نجاح الموجي
عبد المُعطي محمد الموجي، أو كما يعرفه الجمهور بـ"نجاح الموجي"، فنان ذو ملامح مميزة وبشرة سمراء، مصحوبه بالقبول الجماهيري الممزوج بخفة الدم وحُسن الطلة، استطاع بارتجاله الفكاهي وتجسيده عن حال المواطن البسيط، أن يكون واحدا من نجوم عالم الكوميديا في مصر، واليوم تمر الذكرى الـ74 لميلاده.
دائمًا ما كانت لـ"الموجي" نظرة مختلفة سواء لنفسه كفنان أو للسينما عمومًا، وهو ما تجلى خلال حواراته السابقة للصحافة، التي أوضح فيها قيمته كفنان من وجهة نظره، وكيف يرى الفن في عصر المال.
وفي حوار قديم لإحدى الصحف المصرية، سُئل نجاح عن سبب تأخر نجاحه، وعدم انتشاره بالشكل الكافي، ورد: "لم يستغلني أحد حتى الآن ككوميديا بشكل صحيح، لأن مساحة الكوميديا في السينما تقلصت واختصرت من صورتها المعقولة، على الأدوار، في حين تجد أغلب أفلام الضحك أصبحت حكرًا على منتجي المقاولات الذين يقدمونها في أسوأ صورها، فكانوا وبالا على السينما وأدوا لهروب المتفرج الجيد منها".
وذكر خلال حواره في نوفمبر عام 1996، أن السينما في مصر في حالة ركود، والأعمال الفنية التي تحمل القيمة أصبحت قليلة، فكلما كان يعرض عليه دور صغير، سواء في سينما أو مسرح أو تليفزيون، يحاول جاهدًا أن يضيف عليه هو "إفيه" أو لزمة معينة حتى يتذكره بها الجمهور ويلفت انتباههم، وأشهرهم كان "ح تسلك" في مسلسل "أهلًا بالسكان"، الذي لعب خلاله دور سباك.
وعند سؤاله عن الجديد الذي سيقدمه لجمهوره في السينما، فرد "الموجي" متعجبًا: "وهل توجد لدينا سينما؟"، وتابع: "سلملي على الترماي".
وتحدث الفنان الراحل عن نظرته لذاته، وتقيمه لنفسه، قائلًا: "خضت تجربة أفلام المقاولات وشعرت بعد مشاهدتهي لها بمدى تفاهة ما أقدمه وأن نهايتي ستكون على يدها، وعندما قاطعتها اتُهمت بالغرور والمغالاه في الأجر، قبل أن يستعيد السينمائيون ثقتهم في مرة أخرى"، وتابع: "دارت العجلة من جديد وقدمت أدوارا أثبتت فيها أنني ممثل أصلح لأي دور وأي لون، حتى لو كان بعيدًا عن الضحك والكوميديا".
يرى "الموجي" بأنه ظُلم في الجوائز التي لم ينالها ويرى أن لجان التحكيم في مصر لها فكر غريب لا يفهمه، ومع ذلك حصل على جائزة عن فيلم "دائرة الغضب" عن دور لم يتعد الدقيقتان، ووجه رسالة بسببها للوسط الفني: "إذا كان عادل إمام هو نجم النجوم حاليًا وأول كوميديان يحطم قواعد الفتى الأول، فأنا أول كوميديان يحصل على جوائز دولية".
وتوفي نجاح الموجي داخل منزله، في 25 سبتمبر 1998، عن عمر ناهز الـ53 عاما.
تعليقات الفيسبوك