لعبة الكراسى الموسيقية بين "شاكر" و"كامل"على منصب "النقيب"
هاني شاكر ومصطفى كامل
انحصر الصراع على منصب نقيب الموسيقيين فى الدورة الجديدة (2019/ 2023) بعد أن أغلق باب الترشح، بين النقيب الحالى هانى شاكر، والنقيب السابق مصطفى كامل، على منصب النقيب، و46 موسيقياً على مقاعد العضوية، قبل أيام من فتح باب الطعون على المرشحين استعداداً لإعلان النتيجة والحسم فى اختيار نقيب و12 عضواً فى الثلاثين من شهر يوليو الجارى.
هذه المرة بلغت المنافسة أشدها، على كرسى النقيب، فعلى الرغم أن الانتخابات السابقة شهدت فوز «شاكر» على «كامل» بفارق 200 صوت فقط، فإن هذه المرة ربما لا تشهد هذا الكم من الأصوات، وأيضاً رغم دخول الاثنين الانتخابات الماضية، وكلاهما يحمل الحب للآخر، فإن هذه المرة تظهر وجود اختلافات جذرية ومشكلات شخصية بين الاثنين اللذين قدما معاً فى التسعينات عدداً من أهم وأجمل الأغنيات، مثل: «يا ريتنى، والحلم الجميل»، فشاكر يعتمد فى الانتخابات على اسمه القوى وتاريخه الفنى الطويل، ومحاولته لمحاربة كل من يحاول إقحام نفسه على الموسيقيين، أما «كامل» فيدخل هذه المرة الانتخابات وهو يحتوى كافة الموسيقيين الرافضين لفترة «شاكر» الانتخابية، والذين يرون أنه لم يقدم أى شىء للموسيقيين، بسبب عدم وجوده فى النقابة واهتمامه فقط بعمله الفنى.
أما عن مقاعد العضوية التسعة، فتقدم لها 46 موسيقياً، وهم: مصطفى حلمى إبراهيم، حسن فكرى عبدالله، داود محمد سمير جميعى، على عبدالحليم على عبدالسلام، سيد جودة أحمد مبارك، عاطف إمام فهمى، محسن سيد أحمد مرسى، محمود خالد محمود صقر، عاصم أحمد إبراهيم المنياوى، محمد فاروق الشافعى، محمد عبدالله أحمد محمد، وليد أحمد عبدالغفار علام، محمد حسن عواد، أحمد العيسوى ولد أبومسلم، عمرو كامل محمد كامل شيحة، خالد عبدالله فرج عبدالحليم، حلمى محمد على عبدالباقى، مصطفى محمد السيد خليل الجندى، زينهم محمد مصطفى، رضا رجب حسنين، سيد السمان محمد أنور، مصطفى عبدالله مصطفى داغر، عادل محمد مصطفى، أسرار كمال محمد بشير، محمد السعيد عمر الخولى، خالد عبدالمنعم طه، أيمن أمين عبداللطيف، عدلى ياقوت حسن نور الدين، محمد صبحى على السيد، أيمن محمد سمير سالم، علاء سيد أحمد سلامة، نادية مصطفى على بيومى، منصور محمد كمال بيومى، محمد السيد محمد طنطاوى، أحمد محمد محمد أبوالمجد، وفا حسين وفا على، محمود عبدالفتاح محمد الطيب، محمد أبواليزيد الغنيمى، أشرف عبدالحميد أحمد السعداوى، شريف على حمدى، أحمد رمضان أحمد شعبان، خالد محمد بيومى السيد، منال إسماعيل الغرباوى، عبدالحكيم عبدالغنى محمود أحمد، جميل محمد الشرقاوى، هشام زكى بلح.
ويدخل كل من «شاكر» و«كامل» بعدد كبير من الموسيقيين فى قوائمه، فشاكر يعتمد فى قائمته على أسماء بارزة فى العمل النقابى أمثال: أحمد رمضان ورضا رجب ونادية مصطفى وحمادة أبواليزيد، فى حين يعتمد كامل على أسماء المطربين المشهورين، أمثال حلمى عبدالباقى وأحمد العيسوى وسيد السمان الذى يمثل أصوات موسيقيى النوبة.
بند الـ8 سنوات يثير أزمة بين الأعضاء المرشحين.. والبطلان يهدد الانتخابات بسبب تأخر "الموافقة القضائية"
أما عن أبرز مشكلة قد تواجه عدداً من المرشحين للعضوية هى بند 8 سنوات، حيث قرر عدد من الموسيقيين المرشحين الطعن على منافسيهم، أمثال أحمد رمضان سكرتير أول النقابة الحالى، ورضا رجب سكرتير ثانى النقابة الحالى، وحمادة أبواليزيد ومنصور هندى، وهم جميعهم من قائمة هانى شاكر، باستخدام المادة 33 من قانون النقابات الفنية لعام 1978 والتى يقول نصها: «يشترط فيمن يرشح نقيباً ألا يكون فى أصحاب الأعمال المنصوص عليهم فى المادة السابقة، وأن يكون قد قضى على اشتغاله بالمهنة عشر سنوات على الأقل، كما يشترط فى عضو مجلس النقابة أن يكون قد مضى على اشتغاله بالمهنة خمس سنوات متصلة على الأقل، وتكون مدة عضوية النقيب وأعضاء مجلس النقابة أربع سنوات ولا يجوز إعادة انتخابه أكثر من مرتين».
