خيانة وتآمر وخطة للسيطرة.. الجيش الليبي ينتفض لتحرير غريان
الجيش الليبي.. صورة أرشيفية
جاءت استعادة القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية، السيطرة على مدينة غريان جنوب غرب العاصمة الليبية، لتشكل ضربة لعمليات الجيش الليبي نحو تحرير العاصمة من قبضة التنظيمات الإرهابية، إلا أنّ قيادات الجيش أكدت عزمها استرداد المدينة، مشيرة إلى تعرض قواتها للخيانة.
وقبل يوم من إعلان الجيش الليبي في 4 أبريل المنصرم انطلاق عمليته نحو العاصمة والمنطقة الغربية، دخلت قوات الجيش المدينة وسط ترحيب من الأهالي دون طلقة رصاص واحدة، فيما غادرت وقتها القوات الموالية لحكومة الوفاق مواقعها.
الجيش الليبي: قواتنا واجهت خيانة في غريان
وأكد اللواء المبروك الغزوي معاون آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبي، أنّ "القوات واجهت خيانة في غريان من قبل أفراد بعينهم غالبيتهم من مليشيات فجر ليبيا". وأضاف الغزوي في تصريحات صحفية، أنّ "القوات حافظت على مواقعها في غريان حتى آخر لحظة لكن آثرنا تغيير موقع غرفة العمليات والمغادرة تنفيذاً للتعليمات".
وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي طالب أهالي غريان، بالتعاون معه بعد نجاح قواته في السيطرة على مدينة غريان.
"عمليات الكرامة": كل من تآمر وخان لإبقاء تنظيم الإخوان الإرهابي سيخضع للقصاص العادل
وأكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي، أنّ "عناصر الجيش تعاملت بمسؤولية مع مدينة غريان والقواسم ووفت بوعودها ومن دخل بيته بقى أمنا".
وأضاف المركز في بيان اليوم، أنّ "الجيش لم يدخل البيوت ولم نشن حملات اعتقال، لكن الميليشياوي الذي عاش على الفساد والسطو والرزق الحرام لا يمكن أنّ يستقيم أو يطالب بدولة مؤسسات، بل جاهز لشراء ذمته ممن يدفع له، وبهذا فإنّ ما حدث في مدينة غريان هو انجرار وراء مجموعة من المرتزقة الذين لم يعوا معنى التسامح الذي تعامل به الجيش".
وتابع المركز: "من نفذ أي عمل وتآمر لبقاء تنظيم الإخوان الإرهابي وميليشياته واستمراره في نهب ثروة ليبيا وإذلال شعبها والعبث بسيادتها، سيخضع للقصاص العادل وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون".
"الوجيه المعنوي": الرد على سقوط "غريان" سيكون خلال ساعات
أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي العميد خالد المحجوب، أنّ "القوات وضعت تكتيكات عسكرية والغرفة المكلفة وضعت كل الاحتمالات في الحسبان، وغريان ستتم معالجتها خلال الساعات المقبلة".
وأضاف المحجوب أنّ "الجيش لن يترك مدينة غريان، وهناك عشرات الآلاف من الجنود والأسلحة والمعدات في محيط المنطقة بكاملها"، وقال إنّ "الجيش يحاصر المليشيات في غريان، وسيتم التعامل معهم".
كاتب صحفي ليبي: سقوط "غريان" يعبر عن حجم الدعم القطري التركي للميليشيات
من جهته، قال الكاتب الصحفي الليبي عبدالباسط بن هامل في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إنّ "سقوط غريان في أيدي الميليشيات يكشف عن أنّ هناك دعما كبيرا جدا من تركيا وقطر تحديدا، وتؤكد المعلومات أنّ هناك غرفة عمليات تركية تتحرك من تونس عبر السفارة القطرية، يشرف عليها ضباط قطريين أدخلوا أسلحة ومعدات للميليشيات وهناك عناصر قطرية ميدانية تتواجد إلى جانب الميليشيات".
وأضاف بن هامل: "سقوط غريان لا يعني خسارة الحرب، وهي ليست إلا معركة فقط لا غير، والجيش عازم على استعادة السيطرة على المنطقة، الجيش من قبل باغت هذه القوات ولم يدخل معركة بالكامل وفضل الانسحاب تجنبا لوقوع خسائر بشرية، وللحفاظ على أرواح المدنيين، في حين لم تفعل الميليشيات ذلك واستعانت بالإرهابيين مثل عناصر داعش ومن يقاتل في صفوفها مجموعات لها علاقة بالتنظيمات الإرهابية، سواء أنصار الشريعة أو القيادات المتطرفة الإرهابية".
وقال بن هامل عن فرص استعادة الجيش الليبي السيطرة على المدينة: "الجيش بإمكانه الآن استعادة المدينة، غريان هي خاصرة طرابلس وهي المدخل الجنوبي والسيطرة عليها تعني التقدم أكثر نحو طرابلس، ولكن الآن الجيش الليبي موجود في مختلف محاور طرابلس الأخرى، وله قوات مرابطة هناك يخوضون ببسالة معارك ضد الجماعات الإرهابية، واستعادة غريان أمر مهم بالنسبة للجيش الليبي وسيحدث".