أقدم صنايعى «بواجير جاز»: «كبرت ونفسى فى معاش»
«فوزى» يحمل بواجير الجاز داخل ورشته
«وابور الجاز أعمر.. وابور الجاز أصلح».. هذه الجملة اعتدنا كثيراً على سماعها ونحن أطفال، لكن مع مرور الأيام لم نعد نسمعها ولا نعرف كثيراً عن هذه المهنة، التى ورثها فوزى خميس، 65 عاماً، عن أجداده ولا يجيد غيرها، وقال «الباجور زمان كان ليه شنة ورنة، جهاز البنت ماكانش يكمل من غيره والشغل كان ماشى عال، دلوقتى بقت موضة قديمة ومركون وخردة بعد انتشار البوتاجاز».
على بعد خطوات من محطة مترو السيدة زينب، وبأحد محلات سوق «المواردى» تقع ورشة عم فوزى، وبين عدد من «بواجير الجاز» المعلقة والملقاة هنا وهناك، يجلس على كرسيه أو يقف بجوار منضدة خشبية، أعلاها ماكينة لحام قديمة «أزير» ومطرقة للدق وتصليح اعوجاج المعادن.
«الأول كنت بعدى على زباينى كل فترة أصلح لهم الباجور وأرجعه، لكن بواجير الجاز لما قلت بقيت أدخل القهاوى مكان سكنى فى الهرم أجمع الشيَش البايظة وأجيبها الورشة ألحمها وألمعها وأرجعها آخر النهار، وبالحم الفوانيس، أى شغل المهم أنى مابطّلش شغل.. أعمل إيه عايز آكل عيش، وماعرفش شغلانة تانية.. ولو بطلت شغل أتعب».
الأسطى "فوزى" ضاقت عليه المهنة فى "زمن البوتاجاز".. فلجأ إلى تصليح "الشيَش"
«فوزى» ككثير من الحرفيين الذين يضيق بهم الحال بعد العزوف عن الاستفادة من صنعتهم، لكن حاله أسوأ من معظمهم إن لم يكن الأسوأ، فعلى الرغم من أنه لم يتزوج وليس لديه مسئوليات أسرية، إلا أن حال الصنعة لم يعد يدر عليه ما يقيم حياته، خاصة بعد أن ارتفع سعر إيجار المحل دون وجود معاش تأمينى «اللى بييجى على قد اللى رايح أو أقل.. إيجار المحل القديم فى تل العقارب كان 20 جنيه ولما نقلونا بقى 170 جنيه.. لكن أنا بعافر علشان أقدر أكمل.. ونفسى فى معاش علشان الحالة بقت صعبة وسنى كبر وسمعى تقل».