«إحنا بنشترى راجل».. عائلات تنازلت عن عادة «ادفع عشان تتجوز»
صورة أرشيفية
تكاليف باهظة تُلقى على كاهل الشاب المتقدم لخطبة «شريكة حياته»، مسببة له ولأسرته ضغوطاً نفسية ومالية، تؤدى فى كثير من الأحيان إلى انتهاء الارتباط، إلا أن بعض الأسر قررت تفعيل المثل المتوارث «باشترى راجل» عند خطبة بناتهن، من خلال عدم المغالاة فى التزامات زوج ابنتهم المستقبلى، والتنازل عن بعض الطلبات «المرهقة» للعريس، وتقدير الظروف الاقتصادية للشاب المتقدم، وتيسير الخطوات المؤدية لإتمام مراسم الزواج، طالما أنه يتمتع بصفات حسنة. يروى أصحاب تجارب تيسير الزواج حكاياتهم لـ«الوطن»، عن تفاصيل تنازلاتهم للتخفيف فى عملية الزواج، حيث تحكى فاتن عبدالغنى، ذات الـ50 عاماً، أنها تنازلت عن عدة أمور لإتمام زواج ابنتها الكبرى، على رأسها شراء العريس المتقدم لخطبتها «شبكة»: «قدّرت أنه لسه فى بداية حياته، وقولتله لما ربنا يكرمك بعد الجواز، جيبلها طقم دهب»، خاصة أن راتبه الذى يتقاضاه من عمله فى مجال المحاسبة لا يتجاوز الـ4 آلاف جنيه»، كما أنها رضيت بعدم إقامة حفل خطوبة وزفاف، توفيراً للنفقات، على أن يسافر العروسان لأداء مناسك العمرة فى بداية حياتهما الزوجية: «أهم حاجة عندى الأخلاق وإنه متدين، وهيصون بنتى ويحافظ عليها.. الفلوس مش كل حاجة». دعوات تيسير الزواج تنشرها «فاتن» بين صديقاتها فى دروس الدين بالأزهر الشريف، فى ظل مقارنة العديد منهن بين المتقدمين لخطبة بناتهن: «لقيت واحدة طالبة إن بنتها تقضى شهر العسل فى المالديف زى بنت خالتها، وهى عمرها ما صيفت فى الساحل الشمالى حتى».
"فاتن": جوزت بنتى من غير شبكة وفرح.. و"هاجر": اتنازلت عن المهر عشان بحبه
أما هاجر محمد، 29 عاماً، فقررت الدفاع عن حبها والصمود أمام مطالب أهلها ومحاولة تقليل النفقات على حبيبها لإتمام الزواج، خاصة بعد تركه عمله، فرضيت بـ«دبلة»، ولم يمر شهر على الخطبة وحصل خطيبها الذى يعمل مهندساً على فرصة عمل فى الكويت، ورغم الاتفاق على الخطبة بعام فقط زادت إلى 4 وبالصبر اجتازوا الصعاب، وحددا موعد الخطبة فى يوليو المقبل.
شعر أهل الفتاة التى أراد محمد نور، مطور مواقع إلكترونية، 30 عاماً، التقدم لخطبة ابنتهم بمعاناة الشباب المتقدم للزواج وقدموا له كافة التسهيلات: «لما اتقدمت لأهل العروسة قالولى مش عايزين نتقل عليك فى حاجة ولا هنطلب ماركات معينة، اللى تقدر عليه جيبه، كانوا ممكن يتخانقوا معايا لو جبت حاجة غالية، ورغم رفض الأهل أحياناً أن تسكن الفتاة فى منزل إيجار جديد خوفاً من عدم الاستقرار إلا أنهم وافقوا». «إحنا بنشترى راجل».. كان هذا هو المثال الذى طبقته أسرة الفتاة التى أراد «محمد» الارتباط بها متنازلين عن تكاليف الفرح، مر على زواجهما 5 سنوات، ولم تحدث بينهما خلافات: «حماتى رزقى من الدنيا زى مراتى اللى صاينة بيتى». قصة حب كبيرة بدأت بين سارة عادل، 30 عاماً، وشريك حياتها منذ التحاقهما بكلية التجارة، واتخذت الفتاة قرارها بالتسهيل على خطيبها حيث لا تزيد تكاليف الزواج على 60 ألف جنيه. ولم يقف الأهل أمام سعادتهما كما ذكرت: «كنت عارفة إن بقاله 4 سنين بيحوش عشان يقدر يتقدم وعلشان هو كان طموح أهلى ماوقفوش قدام سعادتى ووافقوا على الجواز بعد الاستغناء عن الخطوبة والفرح وكتب الكتاب فى البيت توفيراً فى النفقات».