ملائكة على أرض الملعب.. أطفال متلازمة داون بصحبة لاعبي بطولة أفريقيا
أطفال متلازمة داون مع لاعبي نيجيريا
ملامحهم كانت تعكس ما بداخلهم من البراءة وحب الحياة، تشابكت أصابع أياديهم الصغيرة بأيدي كبار لاعبي القارة الأفريقية على طول الطريق المؤدي إلى أرض الملعب في دقائق قليلة، فخرجوا بابتسامة عريضة على وجوههم أمام آلاف الجماهير، بعد أن زادت ثقتهم بأنفسهم، وشعروا بالمسؤولية تجاه المهمة التي أُسندت إليهم.
في مبادرة من القائمين على المؤسسة المجتمعية "شباب بتحب مصر"، وبالتنسيق مع شركة "فيزا" الراعية لبطولة أمم أفريقيا، أُتيحت الفرصة أمام الأطفال ذوي الإعاقة من أصحاب متلازمة داون، للمشاركة في برنامج مرافقة اللاعبين أثناء نزولهم أرض الملعب.
وقال أحمد فتحي رئيس مجلس الأمناء بالمؤسسة صاحبة الفكرة، إن الهدف من ذلك هو دمجمهم مع أمثالهم من الأطفال الأسوياء في مناسبة رياضية تتابعها دول القارة السمراء بأكملها.
وأضاف فتحي لـ"الوطن"، أن الشركة الراعية للبطولة رحبت بالفكرة، وتم اختيار الأطفال من بين كشوف بأسماء العديد منهم، متاحة لدى المؤسسة المجتمعية، وتم التواصل مع مدارس التربية الفكرية من خلال إحدى المعلمات وبعدها تم التواصل مع أهالي الأطفال للتنسيق معهم فيما يخص مشاركة أبنائهم في البطولة الكروية ضمن مباريات دور الـ8 بأمم أفريقيا.
والدة شهد: المبادرة أسعدت ابنتي بعد ظهورها بجوار أحد لاعبي منتخب نيجيريا
في المباراة الأخيرة بين منتخبي نيجيريا وجنوب أفريقيا، والتي أقيمت على أرض ستاد القاهرة، وانتهت بنتيجة (2-1) لصالح نيجيريا، ظهر أطفال من أصحاب متلازمة داون بصحبة اللاعبين أثناء دخولهم أرض الملعب، كما هو معروف في البطولات الكروية، بدت عليهم ملامح السعادة، في شعور وصفته هداية يوسف، نيابة عن طفلتها شهد حسين (12) سنة، إحدى الأطفال المشاركين في المبادرة، بـ"الفرحة الشديدة" للظهور أمام كاميرات التليفزيون وآلاف المتابعين، والجماهير.
والدة الطفلة "شهد" التي تدرس في الصف الثالث الإعدادي بإحدى مدارس التربية الفكرية بحي مدينة السلام بالقاهرة، تلقت مكالمة من مؤسسة "شباب بتحب مصر" صاحبة الفكرة لإخبارها بأن الاختيار وقع على ابنتها للمشاركة في تلك المبادرة، وقالت الأم، لـ"الوطن"، إن شهد تحب التمثيل والمشاركة في العروض الراقصة على مسرح المدرسة، وتملك روحا مرحة، ولاتخاف التعامل مع الآخرين.
شهد خرجت إلى الملعب بتلقائية ولم تتلق تدريبات قبل المباراة
بكل تلقائية وعفوية، خرجت شهد مع أحد لاعبي المنتخب النيجيري إلى أرض الملعب، في لحظات فرح شديدة دفعتها لالتقاط العديد من الصور مع اللاعبين بعد انتهاء المباراة، وأضافت الأم: "متدربتش على أي حاجة قبل الماتش، والأطفال اتصرفوا بطبيعتهم، وشهد كانت مبسوطة جدا، وعندها ثقة في نفسها لمشاركتها في الحدث".
وأشادت والدة شهد، بالمبادرة، لما أتاحته من فرصة لأطفال "داون" للاندماج مع المجتمع كأمثالهم من الأطفال، مؤكدة أنها شكلت فارقا كبيرا في نفس ابنتها: "حست إنها طبيعية وبتتعامل عادي".