المقاطعون: فاتنا القطر والظروف كانت أقوى مننا
فرغلى
الزواج حلم يتمناه الجميع، لكن البعض تحطمت أحلامه على صخور عوائق الحياة سواء الظروف المادية أو الاجتماعية أو الأسرية، ومر قطار العمر بالبعض دون أن يدرك أنه وصل إلى مرحلة اللاعودة لتحقيق الأحلام بعدما تجاوزت أعمارهم سن الـ40. 28 عاماً من عمل فى السعودية كانت كفيلة بقتل رغبة سعيد محمد فى الزواج، وعن هذه التجربة قال: «اهتمامى بالسفر كان من أجل تجهيز إخواتى الخمسة للزواج بعد وفاة والدى، وكان هذا دافعاً كبيراً لعدم تفكيرى فى الزواج خلال مرحلة الشباب»، صاحب الـ60 عاماً الذى كان يعمل فى مهنة الكهرباء، واصل سرد الحكاية قائلاً: «عندما تقدم العمر بى وفكرت فى الارتباط وجدت أن خطيبتى مادية وتطمع فى الأموال التى جمعتها طوال وجــودى بالخارج، وطبعى الصعيدى جعلنى أكره الأشخاص الذين يفكرون بهذه الطريقة فانفصلت عنها».
سيد حسين، موظف إدارى، 56 عاماً ويصر بشدة على رفض فكرة الزواج نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التى مر بها والتى لخصها بالقول: «فى بداية عملى كــان مرتبى 1000 جنيه ولم يكــن بإمكانى الزواج وتحمل مصاريف زوجة وأولاد بهذا المبلغ الضئيل، الذى كنت أستطيع من خلاله السكن فى شقة بالإيجار وباقى المرتب يتم إنفاقه على مستلزمات الحيــاة المعيشية من أكل وملبس، أغلب اليوم كان بيضيع فى شغلى الإدارى وحاولت أعمل فى وظيفة أخرى بجانبها لكن الوقت لم يسعفنى لذلك، وبنات الناس مش لعبة علشان اتجوزهم وأبهدلهم معايا، وحالياً باخد معاش 750 جنيهاًً، هصرف بيهم على زوجة وأكون أسرة إزاى؟ مرتبى بيكون على قد مصاريفى».
"سعيد": خطيبتى كانت طماعة.. و"سيد": بنات الناس مش لعبة
«فيه ناس كتير اتقدمتلى بس كانوا بيرفضوا يكملوا رغم إنى ماعترضتش على عريس قبل كده، وأخويا كان سندى فى الحياة وكان عندى أمل فى الجواز، ولكن بعد وفاته بدأت أفقد الأمل واكتفيت بالجلوس مع أمى فقط، كان نفسى أخلف بنت علشان كانت تساعدنى فى الوقت اللى أنا فيه ده»، كلمات مؤثرة خرجت من سعاد إبراهيم، صاحبة الـ62 عاماً، موضحة أن حبها لأمها جعلها تفرط فى حلم عمرها، وأضافت: «كل الناس اللى اتقدمتلى بعد وفاة أخويا كانوا يرغبون منى فى عدم الذهاب لوالدتى سوى يوم فى الشهر، وعندما وضعت شرطاً لزيارتها لمدة 4 أيام على الأقل شهرياً، كانوا يرحلون ولا يعودون إلى البيت مجدداً».
«كنت أعمل باليومية فى مختلف المهن، ولكن ظروفى المادية كانت صعبة ماقدرتش أخوض تجربة الجواز، وزادت الصعوبة عليا بعد طلاق أختى وجلوسها معى وتحمل مصاريفها، كنت هتقدم لواحدة بأى منطق؟ هروح أقول لأهلها جوزونى بنتكم وأنا مش قادر أصرف على نفسى؟»، هكذا تحدث أحمد فرغلى، صاحب الـ44 عاماً، وتابع: «أخذت عهداً على نفسى بعدم الزواج مطلقاً سوى بعد زواج أختى مرة أخرى للاطمئنان عليها ولتخفيف ضغط العمل الذى زاد كثيراً بسبب العبء المادى الذى تحملته بوجودها، كنت بتمنى إنى أخلف ولد يسندنى لما أكبر فى السن ويقدر يصرف عليا ويعالجنى من العجز الذى أصابنى، بعدما أصبحت أستخدم الكرسى المتحرك».