السندريلا متحف مجمَّد وحكايات لا تنتهى
سعاد حسنى
ثمانية عشر عاماً مرت على رحيل سندريلا الشاشة العربية سعاد حسنى، دون أن يظهر وريث فنى لها، مئات الفنانات والممثلات اللاتى ظهرن بعدها، وربما حمل بعضهن جزءاً بسيطاً من حضورها وطلتها، ولكن لم تستطع أى منهن أن تكون بديلة لها، فـ«سعاد» كانت وما زالت مزيجاً يصعب تكراره من الجراءة والبراءة، تحمل بداخلها تفاصيل ومشاعر يصعب على أى ممثلة أخرى أن تحملها، وربما كان هذا السبب الرئيسى أن تظل حاضرة فى عقول وقلوب الجمهور بمختلف أعمارهم وفئاتهم رغم سنوات الغياب الطويلة، «الوطن» قررت أن تقلب صفحات كتاب حياة السندريلا، فى محاولة لن تكون الأخيرة، للكشف عن عوالم خفية فى حياتها.
"جانجاه": كانت نِعمَ الأخت.. وحملت مرتين من المخرج على بدرخان ولم يكتمل الحمل لأسباب طبية
منذ 18 عاماً، وتحديداً يوم 21 يونيو، وصلت أنباء المأساة التى كانت أكبر من احتمال الجميع، فى مشهد مهيب، انتظرتها جموع الشعب وأصدقاؤها الفنانون وعائلتها، كل من عشق سندريلا الشاشة، لكن ليس للتصفيق هذه المرة كما كانت معتادة، بل فى انتظار وصول الصندوق البارد الذى وضع بداخله جثمان الفنانة بعد وفاتها فى لندن، بمشاعر مختلطة بين الحزن والصدمة، تابع الحضور المشهد النهائى فى العرض الأخير، عن حياتها ونشأتها وعن ما تبقى منها ومتحفها المنتظر، تتحدث جانجاه عبدالمنعم، الأخت غير الشقيقة لسعاد لـ«الوطن»:
بعض ما تبقى من سعاد حسنى بعد18 عاماً على رحيلها
«تبقى أكثر من نصف مقتنياتها بشقتها بالزمالك، فهى كانت إيجاراً، وتسلمها صاحب العقار بمجرد وفاتها، لأن زوجها ماهر عواد لم يستطع العيش بدونها، ومنذ إعلان الوفاة دخل فى حالة نفسية سيئة، فهو كان له الحق الوحيد فى شقتين، الرابع والثامن، كل مقتنياتها وُزعت على الورثة، 5 من أخواتها من والدتها، وأختها الشقيقة كوثر وزوجها، وجاء اختيارنا كأخواتها من والدتها أن نحتفظ بكل شىء كانت تحبه، منها بعض الفساتين والملابس المشهورة، والمقعد والمرآة الخاصان بها، إضافة إلى الأحذية والإكسسوارات، وبقية المقتنيات مثل «الأورج الكبير والصغير» ما زلنا نحتفظ به، وجمعناها فى مكان بعيد عن القاهرة، على أمل أن تطلب الدولة أو وزارة الثقافة أن تضم جميع مقتنياتها فى متحف للحفاظ عليها، باعتبارها «كنزاً» يمكن للدولة أن تستغله، وتنفيذ ذلك يحتاج مجهوداً غير طبيعى، وتكرر الأمر عندما وعد رئيس مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية، المخرج المصرى مجدى أحمد على، بتصميم تمثال لسعاد حسنى، بعد موافقة المحافظ فى أحد ميادين شرم الشيخ، لكن لم يأخذ أحد خطوة تجاه الأمر.
كانت نِعمَ الأخت الكبرى، ووالدتها انفصلت عن والدها بعد علاقة خاصة جمعت بينهما، وانتقلت سعاد للعيش بيننا مع والدى عبدالمنعم، الذى كان له الفضل فى دخولها الوسط الفنى، فالشاعر عبدالرحمن الخميسى كان صديق والدى الذى رغم أنه كان مفتشاً فى التربية والتعليم لكن كان لديه إحساس فنى عال، والدى علمها الكتابة والقراءة لأنها كانت صغيرة.
سعاد حملت مرتين من المخرج على بدرخان، ولم يكتمل الحمل لأسباب طبية، فهى كانت تحب الأطفال لدرجة كبيرة، وكانت العملية التعويضية أنها كانت أكبر منى بـ17 عاماً، فكانت تعتبرنى ابنتها، وكنا باستمرار معاً، واشتد ذلك الترابط عندما مرضت والدتى، فهى تعرضت لمرض شديد فى أواخر حياتها وأصُيبت بفشل كبدى وكلوى وسكر، وكنا نقيم بشقة والدتى، وكانت تحب أن نكون حولها، وهذا من الأسباب التى جعلتها لا تسافر إلى باريس، إلا أن والدتها توفيت عام 1996.
لم تفكر فى الاعتزال إطلاقاً، حتى فى أواخر أيامها، رغم مرضها الشديد، كانت تحضر لأعمال جديدة عقب عودتها من باريس، مع ماهر عواد زوجها والمخرج على بدرخان، والأشعار التى سجلتها فى BBC كانت تنوى أن تحولها إلى التليفزيون المصرى، وكانت هناك أغانى أشعار تستعد لتصويرها على طريقة الفيديو كليب»، وأنهت حديثها عنها «ليتك ما ودعتينا، يا ليتنا كنا توفينا وأنت تظلين على قد الحياة، فالحياة من دونك ليس لها قيمة.
فنانون: سعاد حسني كانت متواضعة وإنسانة واستثنائية
«سعاد المطربة».. ضحية «نجاة» ومنافستها
«السندريلا» و«العندليب».. قصة حب أفسدها الفن