«أمانى»: «موجودة فى الدار عشان أتعلم.. ونفسى أعمل ورشة خرز باسمى»
«أمانى» أثناء التطريز
خرز ملون صغير أخرجها من حالة اكتئاب قاسية مرت بها، هواية بحثت عنها ووجدت فيها نفسها، وبإرادتها استطاعت مقاومة اليأس قبل أن يتمكن منها رغم صغر سنها، خصوصاً بعد مرورها بصدمات متتالية منها وفاة والدها واصطدامها بالواقع، أو الشارع تحديداً، وفشلها فى تحقيق أحلامها فحولت اليأس والاكتئاب إلى تجربة إيجابية مميزة يحتذى بها.
أمانى ممدوح، إحدى نزيلات دار فتيات العجوزة بالجيزة، 16 عاماً، أصبحت الدار هى عالمها الوحيد بعد أن فقدت أبويها وتخلى عنها أخواتها: «ماما صباح المشرفة بتاعتى عوّضتنى عن حنان أمى التى توفيت منذ سنوات، وفى الدار لقيت ليا أخوات بيحبونى ويخافوا عليا، واتعلمت صناعة الخرز بعد ما جربت صناعة الخزف ولقيته صعب عليّا». وأكدت «أمانى» أنها سعيدة جداً بتعلمها صناعة الخرز التى وجدت نفسها فيه داخل الدار بعد ترددها على بعض الورش الموجودة فى الدار، مشيرة إلى أن صناعة الخرز سهلة ولا تستغرق وقتاً، وفى نفس الوقت مربحة لأن التكاليف قليلة مقارنة بسعر البيع.
وتابعت: «كل يوم بعد الغدا أطلع على الورشة الموجودة فى الدار، وبعمل يومياً شكل معين من الخرز، فمثلاً ممكن أعمل أطباق وممكن أعمل عرايس وممكن إكسسوارات، وأى حاجة بعملها الدار بتاخدها وتحطها فى المعرض وتعرضها للبيع وأى قطعة بتتباع لى منهم باخد نسبة عليها وبيتحط لى فى دفتر التوفير بتاعى بجانب مصروفى الشهرى والحمد لله أنا فخورة بنفسى عشان أى حاجة بعملها بتتباع فوراً، وقالت: «أنا موجودة هنا فى الدار لسببين، أول سبب علشان أتعلم وأنجح وتانى سبب عشان مبقاش فى الشارع، ومبسوطة إنى بقى معايا حرفة أقدر أسند بيها نفسى أول ما أخرج من الدار ونفسى أعمل ورشة لصناعة الخرز وتبقى باسمى وكل عائدها يبقى ليّا».