بعد «محمد حسين».. التكرار أساس أفلام «بلدوزر الألفية»
محمد سعد
9 سنوات تصدر خلالها الفنان محمد سعد بطولة أعماله السينمائية، والتى حاول خلالها الالتزام بتقديم شخصيات فنية متنوعة، حظى خلالها بفترة ازدهار واضحة فى بداية الألفية ليحقق أعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية بفيلمى «اللمبى» و«اللى بالى بالك» مع المخرج وائل إحسان، والذى كان بمثابة حجر الأساس الذى أهّله لاستمرار نجوميته، إلى أن أطلق عليه الجمهور لقب «البلدوزر»، الذى يخشاه نجوم الصف الأول أمام شباك التذاكر، حتى سيطر قالب التكرار على أفلامه وغابت القيمة والموضوع، وانخفضت الإيرادات بصورة ملحوظة، واقترن اسم «سعد» بآخر القائمة عندما يدخل فى منافسة مع عدد من الأعمال الأخرى.
عدد من المخرجين والمؤلفين تحدثوا لـ«الوطن» عن تراجع «سعد» وانهيار إيراداته، خاصة بعد طرح فيلمه الأخير «محمد حسين»، الذى لم يربح إلا 3 ملايين جنيه منذ طرحه بالسينمات مقارنة بالأعمال المنافسة الأخرى.
من جانبه، قال السيناريست وليد يوسف، مؤلف فيلم «تحت الترابيزة»، إن الفنان محمد سعد نجم كبير ولديه رصيد سينمائى قوى رغم تراجع إيراداته فى السنوات الأخيرة، وسبب ذلك هو أنه عندما يعمل بمفرده لا يقبل النصيحة من أحد، ودائماً ينفذ ما يدور فى رأسه، ومن الممكن أن يوهم المخرج والمؤلف بقبوله النصيحة إلا أنه لا ينفذها فى النهاية، وهذا بالتأكيد يؤثر سلبياً على أدائه لأن كل نجم يجب أن يستمع إلى من حوله ويأخذ النصائح على وجه الجدية ويضعها فى اعتباره بصورة ملحوظة، ويتابع رد فعل الجمهور.
وأضاف «يوسف» لـ«الوطن»: محمد سعد له جمهوره فى الخارج، فهو يحقق إيرادات عالية فى دول الخليج أكثر من مصر، لأنه ما زال من نجوم الصف الأول هناك، كما أنه يحتاج فى بعض الوقت إلى إمكانيات مخرج متمكن يستطيع فرض رأيه عليه، حيث ظهرت إمكانيات «سعد» الحقيقية عندما عمل مع المخرج شريف عرفه فى فيلم الكنز، الذى استطاع أن يخرج منه أفضل الإمكانيات، وتابع: يجب على «سعد» خلال أفلامه المقبلة أن يتقبل رأى الآخر، ويقبل النصيحة، حتى يستعيد بريقه ويستطيع أن يتصدر شباك التذاكر مرة أخرى أو على الأقل ينافس.
وقال شريف عادل، مؤلف فيلم «محمد حسين»: «حاولت تغيير فكرة اعتماد محمد سعد على شخصية اللمبى فى الفيلم الجديد، فهو شخص ذكى، ويستطيع أن يوظف إمكانياته بطريقة صحيحة، لذا فلم تكن هناك أى أهداف مسبقة بأن أكتب لسعد شخصية تشبه اللمبى أو كركر». وأضاف: بعد فيلم الكنز كان لا بد أن تكون عودة «سعد» مختلفة وغير متوقعة للجمهور، وهذا كان تحدياً فى الكتابة ولقدرات «سعد» التمثيلية، والتى أثبتها تماماً، لذا لم أعتمد على أى كاراكتر ظهر به من قبل، ففيلم محمد حسين يدور فى إطار اجتماعى، وهدفنا أن نوصل للجمهور أن شخصية محمد حسين موجودة فى كل مكان.. موجودة عند الجميع فى صعوبات حياتهم، فهو إنسان مصرى يبحث عن وجوده وقيمته، ويشبهنا جميعاً، والمقصود من القصة أن تخرج شخصيته طبيعية وتلقائية بشكل كبير، وتوضيح مفهوم القيمة لدى الشخص، ورؤية الشخص لذاته وتقديرها.
بينما قال صفوت الهلباوى، نائب مدير التوزيع بشركة دولار فيلم، عن تراجع إيرادات فيلم «محمد حسين»، الذى يعرض حالياً، إن الأمر يتوقف بصورة كبيرة على الإنتاج الضخم للأعمال، فالجمهور أصبح متطوراً بصورة ملحوظة ولديه رؤية فنية سينمائية مهمة وواعية، ومن الواضح فى الإعلان التسويقى للفيلم غياب الإنتاج مقارنة بالأعمال المنافسة، نافياً أن يكون السبب وراء تراجع الفيلم يخص التوزيع أو الدعاية، لأن الشركة المنتجة بذلت قصارى جهدها فى توظيف عناصرها كاملة وتوزيع الفيلم فى جميع دور العرض، مضيفاً أن مضمون الفيلم كان يجب أن يعرض فى وقت آحر غير عيد الفطر، وكان هذا سيمكنه من تحقيق إيرادات أعلى مما حققه الفيلم فى السينمات حالياً.
وقال المخرج سامح عبدالعزيز إن الفن متغير بمرور الزمن، و«سعد» نجم ذكى وناجح وعندما ينوى أن يقدم شيئاً يضعه فى رأسه وينفذه بالفعل، ورغم أن الإيرادات لم تكن فى صالح «سعد» خلال مشواره الفنى الأخير، لكنها لم تكن السبب الأول فى نجاح العمل، فـ«سعد» بدا كشخص يبيع «كوميكس» فى مصر من خلال كل أفلامه، مضيفاً أن «سعد» يحتاج أيضاً إلى سيناريو يبعده عن قالب التكرار رغم نجاحه سابقاً.