قتلى وجرحى فى قصف عشوائى لـ«ميليشيات الوفاق» على جنوبى «طرابلس»
آثار الدمار فى ليبيا بسبب الميليشيات المسلحة
تصاعدت حدة المعارك فى ليبيا، اليوم، حيث أعلن المركز الإعلامى التابع لغرفة عمليات الكرامة، التابعة للجيش الوطنى الليبى، أن ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق الوطنى قصفت بشكل عشوائى منطقة قصر بن غشير جنوبى العاصمة «طرابلس»، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال وإحداث أضرار مادية كبيرة.
وأضاف المركز: «أبواق تنظيم الإخوان الإرهابى سارعت بفبركة الأخبار ليتبرأوا من أفعالهم الإجرامية التى يسعون من خلالها للتضليل والكذب على حساب حياة الأبرياء الآمنين». وتواصلت المواجهات المسلحة بشكل متقطع فى ضواحى العاصمة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين قوات الجيش الوطنى الليبى والميليشيات المسلحة فى «طرابلس».
يأتى ذلك فى الوقت الذى دعا فيه رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا غسان سلامة إلى هدنة إنسانية عاجلة بـ«طرابلس»، مطالباً بزيادة الدعم المقدم للنازحين جراء المواجهات بين الجيش الوطنى الليبى برئاسة المشير خليفة حفتر، وميليشيات حكومة الوفاق الوطنى التى يرأسها فايز السراج، وفقاً لما ذكرته وكالة «سبوتينيك» الروسية.
وأثنى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة على جهود بلدية «طرابلس» والهلال الأحمر فى تقديم الدعم للنازحين، وحث جميع المعنيين على العمل على سرعة إعادة النازحين إلى بلادهم.
وقال الباحث الليبى الدكتور محمد الزبيدى، لـ«الوطن»، إن «القصف الذى حدث من حكومة الوفاق لجنوب العاصمة لم يكن الأول من نوعه، فهى عادة تستهدف تلك المنطقة وغيرها من المناطق السكنية كمحاولة لاتهام الجيش بفعل ذلك بدلاً عنها»، لافتاً إلى أن دعوة المبعوث الأمنى للهدنة شىء طبيعى ودليل على تفوق القوات المسلحة الليبية على تلك الميليشيات. وأضاف: «كلما ارتفعت صيحات المجتمع الدولى للتفاوض والدعوة للهدنة، كان وضع تلك الميليشيات حرجاً ويضيق الخناق عليها».
المبعوث الأممى لـ"طرابلس" يطالب بهدنة.. و"الزبيدى": توقف العمليات العسكرية حالياً غير وارد.. وكلما ارتفعت صيحات المجتمع الدولى للتفاوض كان وضع الميليشيات حرجاً.. و"أبوطالب": الوضع الحالى "كر وفر" فى محيط العاصمة.. والدعم العسكرى الذى تمده تركيا وقطر وإيران للميليشيات يتسبب فى تصاعد الأزمة
كما أشار «الزبيدى» إلى أن وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية فى «طرابلس» فى الوقت الحالى «أمر غير وارد» حتى تنتصر القوات المسلحة الليبية على تلك الميليشيات الإرهابية وتجريد تلك الجماعات المسلحة من أسلحتها، وأضاف: «الشعب الليبى عبارة عن 5 ملايين شخص، وليس بينهم عداوات، ويريد التخلص من تلك التنظيمات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا وبريطانيا».
من جانبه، قال الكاتب المتخصص فى الشأن الليبى عبدالستار حتيتة: «إن الوضع الحالى يشهد نوعاً من التشبث من جانب التيارات المتطرفة وممثليها للاستمرار فى الوجود بالمشهد مع تضييق الجيش الليبى على تلك الميليشيات»، لافتاً إلى أن ميليشيات حكومة الوفاق أو المجلس الرئاسى أو المبعوث الأممى يسعون لإطالة الأزمة بليبيا ويستندون إلى المساعدات التركية والقطرية فى ذلك، مشيراً إلى أن الحل الأنسب للوضع الحالى فى ليبيا هو العودة للاعتراف بكل المؤسسات الشرعية من مجلس النواب الليبى والجيش الوطنى الليبى.
فى الوقت ذاته، أكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور حسن أبوطالب، أن الوضع العسكرى فى ليبيا يشهد حالة من الجمود النسبى بين حكومة الوفاق المعترف بها دولياً والقوات المسلحة الليبية، حيث إن هناك حالة من التوازن بين الطرفين لحسم الأزمة عسكرياً لكن أى مواجهة بين الطرفين تتطلب دخول المعارك فى قلب العاصمة نفسها وهو ما يعرض حياة المدنيين للخطر.
وعقب «أبوطالب» على القصف الأخير لحكومة الوفاق: «الوضع الحالى بليبيا هو عبارة عن عمليات كر وفر فى محيط العاصمة فقط ويتسبب فى مقتل مواطنين»، لافتاً إلى أن الدعم العسكرى الذى تحصل عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة بليبيا سواء من تركيا أو قطر وإيران هو الذى يتسبب فى تصاعد الأزمة واحتدامها بليبيا.
وأشار «أبوطالب» إلى أن أى مطالبات بالهدنة، خاصة دعوة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة الأخيرة بهدنة إنسانية عاجلة فى «طرابلس»، لمساعدة النازحين الفارين من أماكن الاشتباكات غير موضع اهتمام للجيش الليبى، لأنه ينظر للطرف الآخر باعتباره إرهابياً ويسعى لتدمير الدولة، ويضيف: «لن يحدث أى نوع من التواصل السياسى بين جميع أطراف الصراع فى الوقت الراهن، وحل الأزمة يتطلب بعض الوقت ولذلك دعوة المبعوث الأممى غير قابلة للتحقق».
وبدأت المواجهات العنيفة فى العاصمة «طرابلس» بين الجيش الوطنى الليبى وقوات تابعة لحكومة الوفاق منذ أكثر من شهر، مخلفة 376 قتيلاً على الأقل و1822 مصاباً، بحسب منظمة الصحة العالمية، فيما تقدر المنظمة الدولية للهجرة أعداد النازحين بنحو 38 ألفاً و900 شخص، مشيرة إلى أن أكثر المدنيين يفرون من منازلهم.