بريد الوطن| بين السلطة الحقيقية وفراغ النفس
بين السلطة الحقيقية وفراغ النفس
إذا كانت الحياة عادلة كما يجب أن تكون لوجدنا البعض من ذوى المناصب ممن لا يستحقون مكانتهم قد عادوا إلى سابق أصلهم، ولكن تلك هى طبيعة الحياة، فلا يوجد عدل مطلق إلا فى السماء فقط.
هناك فهم مغلوط عند البعض من أصحاب المناصب، والتى تتمثل فى سلطة الأب على أسرته الصغيرة أو المدير على العمال أو أى قائد لنشاط ما على مجموعة العمل، وهى أن السُّلطة والحزم الفعال لا بد لضمان دوامهما أن يقترنا بعبوس الوجه، عدم الاهتمام لمشاعر الأخرين أو الإنصات لما يقولون لأنه ليس فى احتياج إلى ذلك فهو يمتلك ما يكفى لإدارتهم والتأثير فيهم، أما ترك المساحة للآخر فى وجهة نظره فتسمى فوضى، وتلك الخصال تفقد الإنسان هيبته واحترامه. إن امتلكت ما شابه من تلك الصفات، فوجودك فى أى سُلطة ليس دليلاً كافياً على أنك تستحقها بالفعل، فوجود مثل تلك الطباع هو دليل كامل على فراغ النفس.
كلمة سُلطة فى أحد معانيها الأصلية تعنى «ذو تأثير»، وأن تصنع التأثير فى الآخرين وتبنى هيبة حقيقية لنفسك بداخلهم لا يأتى إلا بالمعرفة الحكيمة وزيادة الوعى الحقيقى، وتذكر أن تلك الأمور العشوائية وإن كانت الأسهل إليك فهذا لا يعنى أنهم سيستمرون فى الخضوع إلى النهاية.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com