لم يبهر كيم.. كوريا الشمالية تنظم أول عرض دعائي "للألعاب الجماعية"
زعيم كوريا الشمالية-كيم جونج أون-صورة أرشيفية
شارك آلاف العارضين والطلاب في بيونج يانج في أول عرض دعائي "للألعاب الجماعية" المميزة للعام 2019، لكن العرض الكبير لم يبهر الزعيم كيم جونج أون، وتضم "الألعاب الجماعية للجمباز والاداء الفني" عددا هائلا من المشاركين معظمهم من الطلاب وأطفال المدارس الذين يؤدون حركات متزامنة دقيقة.
ويقف خلفهم، آلاف الطلاب الذين يغيرون باستمرار صفحات ملونة من كتب في تسلل دقيق لتشكيل صور عملاقة متغيرة في جانب واحد من الملعب، لكن نتيجة العرض الذي يطلق عليه هذا العام "أرض الشعب" لم تبهر الزعيم الشاب كيم.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية اليوم الثلاثاء أنّه بعد انتهاء العرض "استدعى كيم منفذي العرض وانتقدهم بشدة للروح الخاطئة لتشكيل (العرض) واتجاه العمل غير المسؤول"، وأضافت الوكالة أنه باعتبار أن الفنانين "لديهم واجب مهم للغاية في تأسيس الثقافة الاشتراكية" فإنّ الزعيم كيم "حدّد مهمات لتصحيح تنفيذ السياسة الثورية لحزبنا في مجالي الأدب والفنون"، لكن لم يتضح بعد ما الذي أغضب الزعيم الشاب.
وحضر كيم العرض برفقة زوجته ري سول جو وشقيقته ومساعدته المقربة كيم يو جونج، حسب ما ذكرت الوكالة الرسمية، وهذه أول مرة تذكر الوكالة خبرا عن كيم يو جونج منذ حوالي شهرين، أي منذ انتهاء قمة هانوي بين كيم جونج اون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب دون التوصل لاتفاق حول نزع أسلحة كوريا الشمالية وتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.
كما أشارت الوكالة الى أنّ العديد من المسؤولين الحكوميين الكبار حضروا العرض ومن بينهم كيم يونج شول. وهو المسؤول الكوري الشمالي المماثل لوزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو في المباحثات النووية، وكانت صحيفة شوصن إلبو الكورية الجنوبية ذكرت الاسبوع الفائت إنه أُرسل إلى معسكر عمل بعد فشل قمة هانوي.
لكن الوكالة الكورية الشمالية الرسمية لم تذكر كيم هيوك شول المبعوث الكوري الشمالي إلى الولايات المتحدة الذي قالت صحيفة شوصن إنّه أعدم بالرصاص بسبب "خيانته القائد الأعلى" بعد أن تمت "استمالته نحو الولايات المتحدة" اثناء المفاوضات التحضيرية للقمة.
وأدى المشاركون في الألعاب الجماعية تمرينات لأشهر قبل انطلاق العروض التي من المتوقع أن تستمر خمسة أشهر حتى أكتوبر بحسب وكالات سفر، لكن رأي كيم الصادم في العرض قد يدفع المشرفين عليه لتغيير بعض التفاصيل.
ونشرت الوكالة الرسمية صورة واحدة للعرض في ملعب "ماي داي" في بيونج يانج تظهر آلاف من العارضين يلوحوّن بالأعلام حول زهور عملاقة على أرضية الملعب، وتم تشكيل عبارة "تحيا كوريا للأبد" على أرضية من آلاف الزهور، فيما كانت الألعاب النارية الحمراء تضيء السماء.
وشكّلت الصور الخلفية صورا لمؤسس كوريا الشمالية كيم ال سونج وابنه وخليفته كيم جونج ايل جد ووالد الزعيم الحالي تواليا والذي ظهر في أحد هذه الصور. وكيم هو ثالث فرد من عاتلته يحكم البلاد، وخلافا لجده ووالده، نادرا ما يتم إظهار كيم في صور عملاقة كما لا يعرف أن هناك تماثيلا له.
وذكرت تقارير أنّ قسما ظهر في عرض العام الفائت يصور قمة بانمونجوم والزعيم كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان قد تم إزالته، ولعب مون دورا رئيسيا في الإعداد لأول قمة بين كيم وترامب في يونيو 2018 كما حضر الألعاب الجماعية في سبتمبر اثناء قمته الثالثة مع كيم، وقام بمخاطبة الحضور في حدث غير مسبوق على الإطلاق، لكن المفاوضات كلها تعثرت منذ انهيار قمة هانوي.
وتصور العروض الفنية الكورية الشمالية لحظات من التاريخ والحياة المعاصرة في البلاد، لكن مراقبي كوريا الشمالية يتابعونها من كثب لمعرفة أولويات السلطات في بيونج يانج خصوصا إبرازها آخر مستجدات التطورات العسكرية او الانجازات الاقتصادية.
وكانت الألعاب الجماعية في العام 2018 هي الأولى بعد خمس سنوات من التوقف، حيث أجرت بيونج يانج أربعة اختبارات نووية وعدد من الاختبارات الباليستية في هذه المدة.
وتواجه كوريا الشمالية الفقيرة والمعزولة عدة عقوبات دولية بسبب برامجها للتسلح البالستي والنووي لكنها تحقق عائدات من قطاع السياحة من هذه العروض.
وتتراوح تكلفة تذاكر هذا العام من 100 إلى 800 يورو (110 إلى 900 دولار)، حسب ما أعلنت وكالة رحلات كوريو، وهي وكالة مقرها بكين تنظم رحلات إلى كوريا الشمالية.
وسجلت موسوع جينيس للأرقام القياسية ألعابا مماثلة في العام 2007 باسم "اريرانج" كأكبر عرض ألعاب في التاريخ وذلك بمشاركة 100.090 مشاركا.