«هدى»: نفسى أبقى أكبر مصممة خزف فى مصر وأجمع إخواتى فى بيت واحد
محررة «الوطن» مع «هدى»
«الخزف يضفى سعادة على روحى، وإبداعى بالورشة لا حدود له»، هكذا بدأت هدى مصطفى، 13 عاماً، مقيدة بالصف الأول الإعدادى، حديثها لـ«الوطن»، بينما يداها ممزوجتان بطين الصلصال، وهى منهمكة فى تصميم شكل ما زال غير واضح المعالم، تحيطها قطع صغيرة من الخزف صممت بخيال واسع، مضيفة «أتقنت فن الخزف، بمجرد التحاقى بدار رعاية الفتيات بالدقى، لأنه بعيد عن الروتين ولا حدود لحرية الإبداع به، بلعب مع الخامات بتلقائية شديدة، وأصمم كل ما يدور فى خيالى».
تقضى هدى ساعتين كل يوم فى الورشة، خلال فترة الدراسة، وفى الإجازة تصل إلى 6 ساعات يومياً، «بالنسبة لى ورشة الخزف أهم حدث فى يومى، وأعتبر نفسى مديرة للورشة، والمدرب يشجعنى على ذلك ويمنحنى الفرصة لأصمم كل ما أرغب فى تصميمه».
الطفلة التى تحلم بأن تصبح أكبر مصممة لمنتجات الخزف والديكور فى مصر، تصمم من 3 إلى 4 قطع يومياً، بنحو 120 قطعة شهرياً، تتنوع بين أطباق للفاكهة ومزهريات وأكواب وقطع للديكور وشمعدان وغيرها، ويتم بيع هذه المنتجات فى معرض المؤسسة.
تقضى ساعتين يومياً فى الورشة خلال فترة الدراسة.. وتنتج 120 قطعة شهرياً.. ومدرب الورشة يشجعها على تنمية مواهبها والمذاكرة والإبداع
ولدت هدى فى الكويت لأم فلبينية الأصل وأب مصرى، وعاشت هناك أكثر من 10 سنوات، بعدها عادوا إلى مصر، وحدثت خلافات بين الأب والأم انتهت بانفصالهما، ثم تصاعدت الخلافات، فاضطرت الطفلة وشقيقتها الأصغر إلى الانتقال للعيش مع عمهما، الذى لم يستطع تحمل تكاليف إقامتهما عنده، فقرر إدخالهما دور رعاية، لكن الصغرى توسلت إليه للبقاء معه، بينما دخلت هى «مؤسسة الدقى».
الطفلة لديها أخ يبلغ من العمر 17 عاماً، ويعمل ويعيش بمفرده، ويأتى لزيارتها بشكل أسبوعى، بعدما تفككت الأسرة، وتقول هدى «تفكك عائلتى جعلنى أقوى وهتحدى الظروف والأيام علشان أثبت نفسى وأجمع أفراد العائلة من تانى، نفسى أتجمع مع إخواتى فى بيت واحد»، مضيفة أنها «مشتركة أيضاً فى كورال أطفال مصر، الذى يضم عدداً من أبناء مؤسسات الرعاية الموهوبين». واختتمت حديثها بأنها لاقت داخل دار الرعاية كل الاهتمام الذى فقدته داخل أسرتها، مؤكدة أنها وجدت من يشجعها على الصلاة وتنمية مواهبها من تشكيل الخزف والرسم، وتهيئة جو مناسب للمذاكرة، ما جعلها تتفوق دراسياً، إلى جانب التعرف على عدد من الزميلات داخل الدار، لهن ذات ظروفها الاجتماعية، ما جعلهن أقرب إلى قلبها.