مراكز التأهيل: هنا تدريب الشباب على اختيار «شريك الحياة»
مراكز تأهيل المقبلين على الزواج بوابة السعادة
انتشرت مراكز تأهيل المقبلين على الزواج بشكل مكثف الفترة الأخيرة، وزاحمت إعلاناتها الأعين فى كل مكان، على مواقع التواصل الاجتماعى، والمواصلات العامة، وعلى جدران البيوت، والشوارع، مرفقة بأرقام الهواتف، وأحياناً بمحتوى برنامج الدورة التدريبية المُقدَّم للطرفين، مُذيل بعدة أسباب تدفع القارئ للتفاعل مع الإعلان، منها: «كى تنعم بحياة سعيدة»، «الجواز مش قسمة ونصيب»، «لحياة زوجية أفضل».. «الوطن» تواصلت مع عدد من هذه المراكز، للتعرف على برامجها، والتقت أشخاصاً تلقوا الخدمة، لتسألهم عن انطباعاتهم.
بالاتصال بأكاديمية «الرحمة»، التى تعلن عن تقديم إرشاد أسرى وتربوى ونفسى، وتأهيل للزواج، جاء صوت «محمود رضا» عبر الهاتف، مسئول العلاقات العامة بالأكاديمية، يخبرنا بتوافر «كورسات» تأهيل المقبلين على الزواج، وتوجيههم للاختيار الصحيح، عبر شرح وتقديم مراحل اختيار الشريك، وفهم الفروق الفردية بين الجنسين، وتعلم تقبلها، والتأقلم معها، والتكيف عليها، وأسلوب التعامل الأمثل بين الطرفين، إضافة إلى كيفية تأسيس بيت، وإدارة شئونه، وطرق تعامل الفتاة مع الزواج والحمل، وفترة المراهقة لأولادها.
تُقَدم «الكورسات» بشكل فردى أو ثنائى، يقول مسئول العلاقات العامة بالأكاديمية: «بعد الخطوبة بييجى الطرفين بالاتفاق، أو بيحضر طرف واحد فى حال رفض الآخر، وبيتلقى المحتوى بشكل خاص بينه وبين المحاضر، يقدر خلالها يسأله ويستشيره ويستفسر عن كل شىء».
تبدأ من 500 جنيه للطرفين.. والسيدات أكثر إقبالاً.. والفئات الأكثر تفاعلاً من 23 إلى 35 عاماً
الفتيات والسيدات هن الأكثر إقبالاً على دورات تأهيل المتزوجين، يقول: «الست تملك وقت فراغ أكبر، واهتماماً أكثر بالتفاصيل، وإحساسها أكبر بوجود المشاكل، لذا تبدو أحرص على اتخاذ السبل لحلها، والإقبال على الدورات يزداد فى شهور الصيف، فهى موسمية، يعنى بننشط جداً فى شهور 7 و8 و9، عقب عيد الفطر، لكن فى شهر رمضان ما بيكونش فيه إقبال تماماً».
يتلقى المتقدم فى الدورة 5 جلسات، تمتد الواحدة لـ5 ساعات، مرتين أسبوعياً، ويتلقى فى نهايتها شهادة حضور للدورة، وتناقش المحاضرات فهم الفروق الفردية، وكيفية الاتفاق فى القضايا المشتركة، ثم محاضرة بعنوان لـ«ننقذ زواجنا»، ثم «أريد حلاً» لمناقشة المشكلات، وأخيراً محاضرة عن ليلة الزفاف والدخلة، ويحاضر فيها مجموعة من الأطباء ذوى التخصصات المختلفة، يقول «رضا»: «الأمر يحتاج ممارسة علاجية أكثر منه تخصصاً طبياً، ما دام قد استمر سنوات فى ممارسة هذا النشاط».
الفئة العمرية الأكثر تفاعلاً تتراوح بين سن 23 و35 عاماً، ومن حيث المناطق، فالقاهرة أكثر وعياً وتفاعلاً مع محتوى دورات تأهيل المتزوجين، مقارنة بالوجه القبلى، يضيف: «كلما ارتفعت نسب الطلاق، زاد احتياج الشباب لهذه الدورات، وتصبح ضرورة لا غنى عنها».
"رضا": "الإقبال يزداد فى الصيف".. و"ميرى": "انتشار الطلاق يدفعهم للحضور"
بعض الآباء والأمهات يهملون، وأحياناً يجهلون تأهيل أبنائهم لمرحلة الزواج، وهنا يأتى دور تلك الدورات لشرح وتبسيط كافة الأمور الغامضة والملتبسة للطرفين، بحسب «محمود رضا»، وتقدم الدورات بسعر يبدأ من 500 جنيه للثنائى.
لا يختلف الأمر كثيراً فى معهد «الشرق الأوسط» للتدريب، سوى اقتصاره على تقديم دورات تأهيل المتزوجين للمسيحيين فقط، وهى مستقاة من تعاليم الكتاب المقدس، فبحسب «ميرى»، مسئولة تنظيم الدورات، يؤهل المعهد الشباب المسيحى المقبل على الزواج عبر 6 محاضرات، يتناول فيها الطبيب المختص موضوع الانتقال من العيش مع الوالدين لبيت الزوجية، وبدء الحياة الجديدة، ثم يتطرق لقضية بعنوان «الرأس والمعين»، عن طبيعة العلاقة بين الزوجين، وكيفية قيام الرجل بدور الرأس، والسيدة بدور المعين له، وكذلك يتناول كيفية إدارة الحياة الأسرية مالياً، ثم يتطرق للحياة الجنسية بين الزوجين، والرومانسية والتواصل والإخلاص بينهما.
تجد «ميرى» الإقبال متساوياً من الجنسين، وبالتحديد للأعمار التى تبدأ من 25 عاماً، ويدفعهم لذلك مخاوفهم نتيجة كثرة حالات الطلاق والانفصال والزواج الفاشل.
قبيل زواجها بثمانية أشهر، وجدت «مفيدة شهبور» هذه الإعلانات أمام عينيها، فقررت الاتصال وخوض التجربة، وتلقى هذه الدورات لمعرفة كيف يمكنها الاستفادة منها، خاصة لمعقولية أسعارها، فأبلغت خطيبها بنيتها، واصطحبته للدورة، تقول: «كنت عايزة أعرف إيه علامات الارتباط الناجح، إزاى نتخطى أى مشكلة بينا، إزاى أتعامل لو فيه فرق فى السن أو المستوى التعليمى أو المادى، وأحافظ على الحب بينا بشكل دايم».
ترى «مفيدة» أن الدورات أفادتها، وتعلمت فيها بعض الإرشادات التى ساعدتها على فهم شريكها فى العلاقة، وتنصح الفتيات المقبلات على الزواج بضرورة تلقى مثل هذه الدورات، وعدم التسفيه من محتواها، مع ضرورة الوعى للتفريق بين من يقدمون محتوى مفيداً، ومن يتخذونها «سبوبة» بحسب وصفها.