في رحلة حول العالم، رصد أحد محرري مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، عددا من الدول التي يصعب السفر إليها لعدة أسباب البعض متعلق بأحوالها المادية، والبعض الأخر يتعلق بموقعها الجغرافي والأحداث السياسية التي تجعلها على "صفيح ساخن" بسبب الحروب وأبرزها اليمن.
نستعرض في السطور القادمة، أبرز 8 دول وصفتها المجلة الأمريكية بـ"البلاد الأصعب" من حيث السفر والإقامة.
روسيا
بسبب الحروب الباردة بين روسيا وأمريكا، يعاني الأمريكيون على وجه الخصوص من صعوبة الدخول إلى روسيا، وبسبب تعذر الحصول التأشيرة.
وفي الغالب يتعرض مقدم الطلب للحصول على تأشيرة سفر لروسيا، إلى عدد من الأسئلة التي وصفتها المجلة الأمريكية بـ"السخيفة والمتطفلة"، وهي مكونة من 41 سؤالا على عكس بقية الجنسيات الأخرى التي تقوم بملء استبيان أو استمارة مكونة من 21 صفحة.
وأبرز تلك الأسئلة: تفاصيل خط سير الرحلة، اسم الشخص أو المنظمة التي تدفع ثمن الرحلة، أسماء كل دولة زارها مقدم الطلب في السنوات العشر الماضية، بجانب ذكر مكانان سابقان للعمل، كتابة اسم كل مؤسسة تعليمية درس فيها مقدم الطلب؛ جميع المنظمات المهنية والمدنية والخيرية التي ينتمي إليها مقدم الطلب أو "تعاون" معها، أسماء جميع أقارب مقدم الطلب في روسيا، تفاصيل أي تدريب على الأسلحة النارية والمتفجرات والأسلحة النووية و "المواد البيولوجية والكيميائية".
الصومال
بسبب الحروب أصبحت الصومال هي الأخرى من الدول التي يصعب الحصول على تأشيرتها، وهذا ما رصدته مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، فلم تعد هناك سياحة في البلاد بأمر من الحكومة حرصا على سلامة السائحين من ظاهرة الاختطاف والقتل.
وتؤكد الصحيفة أن تكلفة استئجار طاقم حراسة بالنسبة للدبلوماسيين هناك قد تضاعفت من 750 دولار أمريكيا عام 2012، لتصبح 1350 دولارا في اليوم الواحد في الوقت الحالي.
السودان
ذكرت المجلة الأمريكية أن السودان يضع قيود للسائحين الذين يرغبون في زيارتها، وعندما يسعى أي مسافر لطلب التأشيرة يواجه الإهمال وعدم الاستجابة لطلبه مكتفين بالرد المقتضب "يتم النظر فيه من قبل السلطات في الخرطوم".
وإذا حالف البعض الحظ لدخول الخرطوم فإن استخدام "الكاميرا" يعد من المحرمات، إلا إذا تقدم بطلب يذكر فيه ما هي الأماكن أو طبيعة الصور التي سيجري التقاطها، وفي كلتا الحالتين يصعب استخدام الكاميرا وتصف المجلة السودان بأنه دولة تعرف بالإبادة وأعمال العنف وقتل المئات في دارفور عام 2003، وأن رئيسها المعزول عمر البشير كان على رأس المطلوبين من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وهذا يفسر العديد من العراقيل التي يواجهها المسافر إلى هناك.
اليمن
اضطرابات الربيع العربي، وما سمته المجلة ديكتاتورية الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، كانت أحد الأسباب التي منعت العديد من السائحين من زيارة اليمن، في الفترة من 2011 إلى أواخر 2013.
ولكن محرر المجلة الأمريكية استطاع السفر إلى اليمن في مرحلة وصفها بـ"الهدوء النسبي"، التي شهدتها صنعاء لكن سرعان ما تبدلت الأمور وازداد الوضع سوءا نظرا لأعمال الشغب والقتل التي تقودها جماعة الحوثيين في اليمن، وهو ما يعرض حياة الكثيرين للخطر إذا حاولوا دخول البلاد.
