"يورو فتوى".. العالم يحاصر أبلكيشن الإرهاب الإخواني
رواده يبلغون عنه.. و"جوجل" يحذف التطبيق ومؤسسات أوروبية تحذر من فتاويه
تطبيق يورو فتوي
في أبريل الماضي، دشّن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، ومقره كلونسكي في العاصمة الأيرلندية دبلن، تطبيقًا له عبر الهواتف في فرنسا.
وانتشرت منذ ذلك الحين إعلانات مدفوعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي للتطبيق لجذب أكبر عدد من المتابعين في أوروبا؛ إلا أنه في مايو الماضي، أصدر المؤشر العالمي للفتوى تقريرًا حول التطبيق، حذر فيه المسلمين بالدول الأوروبية من التعامل معه لأنه يدعو للعنف والكراهية والإرهاب.
رواده يبلغون عنه.. و"جوجل" يحذف التطبيق ومؤسسات أوروبية تحذر من فتاويه
وأصدر المؤشر 265 فتوى منذ إنطلاقة منها العديد من الفتاوى للإرهابي يوسف القرضاوي والتي أسهمت في ازدياد الإسلاموفوبيا في الغرب واتهام الإسلام بمعاداة غير المسلمين ومحاولة قتلهم والتخلص منه.
وفي إحدى فتاويه، أوضح الإرهابي القرضاوي أن أسلمة أوروبا ستكون "بداية عودة الخلافة الراشدة" وأنَّ "الإسلام سيعود مجددًا لأوروبا كقوة فاتحة ومنتصرة بعد طرده من هذه القارة لمرتين، حسب قوله.
وحذرت هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية الألمانية" من هذا التطبيق التابع للمجلس الأوروبي للإفتاء، مؤكدةً أنه يقدِّم محتوًى دينيًّا وفتاوى تحض على التطرف.
فيما دعت النائبة الفرنسية "ناتالي جوليه" إلى منع التطبيق ذاته، موضحةً أن جماعة الإخوان الإرهابية هي من أطلقته بقيادة مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي الممنوع من دخول فرنسا.
الدكتور إبراهيم نجم: "يورو فتوى" يحض على عدم الالتزام بالقانون في الدول الغربية
الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لأمانة الإفتاء في العالم أكّد أنَّ حذف مؤشر البحث الشهير "جوجل" حذف التطبيق لاحتوائه على محتوى إفتائي ينشر الكراهية ويحث على العداء والعنف ضد غير المسلمين، وعدم الالتزام بالقانون في الدول الغربية، ويعزِّز من ظاهرة الإسلاموفوبيا أو الخوف والرهبة من الإسلام.
وأفاد "نجم" في تصريحات خاصة لـ"الوطن" بأنَّ أحد أهم أسباب حذف التطبيق رئاسة الدكتور "يوسف القرضاوي"، المقيم في قطر والذي يُعدّ الزعيم الروحي المؤثر للإخوان الإرهابية، للمجلس سابقًا؛ ما أثار الذعر في نفوس الكثير من الغربيين.
ولفت مستشار المفتي، إلى أنه بسبب كل ما سبق، أرسل رواد التطبيق تنويهات (Reports) حول التطبيق والإبلاغ عن احتوائه على محتوى غير لائق، ما أدى إلى اتخاذ موقع "جوجل" إجراءً سريعًا تمثَّل في حذف التطبيق وإزالته نهائيًّا من متجره، وإن كان لا يزال مستمرًّا عبر متجر "آبل".
وعن بداية ماهية التطبيق وشكله الخارجي، قال "نجم" إنه بمجرد فتح التطبيق على الهاتف سيظهر على شاشته الرئيسية صورة للمسجد المركزي في مدينة كولونيا غربي ألمانيا، وهو تابع لحركة ديتيب التركية التي تدير معظم المساجد في ألمانيا؛ ما يؤشر لوجود أعضاء جماعة الإخوان المدعومين من تركيا بصورة شبه رسمية في هذه المجتمعات الأوروبية، وذلك عبر المراكز والجمعيات الإسلامية والمنصات الإعلامية التي تمتلكها هذه الجماعات، والتي تشكّل منبرًا مسمومًا لنشر أفكارهم وأيديولوجياتهم.
مدير المؤشر العالمي للفتوى: التطبيق يعادي حقوق المرأة والغرب ويحض المسلمين على عدم الالتزام بالقانون
وأوضح طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى، أنَّ مطالبات رسمية ظهرت في كلٍّ من ألمانيا وفرنسا تدعو لحظر التطبيق المتطرف بين الشباب المسلم في البلدين المذكورين وفي دول الاتحاد الأوروبي بشكل عام.
وفي تحليل للتطبيق ومحتواه، قال أبو هشيمة في تصريحات لـ"الوطن"، إن المؤشر فرغ المحتوى الإفتائي لتطبيق "يورو فتوى" وخلص إلى أنَّه يحرّض على الكراهية والتطرف، ويعادي حقوق المرأة والغرب، فضلا عن أنه يحض المسلمين على عدم الالتزام بالقانون في الدول الغربية، وذلك بثلاث لغات هي (العربية والإنجليزية والإسبانية) ويستهدف النشر بــ6 لغات جديدة هي (الألمانية والفرنسية والبرتغالية والروسية والتركية والألبانية).
وأشار إلى أنه نتيجة لذلك بدأت حكومات الدول الأوروبية تحذر من مثل تلك التطبيقات، وتصفها بأنها "حجز الزاوية في نشر التطرف في أوروبا"، مؤكدًا أن "جماعة الإخوان الإرهابية تستهدف عقول الشباب والمراهقين الذين يستخدمون الإنترنت بكثافة، بهذا التطبيق".
دعوات للأزهر لإطلاق تطبيقات وسطية لنشر سماحة الدين
وناشد مدير المؤشر العالمي للفتوى بأهمية وجود مرجعية إسلامية معتدلة في الغرب يوكل إليها ضبط الخطاب الإفتائي الغربي، مع عدم الانسياق والانجرار وراء فتاوى وأفكار جماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة، وطالب المؤشر بالتأهيل العلمي لأئمة المساجد في الغرب، مستشهدًا بتجربة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في هذا الشأن.
كما أوصى بضرورة تشديد الرقابة على تطبيقات الهواتف المحمولة؛ لما تحمله من خطر الحضور الدائم بين يدي الشباب، وتدشين المؤسسات الرسمية المعتدلة، كالأزهر الشريف والإفتاء والأوقاف، لتطبيقات موازية تتضمن كل ما يحتاجه المسلم في المجتمعات الأوروبية، ونشرها أولًا بأول لتكون بمثابة البوصلة والموجِّه والمحصِّن لهم حين الحاجة إليها.