الشائعات.. أخطر أسلحة «الحرب القذرة»
الشائعات
كلما زاد حجم الإنجازات، زادت رقعة الشائعات.. هذه هى الأرض الخصبة التى تنمو فيها الشائعة، ويتسع انتشارها، فمن ورائها أشخاص يحركونها، ويغذونها، لتصبح الحقيقة المغلوطة هى المتداولة على ألسنة الناس، رغبة فى تسفيه أى عمل أو مشروع قومى، فهى إحدى أدوات الحرب قديماً وحديثاً، والآن تُعرف بـ«حروب الجيل الرابع»، وتهدف للنيل من ثقة المواطنين فى الدولة، وزعزعة أركانها، وتزداد خطورتها مع التطور التقنى لوسائل الاتصالات، والدور الذى يلعبه الخبر والتعليق والصورة فى تشكيل الرأى العام.
ارتباط الشائعة مع كل إنجاز أو حدث كبير فى مصر بات أمراً عادياً، فمؤخراً انتشرت المعلومات المزيفة عن كوبرى روض الفرج، وبالمثل خلال فترة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وتصدت لها الهيئة الوطنية للانتخابات، بالرد والتحليل والإثبات، عبر كشف الأرقام والبيانات، وحدد العديد من علماء النفس والاجتماع، الدارسين لظاهرة الشائعات، خصائص عديدة للشائعة، من ضمنها اتسامها بطابع الغموض، وسهولة انتشارها فى المجتمع، وصعوبة القضاء عليها، فى ظل وجود كيانات تستهدف تحطيم الروح المعنوية للمواطنين، وبث الخصومة والكراهية بين فئات المجتمع، لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية مُريبة.
تزداد خطورتها مع التطور التقنى ودور الخبر والتعليق والصورة
فى ضوء خطورة تلك الأخبار الزائفة، تحتاج جميع المؤسسات؛ الرقابية والإعلامية والدينية والأمنية والتعليمية، إلى التكاتف لمواجهتها على أرض الواقع بطرق علمية وعملية، فإنكار الشائعة أو نفيها ليس حلاً جذرياً.. «الوطن» تسلط الضوء على «الفيروس» الذى ينتشر ويتوغل، حتى أصبح القضاء عليه، ومعالجته، أمراً حتمياً.