رحلة أب فى البحث عن متبرع بالدم: «بنتى هتروح منى يا عالم»
«إبراهيم» حاملاً لافتة الاستغاثة
وجه حزين، وملامح يائسة، وعينان تذرفان الدمع، هكذا تبدو حالة الأب محمد إبراهيم، 65 عاماً، الذى ترك منزله وجاب شوارع القاهرة كعابر سبيل حاملاً بين يديه لافتة كتب عليها مشكلته بخط يده، ربما يساعده أحد فى إنقاذ ابنته التى ترقد بأحد المستشفيات.
«بنتى هتعمل عملية قلب مفتوح محتاجة 6 أكياس دم، ولو مش قادرين على التبرع ادعولها، ماليش غيرها».. أيام عصيبة يمر بها «إبراهيم»، محاولاً التعلق بأى أمل لإنقاذ ابنته «هاجر»: «مش معايا فلوس أشترى أكياس الدم لبنتى وشايفها بتموت قدامى، نايمة فى المستشفى بين الحياة والموت، قلت أخرج أشوف ولاد الحلال»، اختار الرجل الستينى أن يقف أمام محطة سكك حديد مصر برمسيس بسبب الكثافة التى تشهدها هذه المنطقة، وهناك وجد من يتبرع له بمبالغ بسيطة، ومن وافق على التوجه للمستشفى للتبرع بالدم.
«فيه ناس فاكرانى بشحت أو بتاجر ببنتى ومرضها، بس لولا الحاجة اللى أنا فيها ماكنتش وقفت فى الشارع وذليت نفسى، الحالة اللى أنا فيها دى أهون عليا من إنى أشوف بنتى بتموت قدام عينيا ومش قادر أعملها حاجة»، بحسب «إبراهيم»، الذى يخرج من التاسعة صباحاً حتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، باحثاً عن متبرع يصدق فى وعده، لأنه قابل الكثيرين غير الجادين فى وعدهم: «ناس بتاخد منى اسم المستشفى والحالة ومش بتروح تتبرع، بقالى 3 أيام كده لا أكل ولا شرب، أخرج أدور على متبرعين لبنتى وأرجع البيت أريح جتتى كام ساعة وأخرج تانى لحد ما ربنا يكتب لبنتى الشفا على خير».