وعلى هذا الأمر، رد أحمد رمضان، سكرتير النقابة، على كل من سيحاول الطعن، مستشهداً بقانون المواد المعدلة رقم 103 لسنة 1987 بتعديل بعض أحكام القانون رقم 35 سنة 1978 فى شأن إنشاء نقابات واتحاد نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، والذى نص فى مادته 19 بتعديل المادة رقم 33 من قانون سنة 1978 حيث إنه قام بحذف جملة: «ولا يجوز إعادة انتخابه أكثر من مرتين»، وأضاف محلها: «أن يستكمل المجلس المنتهى مدته استكمال عمله بمجلس النقابة حتى يتم انتخاب مجلس جديد».
- بطلان الانتخابات
الانتخابات القادمة يحوم حولها البطلان من قبل أن تبدأ، وذلك بسبب تأخر الهيئة القضائية التى كان من المقرر أن تشرف على الانتخابات، فالشئون القانونية للنقابة خاطبت هيئة قضايا الدولة، لكى تشرف على الانتخابات، فوافقت فى البداية، ثم اعتذرت، ثم بعدها بعدة أيام خاطبت الشئون القانونية مجلس الدولة ومحكمة جنوب القاهرة الابتدائية، فلم يوافق على الإشراف على الانتخابات سوى محكمة جنوب القاهرة الابتدائية.
وهنا يكشف مصدر داخل النقابة لـ«الوطن» عن السبب الذى ربما يؤدى إلى بطلان الانتخابات وإلغاء نتائجها فيقول: «مجلس إدارة النقابة فتح باب الترشح على مناصب النقيب والعضوية من يوم 7 إلى 10 يوليو الماضيين، وكان من يتسلم استمارات الترشح هو سعد المتولى، المستشار القانونى الحالى، حيث يعتبره بعض الموسيقيين منحازاً لأحد الأطراف المتنافسين فى العملية الانتخابية، ولذلك وقت ما تقدم مصطفى كامل بأوراقه رفض أن يتسلم «سعد» أوراق ترشحه، وطلب منه أن يعرف ما الجهة القضائية التى تشرف على الانتخابات، فما كان من سعد إلا أنه أبلغ بأنه لم يصل إليه حتى الآن رد من جهة قضائية للإشراف عليها، وقال له «كامل» بأنه ما كان عليه أن يفتح باب الترشح ما دامت لا توجد هيئة قضائية».
وأضاف المصدر أن «ما قاله كامل صحيح، فالجهة القضائية عليها أن تشرف على الانتخابات بكامل بنودها، بداية من الترشح مروراً بالتنازلات، ثم الطعون، ثم الانتخابات، ثم الإعادة، وفى حال سقط بند بدون إشراف قضائى، ربما يطعن أى خاسر فى الانتخابات على النتيجة، وسيكون الحكم فى صالحه، وهو بطلان الانتخابات».
أما سعد المتولى، مستشار النقابة، فأكد صحة موقفه، وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها فتح باب الترشح للانتخابات بدون أن تكون هناك جهة انتخابية، بخاصة أن العمل الرسمى للجهة القضائية يكون مع الطعون، وأن فترة الترشح لا يوجد فيها أى شىء مخالف، فهى مجرد أن يقوم الموسيقى بسحب أوراق ترشحه من بيته وهو نقابة الموسيقيين.
وهناك بطلان من جهة الفنان إيمان البحر درويش، الذى انتخب نقيباً فى عام 2011، وتم عزله من منصبه بعدها بعام 2012 بسبب رفض مجلس إدارته وجوده، وترأس الفنان رضا رجب النقابة حتى أجريت الانتخابات التى فاز فيها مصطفى كامل.
«درويش» يرى أن ما بنى على باطل فهو باطل، فهو حتى الآن يلوح بالأحكام القضائية التى صدرت له من قبل محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة واجبة النفاذ، والتى رفضت فيها المحكمة الإدارية العليا الطعون التى تم أقيمت ضد الأحكام الصادرة له، فأصبحت أحكاماً نهائية باتة منذ عام ٢٠١٢، وهى الأحكام التى حكم فيها بعودته نقيباً للموسيقيين.
أحكام «البحر درويش» أبطلت الانتخابات التى فاز بها الفنان مصطفى كامل فى عام 2013، وأيضاً أبطلت الانتخابات التى فاز فيها هانى شاكر عام 2015، لكن تلك الأحكام لم تنفذ، ربما يقرر «درويش» إقامة دعوى قضائية ضد الفائز فى الانتخابات الجديدة، بخاصة أنه أطلق بياناً للنائب العام مؤخراً عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
يذكر أن القوائم النهائية للمرشحين لانتخابات النقابة ستعلن يوم السبت الموافق العشرين من شهر يوليو الجارى، بعد الانتهاء من التنازلات والطعون، وتجرى الانتخابات يوم الثلاثاء الموافق الثلاثين من الشهر ذاته، والإعادة -إن وجدت- تكون فى السادس من شهر أغسطس المقبل، وسوف تجرى الانتخابات فى نادى المهن التمثيلية بالبحر الأعظم لأعضاء القاهرة، ولأعضاء الإسكندرية بمجمع عبدالمنعم جابر فى الشاطبى، وفى المنصورة بقاعة «جابى بلس»، وباقى الفروع تجرى الانتخابات بمقار النقابات الفرعية: الزقازيق وطنطا والمحلة ودمنهور وشبين الكوم وبورسعيد ودمياط والقليوبية وبنى سويف والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان وشرم الشيخ.