات المحدودة.
وقال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، إن «دودة الحشد الخريفية تعد من أخطر الآفات التى تهدد الإنتاج الزراعى المصرى، خاصة خلال فترة الزراعات الصيفية، وخاصة الذرة بأنواعه والقطن»، مشدداً على ضرورة التصدى لهذه الآفة من خلال تشكيل لجنة عليا لمتابعة مكافحتها تشارك فيها كل الوزارات المعنية ونقابة الزراعيين، مع إعداد خارطة طريق تشمل كيفية إدارة أعمال المكافحة ووضع خطط تنفيذية عاجلة لتحقيق هذه الأهداف.
وأضاف «خليفة»، أن «مصر تخوض أخطر المعارك التى تهدّد الإنتاج الزراعى والإدارة الجيدة هى طوق النجاة من الأزمة، منوهاً بأن إدارة عمليات المكافحة للحشرة الفتاكة هو عنوان نجاح مصر فى تجاوز إحدى أهم الأزمات التى تهدّد أحد أهم قطاعات التنمية المستدامة وهو القطاع الزراعى»، مشدداً على ضرورة توفير الاعتمادات العاجلة اللازمة لأعمال المكافحة للسيطرة على دودة الحشد والحد من وصولها إلى مناطق التكثيف الزراعى فى الدلتا حتى لا يستفحل الخطر على البلاد. وأوضح نقيب الزراعيين، ضرورة تشكيل لجان فنية تضم أهم علماء مكافحة الآفات فى مصر بمركز البحوث الزراعية والجامعات المصرية، مع الاستعانة بخبرات فنية من الدول التى تصدت لهذه الآفة الخطيرة، حتى نكون على أول الطريق لتنفيذ خطة متكاملة لمكافحة دودة الحشد الخريفية، اعتماداً على تراكم خبرات الدول الأخرى، ضمن خطة تبادل الخبرات المصرية والأجنبية.
وشدد «خليفة»، على ضرورة الاستعانة بالتوصيات الفنية لمنظمة الأغذية والزراعة «فاو» باعتبار أنها بيت الخبرة العالمى فى مكافحة الآفات الخطيرة التى تهدّد الأمن الغذائى، حتى تكون حلقة اتصال بين مصر والخبرات الدولية الأخرى، مشيراً إلى أهمية الشفافية فى تبادل المعلومات المتعلقة بأعمال المكافحة والوضع الراهن، لضمان نجاح استراتيجية المكافحة التى قد تطول، خاصة أن الظروف المناخية فى البلاد قد تكون مواتية لمواصلة عمليات التكاثر الكبير لهذه الآفة.