محلات العصائر: استعدادات نهاراً وعمل شاق ليلاً
«عثمان» يتحدث لـ«الوطن»
فى حالة من النشاط، كان يقف محمود عثمان بملابسه المهندمة، أمام محل العصائر الذى يديره فى شارع البورصة بمنطقة وسط البلد، على وجهه ابتسامة يقابل بها جميع المترددين على المحل والمارين من أمامه، وفى يده نسخ كثيرة من «المنيو» تحتوى على جميع العصائر والمشروبات التى يقدمها المحل، يهم بإعطائها للزبائن بحركات خفيفة يصاحبها بعض كلمات المداعبة معهم، فى محاولة منه لإضفاء نوع من المرح على ساعات عمله فى العصارة التى لا تغلق أبوابها طيلة الـ24 ساعة، حتى فى أيام رمضان، حسب قول «عثمان»: «رمضان غير رمضان العصارة ما بتتقفلش وطول اليوم فاتحين».
رغم عمل العصارة على مدار 24 ساعة فى شهر رمضان، إلا أن طبيعة العمل نفسها تختلف عنها فى غير رمضان، ففى نهار شهر الصوم، لا يكون الغرض من فتح العصارة هو البيع، وإنما يكون فتحها بغرض التجهيز لوقت الفطار وما بعدها، فيكون العمل على قدم وساق من أجل تجهيز المشروبات والعصائر المختلفة، التى يبدأ الزبائن فى شرائها قبل أذان المغرب بنحو ساعتين، كما يقول «عثمان»، فيكون هناك العصائر المخصصة لوقت الفطار والسويعات السابقة له، المتمثلة فى التمر هندى والسوبيا وغيرهما من مشروبات الفطار، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة أخرى من البيع تستمر حتى أذان المغرب، يكون أكثر ما يباع فيها العصائر «الفريش» وعصائر «الكوكتيل» إلى جانب «الآيس كريم».
الموقع المتميز للعصارة التى يديرها «عثمان» فى وسط البلد جعلت من الأيام الأخيرة فى شهر رمضان موسماً لها، فرغم كثرة البيع فى ليالى رمضان المختلفة بما يعوض عدم البيع فى النهار بصورة كبيرة، إلا أن الأيام الأخيرة من الشهر تكون بمثابة خير مودع لهم لما تأتى به من رزق كثير، حسب قول «عثمان» الذى أضاف: «إحنا بيزيد علينا فى وسط البلد هنا إننا جنبنا محلات لبس وفى آخر أيام رمضان بتلاقى الناس كلها فى الشارع من قبل الفطار، يفطروا فى المحلات اللى جنبنا وبعد كده يشربوا عصيرهم ويكملوا يومهم وممكن ناس تلاقيها بتفطر عندى على العصير وبعد كده يشوفوا هياكلوا إيه»، وهو ما قد يضطر «عثمان» ومن معه من العاملين إلى تأجيل إفطارهم أيضاً حتى «يخف الشغل» فيبدأون فى تناول وجبة إفطارهم.
"عثمان": "ربك بيكرم بساعة شغل.. وساعات الناس بتفطر على العصير الأول وبعد كده يشوفوا هياكلوا إيه"
زيادة عدد العمال فى العصارة واحدة من أساسيات العمل خلال شهر رمضان، حسب قول «عثمان»، فرغم اقتصار البيع على ساعات الفطار، إلا أن عمليات التجهيز لهذه الساعات تأخذ وقتاً أطول من التجهيز للأيام العادية فى غير رمضان، ما يجبر صاحب العمل على الاستعانة بأعداد أكبر من العمال من أجل تلبية هذه الاحتياجات، كما يزيد عدد القائمين على البيع أنفسهم لسرعة تلبية طلبات الزبائن: «ممكن تقف هادى 5 دقايق وبعد كده تلاقى مرة واحدة ربك يكرم بساعة شغل منعرفش نقف فيها، وده طبيعى لأنك بتشتغل على حاجة معينة كله لازم هيشربها، الجو حر والكل بيبقى عايز يشرب سوائل».