مشرف "العبوات الدوائية ومستحضرات التجميل": نوفّر منتجات أفضل وأرخص من المستورد
صاحب مصنع العبوات الدوائية أثناء عمله
خلف بوابة حديدية ضخمة، تعلو أصوات الماكينات، الجدران والأراضى والحاملات الجانبية والأجولة والمحتويات والمنتجات، جميعها مطلية باللون الأبيض، علب دواء فارغة وعبوات مستحضرات تجميل منتشرة فى الأركان.
وسط تلك الضوضاء، يجوب زكريا حسن المصنع مشرفاً ومراقباً لحركة العمل، يتخصص مصنعه فى إنتاج العبوات الدوائية ومستحضرات التجميل، يقول: «أول 4 منتجات صنعناها كان بينها علبتين كريم، إحداهما مستوردة، واستطعنا توفيرها فى السوق، وعملنا أحسن منها بسعر منافس، فأوقفنا استيرادها».
يلفت «زكريا» الانتباه إلى ما تتطلبه صناعته من دقة شديدة، قائلاًً: «هى معقدة شوية لأنها علبة كريم مكونة من 3 قطع فيها حز دهبى، لازم لها ماكينة مخصوص، وأى عبوات تجميل ضرورى فيها الشكل الجذاب». يمسك بنموذج من إحدى هذه العبوات، فتبرز فى خلفية العبوة علامات ثلاث «صنع فى مصر»، و«لوجو الشركة»، و«كود البلاستيك المصنوع منه العلبة»، معبراً عن فخره بصناعته، مضيفاً: «شغلنا زى شغل بره بالظبط، بنستخدم بلاستيك خام نضيف ما بيدخلش فيه أى إعادة تدوير».
لم يكن صاحب الـ40 عاماً خبيراً بالصناعات البلاستيكية قبل بدء عمله فى مجمع «مرغم»، حيث قضى ثلاثة عقود فى العمل بقطاع السياحة، ويرى أن التصنيع عملية مربحة مقارنة بالسياحة، يقول: «شغفى بالبلاستيك والصناعات أصقلته بـ(الكورسات)، وبدأت أتعلم، وإجادتى لأكثر من لغة ساعدتنى».
«زكريا»: اشتغلت 30 سنة فى السياحة وفى الآخر اخترت التصنيع عشان مُربح أكتر.. وتكلفة مصنعى 4 ملايين جنيه
يعدد ماكينات مصنعه، وتخصص كل منها: «لون البلاستيك شفاف، وفى مرحلة (الماستر باتش) اللى بيتضاف فيها اللون الأبيض، والمثبت له آلة خاصة، وعندى ماكينة حديثة جداً متخصصة فى حقن ونفخ البلاستيك فى عملية مزدوجة»، ويشرح طريقة صناعة البلاستيك: «بيتم إنتاجه بأربع طرق، حقن فقط، نفخ فقط، الحقن نفخ، والسحب اللى بيتعمل عن طريقه الأكياس».
بالجوار تتراص كتل حديدية ذات أشكال مختلفة أطلق عليها «الاسطمبات»، تتعدد الماكينات لارتفاع مستوى الدقة المطلوبة فى تلك الصناعة، يردف: «لازم العبوات دى تطلع مظبوطة ورايقة تماماً بدون رايش أو أى علامات، لأن ده بيموت المنتج».
ترتفع تكاليف مصنعه للتكلفة العالية للماكينات والتجهيزات والعمالة: «عندى ماكينة واحدة بمليون وربع، وأخرى بنصف مليون، حتى الآن التكلفة تقريباً 3 ملايين و783 ألف جنيه».
خمسة أشهر كاملة استغرقها المصنع للتجهيز، يقول: «أنا تسلمت هنا بنية تحتية مالهاش علاقة بالتشطيب الداخلى، وعشان تخصصى مختلف كان لازم له تجهيز خاص، الأرضية مغطاة بطبقة مقاومة للتلوث، والاستاندات دى بـ47 ألف جنيه، لأنها معالجة عشان ما تلمش بكتيريا ولا تلوث وتكون مناسبة لنوع الصناعة».