من جديد يقرر محمد سعد أن يخذل جمهوره، وأن يراهن على نفسه فقط، يرفض أن يتعلم من أخطائه المتكررة خلال السنوات السابقة، ويواصل السقوط والاحتراق كنجم كان له مكانته الخاصة فى السينما وصندوق الإيرادات المصرية، فيلمه الجديد «محمد حسين» لم يتجاوز المليونى جنيه، ما جعله يتذيل قائمة إيرادات أفلام موسم عيد الفطر.. كيف وصل محمد سعد لهذه المرحلة بعد سنوات من النجاح والسيطرة على شباك التذاكر؟
قبل عشر سنوات كان اسم محمد سعد مثل الحلم لأى مؤلف أو مخرج أو نجمة كبيرة للعمل معه لتحقيق النجومية والشهرة التى يحلم بها أى شخص فى عالم صناعة السينما، المنتجون كانوا يطاردونه للعمل معه، فهو بالنسبة لهم أشبه بالفرخة التى تبيض ذهباً، ولم لا وهو واحد من أصحاب الإيرادات الخيالية فى عالم صناعة السينما، فعلها أكثر من مرة فى أفلام اللمبى، اللى بالك بالك، وكركر، عوكل، بوشكاش، اللمبى 8 جيجا، ظل سعد واحداً من ملوك الإيرادات بداية من عام 2002 وحتى عام 2010 بفيلمه اللمبى 8 جيجا، بعدها بدأ سعد الدخول فى نفق مظلم وتراجع شديد لنجوميته مع تقديمه فيلمه «تك تك بوم» عام 2011، الذى لم يحقق الإيرادات التى كانت تتوقعها منتجة الفيلم إسعاد يونس.. سعد بعد نجاح فيلمه الأول اللمبى وتجاوز إيراداته حاجز الـ27 مليون جنيه وقتها، أصاب السوق السينمائية بحالة من الصدمة، انعكست بالطبع على طريقته وأسلوبه فى التعامل، بدأ يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى صناعة أعماله، مع من سيتعاون بداية من المنتج والمؤلف والمخرج والأبطال، يفعل بالنص السينمائى ما يحلو له، يحذف أدواراً ويضيف لمساحة دوره، يدخل إلى مونتاج العمل ويقوم بترتيبه من جديد على حسب رؤيته دون الرجوع لمخرج العمل، لا يسمح لأى ممثل آخر بجواره أن يقول كلمة واحدة من الممكن أن تلقى استحسان الجمهور وتنتزع ضحكاته، القصص والحكايات فى هذه المنطقة تحديداً لسعد كثيرة وممتلئة بمواقف تدين سعد وجميع المنتجين والمخرجين الذين تعاونوا معه، كان من السهل أن تستمع إلى حكاية جديدة عن اشتباك سعد مع مخرج فيلمه خلال تصوير الفيلم أو أثناء عملية المونتاج، فعلها فى فيلم عوكل مع المنتج محمد السبكى، وبعدها قال له السبكى حرفياً لو هشحت مش هشتغل معاك تانى، وبالفعل نفذ السبكى ما هدد به سعد وانتقل سعد بعدها للعمل مع شقيقه أحمد السبكى، الأكثر سيطرة وفهماً لطبيعة محمد سعد، بالإضافة إلى أنه يشترك مع سعد فى عدم احترامه للنص السينمائى أو رؤية المخرج من الأساس، ويتعاملان مع العمل الفنى كونه طبخة! يجتهدان فى وضع جميع أنواع التوابل بها لتنال استحسان الزبون! ربما يكون المخرج سامح عبدالعزيز واحداً من المخرجين الأكثر سيطرة على محمد سعد وأحمد السبكى خلال تعاونه معهما، يترك لهما مساحة معينة لتنفيذ ما يريدان ولكن فى النهاية ينفذ رؤيته الإخراجية كاملة.. كان من الطبيعى أن يحتمل الجميع محمد سعد وتصرفاته وتدخلاته ما دام يحقق الملايين، وكان من الطبيعى أيضاً أن تتراجع أسهمه ونجوميته بعد دخوله فى دوامة إخفاقات متتالية فى أكثر من عمل، فى كل مرة كان سعد لا يصدق أن الجمهور لا يضحك وهو يشاهد أفلامه متخفياً معهم، يشعر أنه فقد خلطته السحرية، ولم يعد قادراً على انتزاع ضحكاتهم التى تتم ترجمتها فوراً لإيرادات ونجاح، اعتقد المقربون منه أنه سيغير طريقته وسيترك نفسه لآخرين أكثر موهبة، ليحاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشواره الفنى، فعلها عندما وافق على الاشتراك فى بطولة فيلم الكنز، قدمه شريف عرفة فى دور خارج جميع التوقعات، قام سعد بالتمثيل لأول مرة فى مشواره الفنى عقب صعوده على عرش النجومية، الجمهور بدا مستغرباً من هذا الممثل الذى يلعب الدور أمامهم، ماذا حدث لمحمد سعد، توقع البعض أن يطلق سعد إفيهات اللمبى وهو يؤدى دور رئيس القلم السياسى بالفيلم، ولكن سعد رغم إشادات النقاد والجمهور بدوره، فإنه لم يشعر بالنجاح لأن الفيلم لم يحقق الإيرادات الضخمة التى كان يتوقعها، فهو لا يرى فى النجاح إلا الإيرادات الكبيرة، قرر أن يعود مرة أخرى لمنتجه أحمد السبكى ليوقع فيلمه الجديد «محمد حسين» الذى خيب توقعات جمهور سعد، وبات محمد سعد مثل كوميديان تجاوزه الزمن، وأصبح غير قادر على إضحاك جمهوره، أو حتى على الأقل احترامهم.