العيد فى صالونات الحلاقة: زحمة بالطوابير على المقصّات
الذهاب لصالون الحلاقة أحد الطقوس التى تسبق العيد
تقول «سلوى»، التى تعمل كوافيرة منذ ثلاثين عاماً: «وضع مرهق جداً فى العيد.. تبقى سايبة بيتك وعيالك ومتحسيش أبداً بالعيد.. شقا وتعب قوى.. بس ده مصدر رزقى مقدرش أسيبه خصوصاً بعدما جوزى اتوفى.. فلازم أضحى بوجودى فى العيد جنب أولادى عشان هو ده موسم الشغل».
ترى «سلوى» أن شغل العيد لم يعد كما كان، موضحة أن النساء اعتدن فى الماضى الاهتمام بأنفسهن وأناقتهن أكثر من الآن، فكل امرأة أصبحت تضع بيتها وأولادها فى المقام الأول قبل أى شىء، وبعد ذلك تفكر فى نفسها وزينتها: «كل واحدة بقت تبدى بيتها وعيالها على نفسها، قليل قوى اللى لسة مواظبة على طقوس العيد وتيجى تقعد هنا بالساعات عشان تظبط نفسها.. ضغوطات الحياة كترت وبقت تلهى الناس.. الكحك والبسكويت دول أصلاً كفاية يخلوا الناس يكتفوا بأى حاجة.. وفى الأول وفى الآخر الرزق بتاع ربنا».
بينما تقول «منى»، التى تعمل منذ 13 عاماً فى نفس المهنة، إن الظروف الاقتصادية الحالية هى التى تجبرها على النزول فى الأعياد والتضحية بالعطلة: «فيه بنات وستات ميدخلوش الكوافير ده إلا على دخلة الأعياد.. والله بكلمك بجد العيد بالنسبة لهم يعنى ينزلوا الكوافير.. غير كده ولا بييجوا ولا بيعتبوه طول السنة وهما اللى بيقولولى كده بلسانهم».
"أحمد": مراتى بتقول لى اللى عايزة تتجوز ماتتجوزش حلاق عشان مالوش فى الإجازات
وقال أحمد عزيز، صاحب أحد الصالونات الرجالى منذ 35 عاماً: «مراتى بقت تقولى اللى عايزة تتجوز متتجوزش حلاق»، وأوضح أن معاناة زوجته تأتى كل عام عند دخول العيد بسبب صعوبة قضاء أيامه مع أسرته وعدم الاستمتاع بالعطلة، حيث يبدأ ضغط العمل يتضاعف بداية من يوم الوقفة عقب صلاة المغرب حتى نهاية الأسبوع، حيث يزداد تردد الناس، خاصة العرسان فى أيام العيد: «لازم طول الوقت فى العيد أكون فى المحل من الصبح لحد بالليل، المهنة الوحيدة اللى مالهاش مواعيد محددة لأنك مش هتعرفى تخمنى كل واحد ممكن ييجى الساعة كام.. خصوصاً الشباب اللى بقوا يحبوا يعملوا قصات شعر معينة زى اللى بيشوفوها فى التليفزيون».
ويروى «عم محمود»، الذى يعمل بالصالون الرجالى الخاص به، أنه اعتاد منذ أكثر من 20 عاماً على قضاء العيد «مع المقص» بحسب تعبيره، رغم بلوغه الـ66 عاماً فإنه ما زال يستمتع بمهنته فى كل زبون يتردد عليه: «رغم أن الشغل بيجيله أوقات بيريح على الآخر زى الأيام اللى احنا فيها كده بس الحمد لله شغلتى ومقدرش أسيبها حتى فى العيد اللى طول عمره بالنسبة لنا موسم واتعودنا على النزول فيه»، لافتاً إلى أن وقت العيد تكون الزبائن فى الصالونات بالطوابير.