زحام شديد يشهده باستمرار شارع المعز لدين الله الفاطمى، بينما فى منطقة الصاغة وداخل ورش الذهب، كان الحال مختلفاً، فقلّ عدد الزبائن، وأصبح الشراء للضرورة القصوى، فى ظل ارتفاع أسعار الذهب منذ منتصف شهر يونيو الماضى، ليصل سعر جرام عيار 21 إلى 660 جنيهاً، بفارق 40 جنيهاً عن سعره فى السابق.
ارتفاع سعر الجرام أدى إلى ضعف الإقبال
داخل ورشة عاطف يونان لصناعة وتشكيل الذهب، يجلس عدد من العمّال منهمكين فى عملهم، لمدة تتراوح بين 9 و12 ساعة يومياً، رغم أن الحال تبدّل والطلب على الذهب قلّ، كما يحرص العامل على الالتزام بالتعليمات التى وضعها «يونان»، ومنها جلب ملابس بديلة وخفيفة، لتوفر له الراحة أثناء العمل: «بنستعمل فى الشغل مية نار ومواد ممكن تبوّظ الهدوم، عشان كده بحرص إن كل واحد يغير هدومه، ويعلقها على الشماعة الخاصة به»، حيث يحرص على توفير سبل الراحة للعاملين.
يتناول العمّال وجباتهم الغذائية الثلاث أثناء العمل، وبالتناوب بين بعضهم البعض، حتى لا تتوقف حركة العمل، ففى البداية يقوم عامل بصهر الذهب داخل آلة تسمى «الوجاء»، وهى عبارة عن موقد صغير درجة حرارته مرتفعة، ثم استخراج الذهب وتشكيله على شكل شرائط، باستخدام آلة «الجلخ»، ليقوم العامل بعدها بتقطيع تلك الشرائط إلى أشكال الذهب المعتادة، كالأقراط والأساور والخواتم والسلاسل، باستخدام «قطاعة»، على حسب الشكل المطلوب، ثم صنفرتها وتنعيمها وتلميعها باستخدام موتور التلميع، ليصبح الذهب بلونه الأصفر البرّاق الخاطف للبصر.
على بُعد خطوات من ورشة «يونان» يقع عديد من ورش تصنيع وتشكيل الذهب، وعلى عتبة ورشة «وائل لتشكيل الذهب»، كما كتب على اللافتة المعلقة فوق الباب الحديدى، كان العمّال جالسين على الأرض يسكبون الماء فوق رؤوسهم من شدة الحر، قبل أن يعود التيار الكهربائى بعد انقاطعه لما يزيد عن ساعة، بسبب ضعف كابلات الكهرباء، واستخدام الورش للتيار بضغط عال، على حد قول صاحب الورشة.
تقوم ورشة «وائل» باستخراج الذهب من رمال ذات مواصفات معينة، داخل فرن بمساحة كبيرة، وباستخدام درجة حرارة عالية، ويقول الرجل الأربعينى إن ورشته هى الوحيدة من بين جميع ورش الصاغة التى تقوم بذلك العمل، لذا يحرص على صيانة الفرن على فترات زمنية متقاربة: «لو باظ هيكلفنا كتير، فبأحرص على صيانته»، متوقعاً ركود الحال فى الفترة المقبلة، وأن ارتفاع أسعار الذهب لن يأتى بالخير على المكان أو العاملين.
تعليقات الفيسبوك