أنجولا
وصفت المجلة الأمريكية، أنجولا بأنها من أصعب الدول من حيث الحصول على تأشيرة وإقامة، وذلك لاعتقاد السلطات في هذا البلد الأفريقي بأن الأجانب أو السائحين جاءوا إلى هناك ليس بدافع التنزه ولكن لأجل سرقة ثروات البلاد والألماس، وعلى وجه الخصوص الأمريكان.
فلم تمنح حكومة أنجولا الأمريكيين أي تأشيرات سياحية تقريبًا لسنوات بسبب الدعم الأمريكي للمتمردين الأنجوليين في حرب أهلية استمرت 27 عامًا، بدأت في عام 1975 وراح ضحيتها أكثر من نصف مليون شخص.
وذكرت المجلة أن الذي تسعفه الظروف ويحصل على "وساطة" لدخول البلاد سيعانى من ارتفاع أسعار الهدايا التذكارية، بما يعادل 5 أضعاف أسعارها في أى مكان أخر، وسيلاحظ نفوق الحيوانات وانقراضها بسبب الحروب الأهلية التى اندلعت في البلد الأفريقي.
تشاد
يعاني المسافرون إلى تشاد العديد من الصعوبات، بداية من طلب الحصول على التأشيرة، والتي يرتبط الحصول عليها بخطاب من كفيل أو من أحد فنادق البلاد يدعو فيه الراغب في السفر إلى الحضور، بجانب تحديد نوع العلاقة أو الرابط بينهما والغرض من الرحلة.
ولأن الحصول على كفيل غير متوفر بكثر فإن بعض الفنادق المحدودة هي التي تقدم تلك الخطابات وفق عدة شروط الحجز المسبق في الفندق ودفع مبلغ 300 دولار غير قابلة للاسترداد في الليلة الواحدة، أي في حالة تحديد عدد أيام معينة وعدم قضائها كاملة لا يتم استرداد المبلغ.
هذه لم تكن المشكلة الوحيدة التي سيتعرض لها الزائرين ولكن أكدت المجلة الأمريكية من خلال التجربة الحية التي أجراها أحد محرريها أن لحظة وصول مطار نجامينا يستقبلك الضباط ويطالبوا بمبلغ قيمته 50 دولارا أمريكية "رشوة"، ورغم المحاولات والمراوغات لا يملكون إلا رد وحيد "المال ثم المال ثم المال" وإلا سيتعرض للمضايقات، بحسب وصف المجلة.
جزيرة ناورو
بالرغم من أن اسمها القديم كان "جزيرة السعادة"؛ فإن دولة ناورو التي تقع بالمحيط الهادي شمال غرب أستراليا تعد من أفقر جمهوريات العالم، إضافة إلى أن شعبها الذي يبلغ نحو 10 آلاف نسمة، يعاني أيضاً من البطالة بعد أن كان يعمل 95% منهم في استخراج الفوسفات لكن بمجرد أن أصبح نادرا، أفلست الدولة لدرجة أنها لم تستطع تدبير نفقات البنزين اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء.
وأصبحت الجزيرة منذ أواخر القرن الماضي مركزاً لغسل الأموال والتهرب الضريبي.
وتعتمد ميزانية الحكومة الآن على الإعانات المنتظمة من أستراليا المتحكمة في سياسة الجزيرة، وبسبب تدهور الأحوال الاقتصادية وإقامة معسكرات للاجئين وفشل أهل ناورو في الترويج لجمال السياحة على جزيرتهم بات من الصعب الحصول على تأشيرات للوصول إلى هناك.
جزيرة كيريباتي
ــ أرخبيل تقع في المحيط الهادئ الأوسط الاستوائي وتتكون من 32 جزيرة مرجانية، بالإضافة إلى جزيرة من المرجان المرتفع.
تعد كيريباتي من أفقر الدول في العالم لأنها مواردها الطبيعية قليلة، وبسبب صغرها وفقرها لا تمتلك الجمهورية أي سفارة، ولكن تعتمد فقط على 8 قنصليات، وهنا تكمن الأزمة التي يواجهها بعض المسافرين إلى هناك من أجل الحصول على تأشيرة حيث يواجه الراغب في السفر إلى هناك صعوبة في تحديد القنصل التابع لدولته والذي سيقوم بمنحه التأشيرة.
تعليقات الفيسبوك