فى السينما.. «هنومة» و«قناوى» أشهر النماذج
هند رستم ويوسف شاهين فى «باب الحديد»
الباعة الجائلون، فئة من البشر لا يمكن الاستغناء عنها فى الأعمال الفنية، وجودهم يُصقل العمل السينمائى والدرامى، لكن هيئتهم تتفاوت حسب نوع بضاعتهم، ومن أبرز الأعمال التى تناولت معاناة تلك الفئة، فيلم «باب الحديد» للمخرج يوسف شاهين، حيث تبدأ القصة من خلال شاب صعيدى نال المرض من جسده إلى أن أصبح عاجزاً عن الحركة، يعيش داخل كشك صغير جدرانه تعج بصور الفتيات.
«مسكين يا قناوى مين يصدق إنه يحصلك اللى حصل ده»، كلمات قالها «عم مدبولى» لبائع الصحف المريض الذى يعمل فى محطة مصر، وجسده «شاهين» نفسه، وبدا غير متزن عقلياً، يهيم حباً وولهاً بـ«هنومة» بائعة زجاجات المياه الغازية، لكنها تحب «أبوسريع» الدور الذى جسده الفنان فريد شوقى، ويخططان معاً للزواج، ما يصيب «قناوى» باﻹحباط لعدم قدرته على كسب قلبها، ما يدفعه للإقدام على فعل أحمق وجنونى.
كما قدم المخرج محمد حسيب دور البائع الجائل من خلال شخصية «أبوالمعاطى» أو فاروق الفيشاوى بفيلم «شارع السد» بعد أن جاء من الريف باحثاً عن فرصة للحياة، ويقرر أن يبيع الأشياء الرخيصة، ويقوم برعاية «ألطاف» أو «شريهان» الفتاة اليتيمة التى تتعلق به بعد وفاة أمها بائعة الخبز.
"قاسم": الجائلون "مادة خام" يمكن للمؤلف تشكيلها حسب رؤيته الفنية
أما «حمامة» فهو شخص هيئته تدل على اسمه، بائع جائل قدمه الفنان محمود حميدة فى فيلم «حرب الفراولة»، يصادف القدر أن يقابل رجل أعمال ثرياً يمتلك عدة مصانع ويعيش وحيداً فى قصر كبير يفتقد السعادة بعد موت ابنه الوحيد، ثم يتعرف على خطيبته «فردوس»، الشخصية التى تجسدها الفنانة يسرا الأرملة التى تبيع الورد فى إشارات المرور ومعها ابنها. كما قدمت السينما نموذج الباعة الجائلين فى فيلم، «بياعة الجرايد»، بطولة الفنانة «ماجدة» التى تعشق منافسها فى المنطقة «يوسف شعبان» وتحاول لفت أنظاره حتى تتزوج منه، وتنجح فى ذلك وتنعم بحياة جميلة مع شريك حياتها.
كما قدم الفنان إياد نصار فى فيلم «ساعة ونصف» دور عز البيومى، بائع متجول، يسعى باستمرار إلى أن يكون «فى حاله» دون التعرض لأذى، ولكن الفيلم يوضح مدى المخاطر التى تتعرض لها تلك الفئة. كما أظهر الفنان أحمد حلمى من خلال شخصية «حنتيرة» بفيلمه «صايع بحر»، مدى تعنت الأسر تجاه الباعة الجائلين، حيث يعيش «حنتيرة» قصة حب مع «نعمة»، ولأنه مجرد بائع فوق الرصيف، فإن أم نعمة لا تقبل الخطبة بسهولة.
وعلق الناقد محمود قاسم على فكرة استعانة المخرج بالباعة الجائلين فى الأعمال الدرامية والسينمائية قائلاً لـ«الوطن»: الباعة الجائلون فى السينما هم العمود الفقرى للعمل، نظراً لارتباطهم بالشارع، فهم المادة الخام التى يمكن للمؤلف تشكيلها حسب رؤيته الفنية، ويسرد من خلالها مشكلات الواقع والأحداث التى تواجههم.